اإلسالميـة الحـق في التّكاليـف مركزيـة فكـرة ّ ّ في ضوء الحديث النبوي Oleh: H.Yusri Muhammad Arsyad
[email protected] ABSTRAK Al-Haq merupakan salah satu nama Allah SWT. yang mengandung arti bahwa hak dan ke wajiban itu harus bersumber dari Allah SWT, karena Dialah Yang menciptan dan mengetahui hakekat manusia dan seluruh permasalan kehidupannya. Dengan demikian, al haq merupakan ketentuan Allah yang harus dijalani demi kebaikan manusia dan kebahagiaannya di Dunia dan Akherat. AlHaq adalah kebalikan dari kebatilan, yang mengandung arti kebenaran, kebaikan, manfaat, kemashlahatan, ketenangan dan kebahagiaan. Dengan dasar inilah manusia mampu melepaskan diri dari belenggu perbudakan nafsunya terhadap dunia, dan mampu mewujudkan kebebasannya dengan memilih melaksanakan keinginan-keinginan Tuhannya. Kata Kunci: Al-Haq.
الحق وعمى ىذا فمصادر الحقوق ىي مصادر إن اهلل جعل الحكم الشرعي منشأ ّ ّ الحق صفة ذاتية من صفات اإلنسان الحق وليس فالشريعة ىي أساس.التشريع نفسو ّ ّ
أن الشريعة أو خاصّية من خصائصو الفطرية فالنظرية ّ ّ اإلسبلمية قائمة عمى أساس .الحق إنشاء ىي الّتي أنشأت ّ عية ّ من ىذا الوجو يمكن النظر إلى جميع األحكام – من حيث ىي السبل الشر
ومما.بذمتو ّ لتحقيق مصالح الناس – عمى ّأنيا حقوق يجب الوفاء بيا عمى من تعمّقت يشيد ليذا المعنى كثرة النصوص الحديث ّـية التي ترّكز عمى الربط بين االلتزام لمجموع
.األمة وسبلمة مسيرتيا وضمان صبلحيا ّ األحكام الشر ّ عية وبين حسن حال
«تركت:من ذلك الحديث الّذي رواه مالك أن رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم قال
.)(»فيكم أمرين لن تضموا ما تمسكتم بيما كتاب اهلل وسنة نبيو
93
إن اهلل تعالى فرض فرائض فبل وقول رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ّ « : وحرم أشياء فبل تنتيكوىا .)(»... تضيعوىا ّ ّ وحدد حدودا فبل تعتدوىا ّ أن رجبل سأل رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم وما ورد عن جابر بن عبد اهلل ّ فقال «:أرأيت إذا صميت الصموات المكتوبات وصمت رمضان وأحممت الحبلل وحرمت الجنة قال :نعم .قال :واهلل ال أزيد عمى ذلك الحرام ولم أزد عمى ذلك شيئا أأدخل ّ شيئا»(). الحق الّذي يمميو اليوى واّنما ىو االمتثال الحق ليس أن ّ ّ وك ّل ىذا ،يدلّنا عمى ّ ألمر اهلل ونييو() ىو عبادتو ىو فعل الخير وجمبو وىو االمتناع من الشر ودرؤه ىو عمل الحسنات ودفع السيئات ومن مثل ىذا ما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي اهلل عنو وكان شيد بد ار وىو أحد النقباء ليمة العقبة أن رسول اهلل صمى اهلل
عميو وسمم قال وحولو عصابة من أصحابو «:بايعوني عمى أن ال تشركوا باهلل شيئا وال تسرقوا وال تزنوا وال تقتموا أوالدكم وال تأتوا ببيتان تفترونو بين أيديكم وأرجمكم وال تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره عمى اهلل ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا
ثم ستره اهلل فيو إلى اهلل إن شاء عفا عنو وان فيو كفارة لو ومن أصاب من ذلك شيئا ّ شاء عاقبو فبايعناه عمى ذلك»(). ألن فييا أن من وسائل حماية اإلنسان تكميفو بفرائض يؤدييا ّ من ىذا نفيم ّ أن مما يد ّل عمى ّ حماية لئلنسان من اإلضرار وتحقيق الخير لو في دنياه وأخراه ّ اإلسبلمية فييا حماية لئلنسان وتوجيو لسموكو وحفظ لو من التكاليف ال ّشرعية ّ
اإلنحراف عن صراط اهلل المستقيم.
