زيل عمري سريغار
المعاني ألفعال الحواس الخمس في السياق القرآني وتضمينها التربوي زلي عمري سريغار جامعة سوناف كونونج جاٌب اإلسالمية احلكومية باندونج شارع أ.ىػ .ناسوتيوف رقم ٘ٓٔ تشيبًنو باندونج ٗٔٗٓٙ E-mail:
[email protected]
ملخص ينطلق ىذا البحث من أف معاين األلفاظ ُب القرآف الكرًن تتقيد بسياقاهتا ييو .وىكذا الشأف أليعاؿ احلواس ُب القرآف الكرًن ،يإ ّف لكل يعل حاسة رلاال دالليا حيوي على معاف سلتلفة حسب سياقاهتا. وُب ىذا البحث تتم دراسة معاين أيعاؿ احلواس ُب السياؽ القرآين ،ومن األيعاؿ متقاربة ادلعاىن والدالالت ،وإف كانت ال تتحد متاما ،يهناؾ أيعاؿ دالة على عملية اإلبصار وىي أبصر ورأى ونظر وآنس ،وعملية السمع وىي مسع وأنصت وأصغى وعملية التذوؽ وىي ذاؽ وطعم وأكل وعملية اللمس وىي دلس ومس .ولكل من أيعاؿ احلواس معىن خاص دييزه عن غًنه حسب سياقاتو ُب القرآف. ولكشف ىذه ادلعاين يستخدـ الباحث ادلدخل الداليل وطريقة حتليل ادلضموف .والتضمٌن الرتبوي ييما يتعلّق بأمهية تنمية احلواس اخلمس ألهنا جزء مهم من جوانب الشخصية اإلنسانية .والرتبية على ضوء القرآف من شأهنا تتطلب إعماؿ حواس اإلنساف للوصوؿ إىل الشخصية السليمة ادلتكاملة. ادلصطلحات الرئيسية :احلواس اخلمس ،السياؽ القرآين ،التضمٌن الرتبوي ABSTRACT
This study departed from the notion that the meanings of words in the Qur’an are bounded by the context. Words of similar meaning in general actually have significant differences. Words related to the five senses, for example, in the Qur'an are interpreted differently according to the context of the sentence. The use of the word fi’il related to the process of seeing are abshara, ra’a, nadzara, and anasa; related to the hearing processare, are sami’a, anshata, ashgha; related to the process of feeling, are dzaqa, tha’amaandakala, and relating to the fingering, which allegedly lamisa and massa are assumed to have different meanings based on its context. To covert the meanings, semantic approach in content analysis method was used. The implications are the development of the five sense competence is very important to do to lead people to have perfect personality. Keywords: Five sense, Qur’anic Context, Educational implication
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
156
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
المقدمة أي كالـ ،وخيتلف متاـ االختالؼ عن كالـ إف القرآف الكرًن كالـ اللّو العزيز الذي ال دياثلو ّ ومسوه ُب ادلعىن والنظم واالنسجاـ البشر من أدب وشعر ،ونثر وخطابة ،لتفوقو ُب البالغة والفصاحةّ ، (عبد الرمحن بن ناصر السعدي .)ٕ :ٕٕٔٗ ،والقرآف نزؿ باللغة العربية كما ُب قولو تعاىل "إِنَّا أَنْػَزلْنَاهُ قُػ ْرآَنًا َعَربِيِّا لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُو َف" (يوسف ،)ٕ :وىو دستور ومنهج األحكاـ اإلسالمية اليت طلب من ادلسلمٌن أف يطيعوا ويعملوىا (ادلراغى .)٘ :ٖٕٔ٘ ،لذلك ،يهم اللغة العربية شرط أساسي لفهم القرآف ،ألهنا لغة علم وثقاية ودين حتمل رسالة إذلية تربط اإلنساف بالفكر واحلياة (القطاف ،د.ت: ٕٖٔ). والقرآف الكرًن غين بألفاظو ادلرتادية تتقارب معانيها ولكن ال تتحد متاما ُب داللتها ،منها األيعاؿ للحواس ،وىي لفظ "رأى ونظر وأبصر وآنس" حلاسة النظر .ولفظ "مسع واستمع وأنصت وأصغى" حلاسة السمع .ولفظ "دلس ومس" حلاسة اللمس .ولفظ "ذاؽ وطعم وأكل" حلاسة الذوؽ، وحاسة الشم .أليس كل ما جاء ُب القرآف الزـ أف يكوف لو معىن خاص أو ما يراديو أو ما دييزه عن غًنه دلا كاف من إعجاز القرآف دقة اختيار األيعاؿ حيث نعرؼ أنو ال متكن كتابتها بدوف ادلعىن اخلاص أو مراديها. استخداـ أيعاؿ احلواس اخلمس ُب القرآف الكرًن ال بد من أف يكوف لكل منها معىن خاص دييزه عن غًنه ،مثل :االستماع واإلنصات .ياالستماع ىو إدراؾ ادلسموع ،واإلنصات ىو السكوت ئ القرآف يَ ِ بغية االستماع لشيء ما ،وعلى ذلك يقد مجع اهلل بينهما ُب قولوَ " :وإ َذا قُِر َ استَم ُعوا لَوُ ْ وأ ِ َنصتُوا لَ َعلَّ ُك ْم تُػ ْر َمحُو َف" (األعراؼ)ٕٓٗ :؛ حيث إف الواجب على ادلسلم االستماع للقرآف دوف َ حديث أو حركة. واحلواس واحدىا احلاسة ،وىي القوة اليت ّٔا تدرؾ األغراض احلسية .أربع حواس من احلواس اخلمس وىي السمع والبصر والشم والذوؽ لكل واحد منها آلة خاصة ،يآلة البصر العٌن ،وآلة السمع األذف وآلة الذوؽ اللساف ،وآلة الشم ادلنخر (سهاـ زلمد أمحد األمسر .)ٛ :ٕٓٓٚ ،وأما آلة اللمس يمنتشر َب بدف اإلنساف وليس مقتصرا على عضو خاص .واحلواس اخلمس تنقسم باعتبار كيفية اإلحساس إىل قسمٌن )ٔ( :قسم يتم ييها الشعور باحملسوس عن طريق االحتكاؾ ادلباشر وىي حاسة اللمس وحاسة الذوؽ )ٕ( ،قسم يتم ييها تنقل اإلحساس باحملسوس من دوف االحتكاؾ بو احتكاكا مباشرا وىي حاسة السمع والنظر والشم (بايزيد ياطمة ،د.ت)ٖ :
157
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
معٌن ،يهي مبثابة رلموعة من األيعاؿ متقاربة ومتثل أيعاؿ كل حاسة رلاال دالليا على معىن ّ ادلعاىن والدالالت ،لكنها ال تتحد متاما يهناؾ األيعاؿ الدالة على عملية حاسة اإلبصار (أبصر ورأى ونظر وآنس) واأليعاؿ الدالة على عملية حاسة السمع (مسع واستمع وأنصت وأصغى) واأليعاؿ الدالة على عملية حاسة الذوؽ (ذاؽ وطعم وأكل) واأليعاؿ الدالة على عملية حاسة اللمس (دلس ومس) يأيعاؿ كل حاسة تدؿ بصفة عامة على ىذا ادلعىن الكلي الذي جيمع ييما بينها. وقد اىتم علماء اللغة العربية القدامى مبسألة الفروؽ اللغوية اىتماما بالغا ،وىذا ما ديعهم إىل دراستها والبحث ُب مسألة الرتادؼ اللغوي (العسكري .)ٕٓ :ٕٔٗٔ ،الرتادؼ لغة ىو ما اختلف لفظو واتفق معناه ،أو ىو إطالؽ عدة كلمات على مدلوؿ واحد ،كاألسد والسبع والليث وأسامة.. اليت تعين مسمى واحدا .أما الرتادؼ اصطالحا يهو األلفاظ ادلفردة الدالة على شيئ واحد باعتبار واحد (إميل بديع يعقوب ،د.ت ،)ٖٔٚ :وقاؿ رلاىد (د.ت )ٜٕ :ىو توارد لفظٌن أو ألفاظ كذلك ُب الداللة على االنفراد أو حبسب أصل الوضع على معىن واحد من جهة واحدة. وقد ورد ُب القرآف الكرًن أيعاؿ احلواس اخلمس مبختلف الصيغ وادلواقع .لأليعاؿ الدالة على السمع وردت بلفظ "مسع واستمع وأنصت وأصغى" .ورد لفظ "مسع" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (٘ ٚموقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض ٕٚموقعا ويعل مضارع ُب ٕٗ موقعا ،ويعل أمر ُب ٙ مواقع .وورد لفظ استمع بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن ( ٔٙموقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض ُب موقعٌن وكثًنا ما يرد بفعل مضارع ُب ٓٔ مواقع ،وبصيغة يعل األمر ُب ٗ مواقع .وورد لفظ "أنصت" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن ُب موقعٌن وورد بصيغة يعل أمر كليهما .واآليات القرينة الدالة على السمع بفعل "أنصت" بصيغة يعل أمر ُب األعراؼ ٕٓٗ :وُب األحقاؼ .ٕٜ :وورد لفظ "أصغى" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن ُب موقعٌن ،حيث ورد بصيغة يعل ماض موقعا واحد ُب سورة التحرًن: ٗ وبفعل مضارع موقعا واحد ُب سورة األنعاـ.ٖٔٔ : ولأليعاؿ الدالة على اإلبصار وردت بلفظ "أبصر ورأى ونظر وآنس" .ورد لفظ "أبصر" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن ( ٕٙموقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض موقعا واحدا وكثًنا ما يرد مقرونا بفعل مضارع ٕٕ موقعا ،وبصيغة يعل األمر ُب ٖ مواقع .وورد لفظ "نظر" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (ٗ ٛموقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض ٖ مواقع ويعل مضارع ٖٗ موقعا ،ويعل أمر ٖٛموقعا .وورد لفظ "رأى" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (ٕٔٗ موقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض ٗ ٛموقعا ويعل
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
158
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
مضارع ٔ٘ٚموقعا .وورد لفظ "آنس" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (٘ مواقع) حيث ورد كلها بصيغة يعل ماض. ولأليعاؿ الدالة على الذوؽ وردت بلفظ "ذاؽ وطعم وأكل" .ورد لفظ "ذاؽ" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن ( ٖٙموقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض ُب ٘ مواقع ويعل مضارع ٚمواقع ،ويعل أمر ٕٗ موقعا .وورد لفظ "طعم" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (٘ مواقع) حيث ورد بصيغة يعل ماض ُب موقعٌن ويعل مضارع ٖ مواقع .وورد لفظ "أكل" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (ٓ ٜموقعا) حيث ورد بصيغة يعل ماض ُب ٘ مواقع ،ويعل مضارع ٖ٘ مواقعا ويعل أمر ٖٔ موقعا. ولأليعاؿ الدالة على الذوؽ وردت بلفظ "دلس ومس" .ورد يعل "دلس" بصيغة الفعل ُب القرآف مس" بصيغة الكرًن ُب موقعٌن وكالمها ورد بصيغة يعل ماض ُب اجلن ٛ :وُب األنعاـ .ٚ :وورد لفظ " ّ الفعل ُب القرآف الكرًن ( ٖٚموقعا) .وأكثرىا بصيغة يعل ماض ُب ٕٚموقعا ،وورد بصيغة بفعل مضارع ُب ٓٔ مواقع. تعترب حاسة الشم من أكثر احلواس إثارة للعواطف ،ويكوف ىذا التأثًن مرتبطا بعوامل كثًنة منها حالة الشخص نفسو لكنها عند اإلنساف الطبيعي تؤدي الروائح الطيبة إىل زيادة الشعور بالسرور وتؤدي الروائح ادلزعجة إىل شعور بالضيق والتوتر ( .)http://m77m.3abber.com/post/11827وموقع اآلية القرآنية ادلرتادية لأليعاؿ الدالة على الشم مل جيدىا الكاتب ُب القرآف الكرًن. ولكشف ىذه ادلعاين يستخدـ الباحث ادلدخل الداليل وطريقة حتليل ادلضموف .والتضمٌن الرتبوي ييما يتعلّق بأمهية تنمية احلواس اخلمس ألهنا جزء مهم من جوانب الشخصية اإلنسانية .والرتبية على ضوء القرآف من شأهنا تتطلب إعماؿ حواس اإلنساف للوصوؿ إىل الشخصية السليمة ادلتكاملة. البحث تحليل معاني أفعال الحواس في السياق القرآني
-1معاني األفعال لحاسة السمع في السياق القرآني أ .معاين يعل "مسع" ُب السياؽ القرآين
إف يعل "مسع" حلاسة السمع ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف معروية ،وىي اإلحساس بالصوت دوف يهم واإلحساس بالصوت مع الفهم واإلحساس بالصوت مع الفهم باإلضاية إىل االقتناع واإلدياف والطاعة. أوال :اإلحساس بالصوت دوف يهم 159
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