إذن ،اإلنسان ىو " إنسان تكميف " .عن عبد اهلل بن عباس قال :لما نزلت ىذه اآلية وِان تُْب ُدوا ما ِفي أ َْنفُ ِس ُكم أو تُ ْخفُوه يح ِ اس ُب ُك ْم بِ ِو اهللُ قال :دخل قموبيم منيا َ ْ ُْ ُ َ ْ ْ َ بي صمى اهلل عميو وسمم «:قولوا :سمعنا شيء لم يدخل قموبيم من شيء فقال ّ الن ّ ف اهللُ َن ْف ًسا وأطعنا وسممنا قال فألقى اهلل اإليمان في قموبيم فأنزل اهلل تعالى :الَ ُي َكمِّ ُ ِ َخطَأ َْنا ،قال إن َن ِس ْي َنا أ َْو أ ْ ت َو َعمَ ْييَا َما ا ْكتَ َس َب ْ إالَّ ُو ْس َعيَا لَيَا َما َك َس َب ْ ت َربَّ َنا الَ تُ َؤاخ ْذ َنا ْ ِ ص ًار َك َما َح َمْمتَوُ َعمَى الَِّذ ْي َن ِم ْن قَْبِم َنا ،قال قد فعمت قد فعمت َ رَّبنا َوالَ تَ ْحم ْل َعمَ ْي َنا ِإ ْ و ْ ِ ت َم ْوالََنا )(قال قد فعمت»(). رح ْم َنا أ َْن َ اغف ْر لََنا َوْا َ َ 94
اإلسبلمي بجعمو التكميف منشأ الحقوق أولى عنايتو أن التّشريع وبيذا ّ يتبين لناّ ، ّ ألن ذلك يكون ضمانا إلقرار الحقوق وصيانتيا. أداء الواجبات قبل تقريره منح الحقوق ّ إذا كانت أمانة التكميف ىي منشأ الحقوق كانت ىذه الحقوق نفسيا ىي مادة
ومما جاء في ىذا الصدد حديث عياض بن ابتبلء بالضرورة في الممارسة والعملّ . إن حمار المجاشعي أن رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم قال ذات يوم في خطبتو «:أال ّ
مما عممني يومي ىذا ك ّل مال نحمتو عبدا حبلل واني رّبي أمرني أن أعممكم ما جيمتم ّ خمقت عبادي حنفاء كميم وانيم أتتيم الشياطين فاجتالتيم عن دينيم وحرمت عمييم ما أحممت ليم وأمرتيم أن يشركوا بي ما لم أنزل بو سمطانا وان اهلل نظر إلى أىل األرض
فمقتيم عربيم وعجميم إال بقايا من أىل الكتاب وقال ّإنما بعثتك ألبتميك وأبتمي بك.)(»... سنة التكميف واالبتبلء الّتي ىي منشأ حقوق اإلنسان لم يكن أن ّ ومما ىو ّبين ّ ّ الخاصة فحسب بل نحو قومو وأ ّمتو توجييا متعمّقا بواجب الفرد نحو ذاتو ومصالحو ّ
موحدا و ألن اندماج الفرد في حياة األمة أمر واقع بحيث تصبح قواما ّ ّ اإلنسانية كميا ّ أن إرادة اهلل تأتي عمى وبنيانا مرصوصا كما تندمج اإلرادات الفردية في إرادة القوم و ّ وفق ما أرادوىم أنفسيم.
فإن حياة اإلنسان ليست ممكا خالصا لو واّنما ىي حق لخالقيا وتأسيسا عمى ىذاّ ، أن اإلنسان ال يممك إسقاط حقّو في الحياة بإتبلف نفسو أو عضو ويتفرع عن ىذا األصلّ ، من أعضاء جسمو دون مقصد شرعي(). إذا كان األمر كذلك ،ىل ىناك مجال لمتقسيم بين حق اهلل وحق العباد ؟ أن ك ّل حكم من أحكام الشريعة قائم عمى أساس حق اهلل وكل الجواب عمى ىذاّ ، حكم متضمن في الوقت نفسو حقا لمعباد عمى تفاوت في مدى ظيور ىذه الحقوق
واختبلف في تعمقيا بالدنيا واآلخرة.
فإن مماشاة ىذين الحقين لبعضيما ومبلزمة الواحد منيما لآلخر يتجمي وانظرّ ، بي صمى اهلل عميو وسمم «:يا معاذ فيما ثبت في حديث معاذ بن جبل قال ،قال ّ الن ّ
95
أتدري ما حق اهلل عمى العباد قال اهلل ورسولو أعمم قال أن يعبدوه وال يشركوا بو شيئا
أتدري ما حقيم عميو قال اهلل ورسولو أعمم قال أن ال يعذبيم»().
الناس بوقوفيم موقف العبودية في ك ّل ما يصدر فقد أناط الحديث حق اهلل عمى ّ عنيم من تصرفات وأعمال .وجعل حق العباد عمى اهلل متمثّبل في إثابتيم واكراميم
بالتزاميم بيذا الموقف اختيا ار منيم.