وذلك مثل الطفل الوليد الذي ال يفقو معىن الكالـ وىو حيس بالصوت لكنو ال يفقو معناه ،أو كالدواب السارحة اليت إذا نع ق ّٔا راعيها ،أي دعاىا إىل ما يرشدىا يال تسمع إال دعاءه ونداءه ،يال تفهم ما يقوؿ ،بل إمنا تسمع صوتو يقط .ومن اآليات الواردة دلعىن اإلحساس بالصوت دوف يهم ما يلي: اآلية الرقم ِ ين َك َفُروا َك َمثَ ِل الَّ ِذي يَػنْعِ ُق ِمبَا الَ يَ ْس َم ُع إِالّْ ٔ َوَمثَ ُل الَّذ َ ِ ص ّّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي يَػ ُه ْم الَ يَػ ْع ِقلُو َف (البقرة: ُد َعاءً َون َداءً ُ ٔ)ٔٚ ِ ين قَالُوا َِمس ْعنَا َوُى ْم الَ يَ ْس َم ُعو َف ٕ َوالَ تَ ُكونُوا َكالَّذ َ (األنفاؿ)ٕٔ : وى ْم الَ يَ ْس َم ُعوا ُد َعاءَ ُك ْم (ياطر)ٔٗ : ٖ إِ ْف تَ ْد ُع ُ
المعنى السياقي مثل الكاير مثل البهيمة تسمع الصوت وال تعقل (عبد اهلل احلمراين ،ادلكتبة الشاملة)ٖٔٔ : أهنم دلا مل ينتفعوا مبا مسعوا كأهنم مل يسمعوا (عبد اجلبار السمعاين، )ٕٕٛ :ٜٜٔٚ ال تسمع دعاء من دعاىا وعبدىا من دوف اهلل تعاىل ولو مسعوا ما استجابوا لكم (أيب حاًب الرازي ،د.ت)ٖٔٚ :
وى ْم إِ َىل ا ْذلَُدى الَ يَ ْس َمعُوا َوتَػَر ُاى ْم يَػْنظُُرو َف ليس ذلم مسع (زلمد مجاؿ الدين ٗ َوإِ ْف تَ ْدعُ ُ ك وىم الَ يػب ِ القامسي ،ادلكتبة الشاملة)ٜٔٛ : صُرو َف (األعراؼ)ٜٔٛ : إِلَْي َ َ ُ ْ ُْ ك َكاألَنْػ َع ِاـ بَ ْل ُى ْم يعين ال يسمعوف آيات القرآف ومواعظو ٘ َوَذلُ ْم آذَا ٌف الَ يَ ْس َم ُعو َف َِّٔا أُولَئِ َ (اخلازف)ٖٔٚ :ٜٜٔٚ ، ك ُى ُم الْغَايِلُو َف (األعراؼ)ٜٔٚ : َض ُّل أُولَئِ َ أَ واآليات القرآنية األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب سورة النساء ٗٙ:واألنفاؿٕٔ : واألعراؼ ٜٔٛ، ٜٔ٘ ،ٜٔٚ ،ٔٓٓ :وياطر ٔٗ :ويصلت ٕٙ ،ٗ :ومرًنٜٛ ،ٕٙ ، ٕٗ : واألنبياء ٕٔٓٓ ،ٔٓٓ ،ٗ٘ :ولقماف ٚ :والفرقاف ٗٗ :والواقعة ،ٕ٘ :والنبأ ٖ٘ :والشعراء.ٕٚ : ثانيا :اإلحساس بالصوت مع الفهم ومن اآليات الواردة دلعىن اإلحساس بالصوت مع يهم ما يلي: الرقم ٔ
اآلية
المعنى السياقي
يق ّْمْنػ ُه ْم يَ ْس َمعُو َف َكالَ َـ اللِّو ٍُبَّ ُحيَّْريُونَوُ من بعد ما يهموه وضبطوه بعقوذلم َوقَ ْد َكا َف يَ ِر ٌ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
160
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
الرقم ٕ
ٖ ٗ
اآلية
ِمن بَػ ْع ِد َما َع َقلُوهُ َوُى ْم يػَ ْعلَ ُمو َف (البقرة)ٚ٘ : ِ ِ ِ َوإ َذا تُػْتػلَى َعلَْيه ْم آيَاتُػنَا قَالُوا قَ ْد َمس ْعنَا لَ ْو نَ َشاءُ ِ لَ ُق ْلنَا ِمثْل ى َذا إِ ْف ى َذا إِالَّ أ ِ ٌن َساط ًُن ْاأل ََّول َ َ َ َ َ (األنفاؿ)ٖٔ : يسمع آي ِ ات اللَِّو تُػْتػلَى علَي ِو ٍُبَّ ي ِ صُّر ُم ْستَ ْكِ ًربا َْ ُ ََُْ َ
المعنى السياقي (النسفي.)ٕٚ: ٕٓٓ٘ ، يقولوف مسعنا القرآف وعلمنا أنو سحر أو شعر وأساطًن (ابن عطية األندلسي.)٘ٛٚ :ٜٜٖٔ ، يسمع آيات كتاب اهلل تُقرأ عليو (أبو جعفر الطربي ،ادلكتبة الشاملة.)ٖٙ :
(اجلاثية)ٛ : َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َوَريَػ ْعنَا يَػ ْوقَ ُك ُم الطُّ َور ُخ ُذوا َما يهمنا قولك ومل نأمتر لك (الراغب َوإِ ْذ أ َ ِ صْيػنَا َوأُ ْش ِربُوا ُِب االصفهاىن ،د.ت.)ٖٜٔ : آتَػْيػنَا ُك ْم بُِق َّوٍة َو ْ امسَ ُعوا قَالُوا َمس ْعنَا َو َع َ قُػلُؤِِّ ُم الْعِ ْج َل بِ ُك ْف ِرِى ْم قُ ْل بِْئ َس َما يَأْ ُمُرُك ْم بِِو ِِ ٌن (البقرة)ٜٖ : إِديَانُ ُك ْم إِ ْف ُكْنتُ ْم ُم ْؤمن َ
واآليات القرآنية األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب سورة البقرة ٜٖ،ٔٛٔ ،ٚ٘ :وآؿ عمراف ٕٔٛ :والنساء ٗٙ :واألنفاؿ ٖٔ ،ٕٔ :والتوبة ٙ :واجلاثية ٛ :ويوسف ٖٔ:واجلج ٗٙ :وطو: ٔٓٛواألنياء ٙٓ :والنور ٘ٔ، ٔٙ ، ٕٔ :واألنبياء ٙٓ :وادلؤمنوف ٕٗ :والقصص ٖٙ،٘٘ :وص: ٚوالفرقاف ٕٔ :والسجدة ٕٙ:وؽ ٕٗ :وياطر ٔٗ :وادلنايقوف ٗ :والغاشية ٔٔ :و ادللك ٚ :والقلم: ٘. ثالثا :اإلحساس بالصوت مع الفهم باإلضاية إىل االقتناع واإلدياف والطاعة وىي أعلى درجات السمع اليت ُمتنح للمؤمنٌن. ومن اآليات الواردة دلعىن اإلحساس بالصوت مع يهم مقرتف باالقتناع واإلدياف والطاعة ما يلي:
الرقم ٔ
ٕ
161
اآلية
المعنى السياقي
ِ ِ َِّ ين يَ ْس َم ُعو َف َوالْ َم ْوتَى يَػْبػ َعثػُ ُه ُم يعين ادلؤمنٌن الذين يسمعوف الذكر يب الَّذ َ إمنَا يَ ْستَج ُ ييتبعونو وينتفعوف بو (إبراىيم الثعليب اللَّوُ ٍُبَّ إِلَْي ِو يػُْر َج ُعو َف (األنعاـ)ٖٙ : وؿ ِمبَا أُنِْزَؿ إِلَْي ِو ِم ْن َربِّْو َوالْ ُم ْؤِمنُو َف الر ُس ُ َآم َن َّ ُك ّّل َآم َن بِاللَِّو َوَمالَئِ َكتِِو َوُكتُبِِو َوُر ُسلِِو الَ نػُ َفّْر ُؽ
النيسابوري)ٔٗٙ :ٕٕٓٓ ،
يهمنا وارتسمنا (الراغب األصفهاىن، د.ت)ٖٜٔ :
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
الرقم
ٖ
ٗ
٘
اآلية
ِ بػٌن أ ٍ ك َحد ِم ْن ُر ُسل ِو َوقَالُوا َِمس ْعنَا َوأَطَ ْعنَا غُ ْفَرانَ َ َ َْ َ ِ ك الْ َمص ًُن (البقرة)ٕٛ٘ : َربػَّنَا َوإِلَْي َ ربػَّنَا إِنػَّنَا َِمسعنَا منَ ِاديا يػنَ ِادي لِ ِْْلديَ ِ اف أَ ْف ِآمنُوا ْ ُ ً ُ َ ِ ِ آمنَّا َربػَّنَا يَا ْغف ْر لَنَا ذُنُوبَػنَا َوَكف ّْْر َعنَّا بَربّْ ُك ْم يَ َ َسيّْئَاتِنَا َوتَػ َويَّػنَا َم َع اْألَبْػَرا ِر (آؿ عمراف)ٜٖٔ : ِِ ٌن إِ َذا ُد ُعوا إِ َىل اللَِّو إَِّمنَا َكا َف قَػ ْوَؿ الْ ُم ْؤمن َ َوَر ُسولِِو لِيَ ْح ُك َم بَػْيػنَػ ُه ْم أَ ْف يَػ ُقولُوا َِمس ْعنَا َوأَطَ ْعنَا ك ُى ُم الْ ُم ْفلِ ُحو َف (النور)٘ٔ : َوأُولَئِ َ
المعنى السياقي
مسعوا دعوة من اهلل ياجابوىا واحسنوا ييها وصربوا عليها (أيب حاًب الرازي ،د.ت: ٖٗ.)ٛ إمنا كاف قوؿ ادلؤمنٌن إذا دعوا إىل اهلل ورسولو ليحكم بينهم اف يقولوا مسعنا واطعنا واولئك ىم ادلفلحوف (أيب حاًب الرازي ،د.ت)ٖٕٙ :
امسعوا وأ ِ َطيعُوا َوأَنِْف ُقوا يالزموا أوامر اللّو واجتنبوا نواىيو قدر يَاتػَّ ُقوا اللَّ َو َما ْ استَطَ ْعتُ ْم َو َْ ُ َ ك جهدكم وطاقتكم (الزحيلي:ٕٜٓٓ ، َخْيػًرا ألَنْػ ُف ِس ُك ْم َوَم ْن يُ َ وؽ ُش َّح نػَ ْف ِس ِو يَأُولَئِ َ ٕ٘٘) ُى ُم الْ ُم ْفلِ ُحو َف (التغابن)ٔٙ :
واآليات األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب سورة البقرة ٕٛ٘، ٜٖٔ، ٔٓٗ ، ٜٖ :وآؿ عمراف ٜٖٔ :ويونس ٙٚ :وادلائدة ٔٓٛ ،ٖٛ :واألنعاـ ٖٙ ،ٕٓ :والنحل ٙ٘ :النور ٘ٔ :ويس: ٕ٘ والقصص ٚٔ :والروـ ٕٖ :والتغابن ٔٙ :والنساء ٔٗٓ :واألحقاؼ ٖٓ :واجلنٖٔ ،ٔ : وادللك.ٔٓ : ب .معاين يعل "استمع" ُب السياؽ القرآين االستماع ىو استفادة ادلسموع باالصغاء إليو ليفهم (العسكري .)ٖٔٓ :ٕٓٓٓ ،واالستماع يعل يقصد منو اسرتاؽ السمع ومتييزه جيدا (كأف يفتح أحد نايذة سيارتو كي يستمع للموسيقى السابقة) .واالستماع ال يكوف إال بقصد ونيّة (الزحيلي .)ٕٗٓ :ٕٜٓٓ ،واالستماع يكوف أيضا بقصد االستفادة. ومن اآليات الواردة لفعل استمع مبعىن قصد االستفادة ما يلي: المعنى السياقي
اآلية الرقم ك نَػ َفًرا ِم َن ا ْجلِ ّْن يَ ْستَ ِم ُعو َف القرآف إبالغُ مرادىم إىل من يريدوف أف يبلّْغوه صَريْػنَا إِلَْي َ ٔ َوإِ ْذ َ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
162
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
المعنى السياقي
اآلية الرقم صتُوا يَػلَ َّما قُ ِ ضروه قَالُوا أَنْ ِ ض َي َولَّ ْوا إِ َىل إليهم من نوعهم بالكيفية اليت يتفامهوف يَػلَ َّما َح َ ُ ُ ِِ ِِ ّٔا (الشيخ زلمد الطاىر بن عاشور، ين (األحقاؼ)ٕٜ : قَػ ْومه ْم ُمْنذر َ )ٕٕٓ :ٜٜٔٚ يل أَنَّو استَمع نػَ َفر ِمن ِْ ِ ِ ِ اجلن استمعوا القرآف ،يآمنوا بو اجل ّْن يَػ َقالُوا إنَّا بأف ّ ٕ قُ ْل أُوح َي إ َ َّ ُ ْ َ َ ٌ َ وص ّدقوا بو وانقادوا لو (الزحيلي:ٕٜٓٓ ، َِمس ْعنَا قُػ ْرآنًا َع َجبًا (اجلن)ٔ : ٗ)ٕٚ ئ القرآف يَاستَ ِمعوا لَو وأَنْ ِ صتُوا لَ َعلَّ ُك ْم ال يكوف إال بقصد ونيّة (الزحيلي، ٖ َوإِ َذا قُِر َ ْ ُ ُ َ )ٕٗٓ :ٕٜٓٓ تػُ ْر َمحُو َف (األعراؼ)ٕٓٗ : ج .معاين يعل "أنصت" ُب السياؽ القرآين لقد ورد يعل "أنصت" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن (موقعٌن) حيث ورد بصيغة يعل أمر السكوت لالستماع ،من غًن شاغل يشغل عن اإلحاطة بكل ما يقرأ. كليهما .اإلنصات ىو ّ ومن اآليات الواردة لفعل "أنصت" مبعىن ترؾ األشغاؿ والسكوت والتفرغ لالستماع ما يلي: المعنى السايقي
اآلية الرقم ئ القرآف يَاستَ ِمعوا لَو وأَنْ ِ السكوت لالستماع ،من غًن شاغل صتُوا لَ َعلَّ ُك ْم ٔ َوإِذَا قُِر َ ْ ُ ُ َ ّ يشغل عن اإلحاطة بكل ما يقرأ (الزحيلي، تُػ ْر َمحُو َف (األعراؼ)ٕٓٗ : .)ٕٕٚ :ٕٜٓٓ ك نَػ َفرا ِمن ا ْجلِ ّْن يستَ ِمعو َف القرآف اسكتوا واستمعوا بإصغاء قُ ِ ٕ وإِ ْذ َ ِ ض َي يرغ وانتهى َْ ُ صَريْػنَا إلَيْ َ ً َ َ ِ ِ ِ َّ ضُروهُ قَالُوا أَنْصتُوا يَػلَ َّما قُض َي َول ْوا إ َىل من قراءتو (الزحيلي.)ٜ٘ :ٕٜٓٓ ، يَػلَ َّما َح َ ِِ ِِ ين (األحقاؼ)ٕٜ : قَػ ْومه ْم ُمْنذر َ واالستماع ىو قصد استقباؿ الصوت واالنتباه لو ،مع عدـ االنشغاؿ بشيء آخر ،واالستماع يكوف حبضور القلب مع سكوف اجلوارح حبيث حيصل التدبر .والفرؽ بٌن االستماع واإلنصات أف اإلنصات ُب الظاىر برتؾ التحدث أو االشتغاؿ مبا يشغل عن استماعو. د .معاين يعل "أصغى" ُب السياؽ القرآين
163
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
لقد ورد يعل "أصغى" بصيغة الفعل ُب القرآف الكرًن ُب موقعٌن بفعل ماض ويعل مضارع. واإلصغاء ىو الرتكيز وتفاعل القلب وادلشاعر .ومن اآليات الواردة لفعل "أصغى" مبعىن ادليل ما يلي: الرقم ٔ
اآلية
ِ اىَرا مالت القلوب عما جيب للنّيب صلى اللّو صغَ ْ ت قُػلُوبُ ُك َما َوإِ ْف تَظَ َ إِ ْف تَػتُوبَا إِ َىل اللَّو يَػ َق ْد َ علَي ِو يَِإ َّف اللَّو ىو موالَه وِج ِربيل و ِ ِِ ٌن عليو وسلم عليهما من التوقًن والتعظيم، صال ُح الْ ُم ْؤمن َ َْ َ َُ َْ ُ َ ْ ُ َ َ ِ حبب ما حيبو ،وكراىية ما يكرىو ك ظَ ِه ًٌن (التحرًن)ٗ : َوالْ َمالَئِ َكةُ بَػ ْع َد ذَل َ ِ صغَى َولتَ ْ ِ َوليَػ ْر َ ض ْوهُ ٖٔٔ)
ٕ
المعنى السياقي
ِ ِِ ِ ين إلَْيو أَيْئ َدةُ الَّذ َ َولِيَػ ْقَِرتيُوا َما ُى ْم
(الزحيلي.)ٖٖٓ :ٕٜٓٓ ، ِ ِ ِ صغى متيل ،يقاؿ :صغي إليو :أي ماؿ الَ يػُ ْؤمنُو َف بِاآلخَرِة َولتَ ْ ُم ْقَِرتيُو َف (األنعاـ( :الزحيلي.)ٙ. :ٕٜٓٓ ،
-2معاني األفعال لحاسة البصر في السياق القرآني أ .معاين يعل "أبصر" ُب السياؽ القرآين إف يعل "أبصر" حلاسة البصر ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف ،وىي أوال النظر بالعٌن، قومو أي علَّمهم يرأى أو أدرؾ حباسة البصر وثانيا رأى ببصًنتو ياىتدى أو علم وأدرؾ وثالثا أبصر َ