واذن ،فتقسيم األحكام الشرعية إلى حقوق هلل وحقوق لمعباد ىو تقسيم اعتباري ال لشدة التّرابط والتداخل منطمقا وأث ار بين الحقّين. غير ّ الحق ليس صفة ذاتية من صفات اإلنسان بل ىو معطي موضوعي أن ّ كما ّ أقره مصد ار لمقيم إضافي ،وقد جعل اهلل جميع أحكامو مرّكزة فيما اعتبره ىو حقا و ّ
حفظا لمصالح الناس وتحقيقا لؤلفضل في حياتيم .وقد أشار إلى ذلك حديث عبد اهلل
يتيجد بن عباس رضي اهلل عنو قال كان ّ بي صمى اهلل عميو وسمم إذا قام من الميل ّ الن ّ قال«:الميم لك الحمد أنت قيم السموات واألرض ومن فيين ولك الحمد لك ممك السموات واألرض ومن فيين ولك الحمد أنت نور السموات واألرض ومن فيين ولك الحق ولقاؤك حق الحق ووعدك الحمد أنت ممك السموات واألرض ولك الحمد أنت ّ ّ حق ومحمد صمى اهلل عميو وسمم حق حق والنبيون ّ الجنة حق والنار ّ وقولك حق و ّ
حق.)(»... الساعة ّ و ّ
إذا كان ك ّل ما جاء بو محمد صمى اهلل عميو وسمم ىو حق لم يبق إالّ البحث عن السبيل القويم الّذي يحمل اإلنسان إلى ذلك .والسبيل المنشود ىو "إعطاء ك ّل ذي
ألن ك ّل حق حقو" .واذا كان األمر ليس كذلك ّ فإنو يحمل اإلنسان بعيدا عن اإلنسانية ّ يؤدي بو موقفو ىذا إلى انتياك من ال يؤمن بما ىو الحق -كما سبقت اإلشارة إليو ّ - ّ الناس جميعا ،وىذا ظمم. حق اهلل وحقوق ّ وانظر كيف كان التشديد عمى أداء الحقوق والتحسيس بخطورة انتياكيا .فعن
أن رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم قال «:لتؤدن الحقوق إلى أىميا يوم أبي ىريرة ّ القيامة حتّى يقاد لمشاة الجمحاء من الشاة القرناء»().
96
محرمة ،جاء وفي الحديث تذكير واضح ّ بأن الظمم وتن ّكب طريق الحق ممارسة ّ ذر الغفّاري عن قطعية الداللة كما ذلك بعبارة واضحة وألفاظ ّ تضمنو حديث أبي ّ ّ حرمت الظّمم ّ بي صمى اهلل عميو وسمم ّ أن اهلل تبارك وتعالى قال «:يا عبادي ّإني ّ الن ّ ()
محرما فبل تظالموا».. عمى نفسي وجعمتو بينكم ّ
أن اهلل ىو العدل وال يصدر عنو إالّ العدل وىذا يفضي بنا من ىذا نفيم بجبلء ّ حر مختار مسؤول أمام اهلل عما اختاره .فك ّل ما يصدر عنو من إلى القول ّ إن اإلنسان ّ أعمال ىي أعمالو ىو وىو مسؤول عنيا وسيجازي عمييا يوم القيامة إن خي ار فخي ار
فشرا .عن أبي ذر الغفاري عن النبي صمى اهلل عميو وسمم فيما روى عن اهلل وان ّا شر ّ ثم أوفيكم ّإياىا تبارك وتعالى ّأنو قال ..«:يا عبادي ّإنما ىي أعمالكم أحصييا لكم ّ
يمومن إالّ نفسو.)(»... فمن وجد خي ار فميحمد اهلل ومن وجد غير ذلك فبل ّ
ألنو أساء استعمال ألنو في ىذه الحالة يجني ثمار ما ّ قدمت يداه ىو بمحض إرادتو و ّ ّ حقّو وانحرف عن صراط اهلل المستقيم فأفسد في األرض بعد إصبلحيا وعمد إلى التخريب والظمم لذلك فيو يشقى في الدارين. المصادر والمراجع:
.1القرآن الكريم برواية حفص
.2البخاري ،محمد بن إسماعيل (256-194ىـ869-809/م) .الجامع صحيح ،م .الكتب التسعة وشروحيا ،دار سحنون ودار الدعوة،1992 ،
ط.2
.3مسمم بن الحجاج بن مسمم (261-204ىـ875-820/م) .الجامع صحيح ،م .الكتب التسعة وشروحيا ،دار سحنون ودار الدعوة،1992 ،
محمد (ت .)884 ط.2مفمح ،برىان الدين ابراىيم بن ّ .4مالك بن أنس بن مالك األصبحي ،أبو عبد اهلل (179-93ىـ-712/ 795م).
الموطأ ،م .الكتب التسعة وشروحيا ،دار سحنون ودار الدعوة،1992 ،
ط.2
97
.5البييقي ،أحمد بن الحسين (458-384ىـ1066-994/م) .السنن الكبرى ،دار الفكر( ،د.ت)
.6الشاطبي ،إبراىيم بن موسى (أبو اسحاق)( ،ت790ىـ1388/م). الموافقات في أصول ال ّشريعة ،دار المعرفة ،بيروت( ،د .ت).
98