وعريهم. أوال :نظر بالعٌن يرأى أو أدرؾ حباسة البصر ومن اآليات الواردة لفعل "أبصر" يهذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
اآلية ِ اجلِ ّْن َوا ِإلنْ ِ س َّم َكثِ ًًنا ِم َن ْ َولََق ْد َذَرأْنَا جلَ َهن َ ِ ٌن الَ وب الَ يَػ ْف َق ُهو َف َّٔا َوَذلُ ْم أ َْع ُ ٌ َذلُ ْم قُػلُ ٌ ي ػب ِ صُرو َف َِّٔا َوَذلُ ْم آذَا ٌف الَ يَ ْس َم ُعو َف َِّٔا ُْ ِ ِ ك ُى ُم َض ُّل أُولَئ َ أُولَئ َ ك َكاْألَنْػ َع ِاـ بَ ْل ُى ْم أ َ الْغَايِلُو َف (األعراؼ)ٜٔٚ : صر ويػب ِ ِ صُرو َف (القلم)٘ : يَ َستُْب ُ َ ُْ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
المعنى السياقي ال ينظروف إىل ما خلق اهلل نظر اعتبار (البيضاوي ،ادلكتبة الشاملة .)ٚٙ :ومل يبصروا بأعينهم (السمعاين:ٜٜٔٚ ، ٖٕ٘). يسرتى يا زلمد ،ويرى مشركو قومك الذين يدعونك رلنونا
164
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
الرقم ٖ
المعنى السياقي
اآلية
ِ استَػ ْوقَ َد نَ ًارا يَػلَ َّما ال يتسىن ذلم اإلبصار حباؿ ,ال يبصروف َمثَػلُ ُه ْم َك َمثَ ِل الَّذي ْ ب اللَّوُ بِنُوِرِى ْم َوتَػَرَك ُه ْم شيئا (ادلراغي.)٘ٛ :ٜٔٚٔ ، َضاءَ ْ أَ ت َما َح ْولَوُ َذ َى َ ُِب ظُلُم ٍ ات الَ يػب ِ صُرو َف (البقرة)ٔٚ : ُْ َ
واآليات األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب سورة البقرة ٔٚ :واألعراؼ،ٜٔ٘ ،ٜٔٚ : ٜٔٛويونس ٖٗ :وىود ٕٓ :والسجدة ٕٚ :والكهف ٕٙ :ويس ٙٙ ،ٜ :والقلم ٘ :والطورٔ٘ : والواقعة ٛ٘ :واحلاقة ٖٜ ،ٖٛ :ومرًن. ٕٗ : ثانيا :رأى ببصًنة ياىتدى أو علم وأدرؾ ومن اآليات الواردة لفعل "أبصر" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
المعنى السياقي
اآلية قَ ْد جاء ُكم ب ِ ِ صَر أي من اىتدى يإمنا يهتدي لنفسو .يعين صائُر م ْن َربّْ ُك ْم يَ َم ْن أَبْ َ ََ ْ ََ ِ يَلِنَػ ْف ِس ِو َوَم ْن َعم َي يَػ َعلَْيػ َها َوَما أَنَا َعلَْي ُك ْم عريها وآمن ّٔا .يمن أدركها يآمن يثواب إبصاره لو ِحب ِف ٍ ِحب ِف ٍ يظ رقيب ألعمالكم ،إمنا أنا يظ (األنعاـ)ٔٓٗ : َ َ نذير (الزحيلى.)ٖٜٔ :ٕٜٓٓ ، ِ ِ يتتأملوا ما ُب ذلك من َوُِب أَنْػ ُفس ُك ْم أَيَالَ تُػْبصُرو َف (الذاريات :بأبصاركم وبصائركم ّ تأملها علم أنو عبد .من تفكر ٕٔ) اآليات يمن ّ ُب خلقو علم أمنا لينت مفاصلو للعبادة (عبد اهلل احلمراف ،ادلكتبة الشاملة: ٗ.)ٙٙ
ٖ
ِ ِ ين ظَلَ ُموا تعلموف أنو سحر َسُّروا الن ْ الَىيَةً قُػلُوبػُ ُه ْم َوأ َ َّج َوى الَّذ َ الس ْحَر َى ْل َى َذا إِالَّ بَ َشٌر ِمثْػلُ ُك ْم أَيَػتَأْتُو َف ّْ وأَنْػتُم تُػب ِ صُرو َف (األنبياء)ٖ : َ ْ ْ
واآليات القرآنية األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب سورة األنعاـ ٖٔٗ :والذارياتٕٔٔ : واألنبياء.ٖ : قومو :علَّمهم وعريهم ثالثا :أبصر َ 165
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
ومن اآليات الواردة لفعل "أبصر" يهذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
اآلية
المعنى السياقي
ؼ ي ػب ِ ِ صُرو َف (الصايات :وعريهم عاقبة البغي والكفر (القامسي ،ادلكتبة َوأَبْص ْرُى ْم يَ َس ْو َ ُْ الشاملة)ٔٚ٘ : ٘)ٔٚ
ب .معاين يعل "رأى" ُب السياؽ القرآين إف يعل "رأى" حلاسة البصر ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف ,وىي أوال إدراؾ األشياء حباسة البصر وثانيا رأى العلميّة وثالثا رأى مبعىن احللم. أوال :ادراؾ األشياء حباسة البصر من اآليات الواردة لفعل "رأى" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
ٖ
اآلية
المعنى السياقي
اؿ َى َذا أبصر كوكبًا حٌن طلع (الطربي ،ادلكتبة يَػلَ َّما َج َّن َعلَْي ِو اللَّْي ُل َرأَى َك ْوَكبًا قَ َ اؿ الَ أ ُِح ُّ ِِ ٌن الشاملة .)ٗٛٓ :نظر ُب السماء يرأى ىذا َرّْيب يَػلَ َّما أَيَ َل قَ َ ب اْآليل َ الكوكب. (األنعاـ)ٚٙ : ِ اؿ إِنَّوُ يعين يلما رأى قطفًن زوج ادلرأة قميص يوسف يصوُ قُ َّد ِم ْن ُدبٍُر قَ َ يَػلَ َّما َرأَى قَم َ ِ ِ ِ ِ يم (يوسف :عليو الصالة والسالـ قد من خلفو عرؼ خيانة م ْن َكْيد ُك َّن إ َّف َكْي َد ُك َّن َعظ ٌ امرأتو وبراءة يوسف (اخلازف.)ٕٚٛ :ٜٜٔٚ، )ٕٛ َّاس يَ ْد ُخلُو َف ُِب ِدي ِن اللَِّو ورأيت الناس يدخلوف َب دينك (ادلراغى َوَرأَيْ َ ت الن َ .)ٕ٘ٚ :ٜٔٚٔ، اجا (النصر)ٕ : أَيْػ َو ً
واآليات األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ما عدا اآليات بأسلوب (أمل تر) وأسلوب (أ رأيت) واآلية الدالة على احللم. ثانيا :الفعل "رأى" يهو رأى العِ ِ لميّة ومن اآليات الواردة لفعل "رأى" مبعىن رأي العلمية ما يلي: الرقم ٔ
أَ َملْ تَػَر أ َّ َف اللَّ َو ض يَػتُ ْ صبِ ُح ْاأل َْر ُ
اآلية
أَنْػزَؿ ِمن َّ ِ َ َ الس َماء َماءً ِ َّ يف ضَّرةً إِ َّف الل َو لَط ٌ سلُْ َ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
المعنى السياقي رأى مبعىن :علم ألف إنزاؿ ادلطر وإف كاف مشاىداً بالبصر يكوف اهلل ىو الذي أنزلو ،إمنا 166
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
الرقم
ٕ ٖ
ٗ ٘
المعنى السياقي
اآلية
َخبِ ًٌن (احلج)ٖٙ :
يدرؾ بالعلم ال بالبصر .يالرؤية ىنا علمية َعلَى التحقيق.
َصح ِ اب الْ ِف ِيل أمل تعلم وإمنا أطلق لفظ الرؤية على العلم ف يَػ َع َل َربُّ َ أَ َملْ تَػَر َكْي َ ك بِأ ْ َ (اخلازف.)ٕٗٔ :ٜٜٔٚ ، (الفيل)ٔ : ك بِ َع ٍاد (الفجر :ادلراد بو العموـ وادلراد بالرؤية العلم ،أي :أمل ف يَػ َع َل َربُّ َ أَ َملْ تَػَر َكْي َ تعلم يا أشرؼ رسلنا (أمحد الشربيين ،د.ت: )ٙ .)ٖٛٛ ف َم َّد الظّْ ّل أف الرؤية ىنا ديكن أف تكوف من رؤية العٌن، أَ َملْ تَػَر إِ َىل َربّْ َ ك َكيْ َ أو تكوف من العلم (القرطيب)ٖٚ :ٕٖٓٓ ، (الفرقاف)ٗ٘ : ِ ِ ِ كرمتو قَ َ اؿ أََرأَيْػتَ َ ك َى َذا الَّذي َكَّرْم َ علي مل ّ ت َعلَ َّي لَئ ْن أخربين عن ىذا الذي كرمت ّ ِ ِ ِ َحتَنِ َك َّن علي (الزسلشري)ٖٖٙ :ٜٜٔٗ ، أ َّ َخ ْرتَ ِن إِ َىل يَػ ْوـ الْقيَ َامة ََأل ْ ذُّْريػَّتَوُ إِالَّ قَلِيالً (اإلسراء)ٕٙ : ثالثا :ما نعرب عنها عادة باألحالـ حيث يقتصر العمل على ما يقوـ بو العقل الباطين الذي ينشط عند ضعف السيطرة على اجلوارح ،وال تستعمل العٌن كعضو نظر. واآليات الواردة الدالة على يعل "رأى" مبعىن احللم ما يلي:
الرقم ٔ
ٕ
167
اآلية
المعنى السياقي
ين إِ ّْين أََرى ُِب رأيت ُب ادلناـ (النيسابوري:ٕٕٓٓ ، الس ْع َي قَ َ يَػلَ َّما بَػلَ َغ َم َعوُ َّ اؿ يَا بػُ َ َّ اؿ يا أَب ِ ت .)ٔ٘ٙرؤيا األنبياء َو ْحي (ابن كثًن، الْ َمنَ ِاـ أ ّْ َين أَ ْذ َحبُ َ ك يَانْظُْر َماذَا تَػَرى قَ َ َ َ ايْػ َع ْل َما تُػ ْؤَمُر َستَ ِج ُدِين إِ ْف َشاءَ اللَّوُ ِم َن )ٕٚ :ٜٜٜٔ َّ ِ ين (الصايات)ٕٔٓ : الصاب ِر َ وقَ َ ِ ٍ ات ِمس ٍ اف يَأْ ُكلُ ُه َّن أرى اهلل ادللك ىذه الرؤيا العجيبة اؿ الْ َمل ُ ك إِ ّْين أََرى َسْب َع بَػ َقَر َ َ ٍ ِ ٍ ُخَر (السعدي.)ٖٜٜ :ٕٕٔٗ ، َسْب ٌع ع َج ٌ اؼ َو َسْب َع ُسنْبُالَت ُخ ْ ضر َوأ َ ِ ٍ اي إِ ْف ُكْنتُ ْم يَاب َسات يَا أَيػُّ َها الْ َمألُ أَيْػتُ ِوين ُِب ُرْؤيَ َ لِ ُّلرْؤيَا تَػ ْعبُػُرو َف (يوسف)ٖٗ :
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
الرقم ٖ
المعنى السياقي
اآلية ِ ِ َح َد َع َشَر أف يوسف كاف لو اثنتا عشرة سنة إِ ْذ قَ َ وس ُ ف ألَبِيو يَا أَبَت إِ ّْين َرأَيْ ُ تأَ اؿ يُ ُ ِِ ين حٌن رأى ىذه الرؤيا( .السمعاين، َك ْوَكبًا َوالش ْ س َوالْ َق َمَر َرأَيْػتُػ ُه ْم ِيل َساجد َ َّم َ .)ٚ. :ٜٜٔٚإين رأيت ُب منامي (يوسف)ٗ : أحد عشر كوكبًا (الطربي ،ادلكتبة الشاملة.)٘ٗٗ :
وشلا تقدـ بيانو يعرؼ أف يعل رأى ُب القرآف الكرًن على ثالثة معاف ،وىي: ٔ .الرؤية احلسية أي الرؤية اليت تدرؾ بالعٌن ،وىذه رؤية حقيقية. ٕ .الرؤية ادلعنوية اليت اشتملت على معاين العلم واألخبار واالعتقاد وىي ترجع على العلم والعٌن. ٖ .الرؤية احللمية أي الرؤية اليت يراىا النائم ُب منامو. ج .معاين يعل "نظر" ُب السياؽ القرآين إف يعل نظر حلاسة البصر ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف أساسية ،وىي أوال النظر التحًن ُب األمور. بالعٌن وثانيا التأمل والفحص والتفكر واالعتبار وثالثا ُّ أوال :النظر بالعٌن ومن اآليات الواردة لفعل "نظر" ّٔذا ادلعىن ما يلي:
الرقم ٔ
اآلية
المعنى السياقي
َوإِ ْذ يَػَرقْػنَا بِ ُك ُم الْبَ ْحَر يَأ َْصلَْيػنَ ُك ْم َوأَ ْغَرقْػنَا ءَ َاؿ تروهنم يغرقوف وجيوز أف يكوف( :وأنتم تنظروف) أي وأنتم مشاىدوف (أبو يِْر َع ْو َف َوأَنْػتُ ْم تَػْنظُُروف (البقرة)٘ٓ : إسحاؽ الزجاج)ٖٖٔ :ٜٔٛٛ ، ثانيا :التأمل والفحص والتفكر واالعتبار ومن اآليات الواردة لفعل ّٔذا ادلعىن ما يلي:
الرقم ٔ
اآلية ِ ت (الغاشية :وىذا نص على التأمل (الفخر الرازي، ف ُخل َق ْ أَيَالَ يَػنْظُُرو َف إِ َىل اْ ِإلبِ ِل َكْي َ د.ت.)ٗٓ٘ : )ٔٚ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
المعنى السياقي
168
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
الرقم ٕ
ٖ
اآلية يَػلْيَػْنظُِر اْ ِإلنْ َسا ُف ِم َّم ُخلِ َق (الطارؽ)٘ : السماو ِ ِ ات َواْأل َْر ِ ض َوَما أ ََوَملْ يَػنْظُُروا ُِب َملَ ُكوت َّ َ َ َخلَ َق اللَّوُ ِم ْن َش ْي ٍء َوأَ ْف َع َسى أَ ْف يَ ُكو َف قَ ِد َي ح ِد ٍ يث بَػ ْع َدهُ يػُ ْؤِمنُو َف اقْػتَػَر َ َجلُ ُه ْم يَبِأ ّْ َ ب أَ (األعراؼ)ٔٛ٘ :
المعنى السياقي
ُّ وبالتفكر أمره بالنظر ُب ّأوؿ نشأتو ، ُّ التفكر (ادلهدي ،ادلكتبة ييها حق الشاملة.)ٖٕٗ : احلث على تأ َُّمل حكمتو َب يراد بو ّ َخلْقها.
وقد استعمل (النظر) كثًنا بصيغة األمر ُب القرآف للداللة على معىن التأمل ادلؤدي إىل التفكر واالعتبار .كما ُب سورة البقرة ٕٜ٘ ،ٔٓٗ :وآؿ عمراف ٖٔٚ :النساء ٗٙ،٘ٓ :واألنعاـٔٔ،ٜٜ : ادلائدة ٚ٘ :واألنعاـ ٙ٘، ٗٙ، ٕٗ :واألعراؼ ٖٔٗ ،ٖٔٓ ،ٛٙ ، ٛٗ :والروـ ٕٗ :يونس،ٖٚ : ٔٓٔ والنحل ٜٙ ،ٖٙ :والعنكبوت ٕٓ :والنمل ،٘ٔ ،ٖٖ ،ٕٛ ،ٔٗ :والقصص ٗٓ :والصفات: ٕٓٔ ٖٚ،والزخرؼ ٕٔٓ :واإلسراء ٗٛ :وطو ٜٚ :والفرقاف ٜ :واحلشر ٔٛ :والكهف ٜٔ :واحلج: ٘ٔ وعبس ٕٗ :والطارؽ.٘ : التحًن ُب األمور ثالثا :النظر مبعىن ُّ ومن اآليات الواردة لفعل "نظر" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ ٖ
169
اآلية
المعنى السياقي
ك َح ََّّت نَػَرى اللَّ َو َج ْهَرةً ذلك نظر عن حتًن داؿ على قلة وسى لَ ْن نػُ ْؤِم َن لَ َ قُػلْتُ ْم يَا ُم َ الص ِ الغناء (الراغب االصفهاىن ،د.ت: اع َقةُ َوأَنْػتُ ْم تَػْنظُُرو َف (البقرة ٘٘) َخ َذتْ ُك ُم َّ يَأ َ .)ٜٗٛ وى ْم إِ َىل ا ْذلَُدى الَ يَ ْس َم ُعوا َوتَػَر ُاى ْم التحًن َب األمور َوإِ ْف تَ ْد ُع ُ ك وىم الَ يػب ِ صُرو َف ( ٜٔٛاألعراؼ) يَػْنظُُرو َف إِلَْي َ َ ُ ْ ُْ ِِ ٌن ِم َن ُّ الذ ّْؿ يَػنْظُُرو َف ذلك نظر عن حتًن داؿ على قلة َوتَػَر ُاى ْم يػُ ْعَر ُ ضو َف َعلَْيػ َها َخاشع َ ِمن طَر ٍ اؿ الَّ ِذين آمنُوا إِ َّف ْ ِ ين الغناء (الراغب االصفهاىن ،د.ت: ؼ َخ ِف ٍّي َوقَ َ َ َ اخلَاس ِر َ ْ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ين َخسُروا أَنْػ ُف َس ُه ْم َوأ َْىلي ِه ْم يَػ ْوَـ الْقيَ َامة أَالَ إ َّف ٓٗٗ) الَّذ َ ِِ ٌن ُِب َع َذ ٍ اب ُم ِقي ٍم (الشورى)ٗ٘ : الظَّالم َ Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
الرقم ٗ
اآلية
المعنى السياقي
ت تَػ ْه ِدي الْ ُع ْم َي َولَ ْو ذلك نظر عن حتًن داؿ على قلة َوِمْنػ ُه ْم َم ْن يَػْنظُُر إِلَْي َ ك أَيَأَنْ َ َكانُوا الَ يػب ِ الغناء (الراغب األصفهاين ،د.ت: صُرو َف (يونس)ٖٗ : ُْ .)ٜٗٛ
د .معاين يعل "آنس" ُب السياؽ القرآين إف يعل "آنس" حلاسة البصر ُب السياؽ القرآين يتضمن معنيٌن ،أوال مبعىن "أبصر أو رأى" وثانيا "علم ووجد". أوال" :آنس" مبعىن "أبصر" ومن اآليات الواردة لفعل "آنس" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
ٖ ٗ
اآلية
المعنى السياقي
َجل و َسار بِأ َْىلِ ِو آنَس ِم ْن َجانِ ِ ب رآىا مكشوية .أبصر من جانب الطور يػَلَ َّما قَ َ ضى ُم َ وسى اْأل َ َ َ َ َ الطُّوِر نَارا قَ َ ِ ِ نارا (عبد احملسن الرتكي ،د.ت.)ٙٙ : اؿِ أل َْىلو ْام ُكثُوا إِ ّْين آنَ ْس ُ ت نَ ًارا لَ َعلّْي ً ً ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ َّ ِ صطَلُو َف آتي ُك ْم مْنػ َها ِبََرب أ َْو َج ْذ َوة م َن النَّار لَ َعل ُك ْم تَ ْ (القصص)ٕٜ : إِ ْذ رأَى نَارا يَػ َق َ ِ ِ ت نَ ًارا لَ َعلّْي أي أحسست نارا (أيب حاًب الرازي، اؿِ أل َْىلو ْام ُكثُوا إِ ّْين آنَ ْس ُ ً َ آتِي ُك ْم ِمْنػ َها بِ َقبَ ٍ س أ َْو أ َِج ُد َعلَى النَّا ِر ُى ًدى (طو )ٔٓ :د.ت .)ٕٛٗ:أبصرهتا إبصاراً بيّناً ال شبهة ييو (زلمد ألوسي ،د.ت.)ٔٙ٘ : ِِ ت نَ ًارا َسآتِي ُك ْم ِمْنػ َها ِِبٍََرب أبصرهتا ابصارا بينا ال شبهة ييو. إِ ْذ قَ َ وسىِ أل َْىلو إِ ّْين آنَ ْس ُ اؿ ُم َ أَو آتِي ُكم بِ ِشه ٍ اب قػَبَ ٍ صطَلُو َف (النمل)ٚ : س لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْ ْ َ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ س م ْن َجانب أي أبصرهتا إبصارا بينا ال شبهة ييو وقيل يػَلَ َّما قَ َ وسى اْأل َ ضى ُم َ َج َل َو َس َار بأ َْىلو آنَ َ الطُّوِر نَارا قَ َ ِ ِ ِ ت نَ ًارا لَ َعلّْي اإليناس خاص بإبصار ما يؤنس بو. اؿ أل َْىلو ْام ُكثُوا إِ ّْين آنَ ْس ُ ً ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ َّ ِ صطَلُو َف آتي ُك ْم مْنػ َها ِبََرب أ َْو َج ْذ َوة م َن النَّار لَ َعل ُك ْم تَ ْ (القصص)ٕٜ :
ثانيا :آنس مبعىن علم ووجد ومن اآليات الواردة لفعل آنس مبعىن علم ووجد ما يلي:
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
170
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
الرقم ٔ
اآلية
ِ اح يَِإ ْف آنَ ْستُ ْم َوابْػتَػلُوا الْيَتَ َامى َح ََّّت إذَا بَػلَغُوا النّْ َك َ ِ وىا إِ ْسَرايًا مْنػ ُه ْم ُر ْش ًدا يَ ْاديَػعُوا إِلَْي ِه ْم أ َْم َوا َذلُ ْم َوالَ تَأْ ُكلُ َ َوبِ َد ًارا أَ ْف يَ ْكبَػُروا (النساء)ٙ :
المعنى السياقي عريتم رشدا ُب حاذلم واالصالح ُب أمواذلم (أيب حاًب الرازي ،د.ت: ٘)ٛٙ
-3معاني األفعال لحاسة الذوق في السياق القرآني
كل منها: األيعاؿ الدالة على الذوؽ ىي أكل ،وذاؽ وطعم .وييما يلي بياف معىن ّ أ .معاين يعل "أكل" ُب السياؽ القرآين إف يعل "أكل" حلاسة الذوؽ ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف .أوال األكل أي تناوؿ الطعاـ وثانيا اغتياب وثالثا اإلزالة على طريق التشبيو كما قيل " أكلت النار احلطب". أوال :تناوؿ الطعاـ ومن اآليات الواردة مبعىن تناوؿ الطعاـ ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
ٖ
اآلية
المعنى السياقي
اخلِْن ِزي ِر َوَما أ ُِى َّل لِغَ ًِْن َّـ َو َحلْ ُم ْ ُحّْرَم ْ ت َعلَْي ُك ُم الْ َمْيتَةُ َوالد ُ ِ ِ ِ ِِ يحةُ َوَما اللَّو بو َوالْ ُمْن َخن َقةُ َوالْ َم ْوقُو َذةُ َوالْ ُمتَػَرّْديَةُ َوالنَّط َ ُّص ِ ب َوأَ ْف أَ َك َل َّ السبُ ُع إِالَّ َما ذَ َّكْيتُ ْم َوَما ذُبِ َح َعلَى الن ُ تَ ْستَػ ْق ِس ُموا بِاْأل َْزالَِـ ( ...ادلائدة ٖ) أ ََوَملْ يػََرْوا أَنَّا نَ ُسو ُؽ الْ َماءَ إِ َىل اْأل َْر ِ ِج بِِو اليت أكلت ما ييها من زرع وشجر ض ْ اجلُُرِز يَػنُ ْخر ُ َزرعا تَأْ ُكل ِمْنو أَنْػعامهم وأَنْػ ُفسهم أَيَالَ يػب ِ صُرو َف ًْ ُْ ُ ُ َ ُُ ْ َ ُُ ْ (السجدة)ٕٚ : ِ ادلن اؾ ْ صَ وسى لَِق ْوِم ِو يَػ ُقْلنَا ْ اض ِر ْ َوإِذ ْ ب بِ َع َ استَ ْس َقى ُم َ احلَ َجَر كلوا من ّ ت ِمْنوُ اثْػنَتَا عَ ْشَرةَ عَْيػنًا قَ ْد عَلِ َم ُك ُّل أُنَ ٍ اس يَانْػ َف َجَر ْ َم ْشَربػَ ُه ْم ُكلُوا َوا ْشَربُوا ِم ْن ِرْزِؽ اللَّ ِو َوالَ تَػ ْعثَػ ْوا ُِب اْأل َْر ِ ض ِِ ين (ٓ)ٙ ُم ْفسد َ األكل تناوؿ ادلطعم األصفهاين ،د.ت)ٚٓ :
(الراغب
واآليات األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب البقرة،ٔٙٛ ،ٔٚٗ ،ٙٓ ،٘ٛ ،٘ٚ ،ٖ٘ : ،ٕٚ٘ ،ٔٛٛ ،ٔٛٚوآؿ عمراف ٖٔٛ ،ٖٔٓ ،ٜٗ :والنساء ٕٜ، ٔٓ، ٙ، ٗ ،ٕ :واألنعاـ: ٕٔٗ ،ٜٔٔ،ٕٔٔ،ٔٗٔ ،ٔٔٛوالنحل ٘،ٔٗ،ٜٙ :وادلؤمنوف ٖٖ،٘ٔ :والنور ٙٔ :السجدةٕٚ :
171
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
وادلائدة ٖٔٔ، ٚ٘ ،ٛٛ ،ٙٙ، ٖ،ٗ :واألعراؼ ٔٙٔ ، ٔٙٓ، ٖٚ ، ٖٔ، ٜٔ :واحلجر ٖ :ويس: ٖ٘ وىود ٙٗ :وطو ٕٔٔ، ٛٔ ،٘ٗ :وياطر ٕٔ :ويوسفٗٙ ،ٗٚ ،ٗٔ ، ٖٙ، ٖٔ،ٔٗ،ٔٚ : ٗٛ، ٖٗ،وسبأ ٘ٔ ،ٔٗ :وزلمد ٕٔ :والصفات ٜٔ :وغاير ٜٚ :والطور ٜٔ :والزخرؼٜٚ : والذاريات ٕٚ :والفجر ٜٔ :ويونس ٕٗ :والفرقاف ٛ ،ٚ :واحلجرات ٕٔ :واحلاقة ٕٗ،ٖٚ :والتوبة: ٖٗ وادلرسالت ٗٙ ،ٖٗ :واألنفاؿ ٜٙ :والنحل ٔٔٗ :واحلج ٕٛ،ٖٙ :وادللك.ٔ٘ : ثانيا :أكل مبعىن اغتياب ومن اآليات الواردة مبعىن اغتياب ما يلي: الرقم ٔ
المعنى السياقي
اآلية ِ اجتَنِبُوا َكثِ ًًنا ِم َن الظَّ ّْن إِ َّف وأكل يالف يالنا اغتابو وكذا أكل ين َآمنُوا ْ يَا أَيػُّ َها الَّذ َ ِ ض ُك ْم حلمو (الراغب األصفهاين ،د.ت: ب بَػ ْع ُ بَػ ْع َ ض الظَّ ّْن إ ٍْبٌ َوالَ ََتَ َّس ُسوا َوالَ يَػغْتَ ْ ضا أ ُِ َح ُد ُك ْم أَ ْف يَأْ ُك َل َحلْ َم أ َِخ ِيو َمْيتًا ٕٔٗ). َحي ُّ بَػ ْع ً ب أَ ِ يم يَ َك ِرْىتُ ُموهُ َواتػَّ ُقوا اللَّ َو إِ َّف اللَّ َو تَػ َّو ٌ اب َرح ٌ (احلجرات)ٕٔ : ثالثا :أكل مبعىن "إزالة " على طريق التشبيو ومن اآليات الواردة مبعىن إزا لة على طريق التشبيو ما يلي:
الرقم ٔ
المعنى السياقي
اآلية الَّ ِذين قَالُوا إِ َّف اللَّو َع ِه َد إِلَيػنَا أَالَّ نػُ ْؤِمن لِرس ٍ وؿ على طريق التشبيو (الراغب َ ْ َ َُ َ ِ ٍ ِ َّار قُ ْل قَ ْد َجاءَ ُك ْم األصفهاين ،د.ت.)ٕٗٔ: َح ََّّت يَأْتيَػنَا ب ُق ْربَاف تَأْ ُكلُوُ الن ُ رسل ِمن قَػبلِي بِالْبػيّْػنَ ِ ات َوبِالَّ ِذي قُػ ْلتُ ْم يَلِ َم ٌُُ ْ ْ َ قَػتػلْتموىم إِ ْف ُكنْتم ِ ِ ٌن (آؿ عمراف: صادق َ ُْ َ َ ُُ ُ ْ ٖ)ٔٛ
ب .معاني فعل "ذاق" في السياق القرآني
من ادلعلوـ أف يعل "ذاؽ" استعمالو ُب القرآف مبعىن العذاب (الراغب األصفهاين ،ادلكتبة الشاملة .)ٕٗٔ :يتضمن ىذا الفعل معنيٌن :أوال وجود الطعم بالفم وثانيا العذاب. أوال :وجود الطعم بالفم
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
172
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
ومن اآليات الواردة ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
اآلية
ت َذلَُما َّجَرَة بَ َد ْ يَ َدالَّ ُمهَا بِغُُروٍر يَػلَ َّما َذاقَا الش َ سوآتُػهما وطَِف َقا َخيْ ِ ص َف ِ اف َعلَْي ِه َما ِم ْن َوَرِؽ ا ْجلَن َِّة َْ َُ َ ِ َّجرةِ َونَ َاد ُامهَا َربػُّ ُه َما أَ َملْ أَنػْ َه ُك َما َع ْن تلْ ُك َما الش َ َ ٌن َوأَقُ ْل لَ ُك َما إِ َّف الشَّْيطَا َف لَ ُك َما َع ُد ّّو ُمبِ ٌ
(األعراؼ)ٕٕ : الَ يَ ُذوقُو َف يِ َيها بَػ ْرًدا َوالَ َشَرابًا (النبأ)ٕٗ :
المعنى السياقي يعين :طعما من مثرة الشجرة وييها دليل على أهنما تناوال اليسًن من ذلك قصد إىل معرية طعمو ألف الذوؽ يدؿ على األكل اليسًن (اخلازف:ٜٜٔٚ ، )ٕٔٚ الراحة :ال يرتاح طعم َّ ال يذوؽ َ
ثانيا :مبعىن العذاب ومن اآليات القرآنية ّٔذا ادلعىن قولو تعاىل: الرقم ٔ
ٕ
ٖ
اآلية
المعنى السياقي
ِ ِ صلِي ِه ْم نَ ًارا ُكلَّ َما ليبلغ العذاب منهم كل مبلغ (عبد ين َك َفُروا بِآيَاتِنَا َس ْو َ ؼ نُ ْ إ َّف الَّذ َ ِ ودا َغْيػَرَىا لِيَ ُذوقُوا الرمحن بن ناصر بن السعدي، اى ْم ُجلُ ً ت ُجلُ ُ نَض َج ْ ود ُى ْم بَ َّدلْنَ ُ اب إِ َّف اللَّ َو َكا َف َع ِز ًيزا َح ِك ًيما (النساء .)ٕ٘ :ٖٕٔٓ )٘ٙ :ليناذلم أمل العذاب. الْ َع َذ َ ِ َّار ُكلَّ َما أََر ُادوا أ َْف لفظ الذوؽ ُب العذاب (الراغب ين يَ َس ُقوا يَ َمأَْو ُاى ُم الن ُ َوأ ََّما الَّذ َ َخيْرجوا ِمْنػها أ ُِع ُ ِ ِ اب األصفهاين ،د.ت)ٕٗٔ : يل َذلُ ْم ذُوقُوا َع َذ َ ُُ َ يدوا ي َيها َوق َ ِ ِ النَّا ِر الَّ ِذي ُكْنتُ ْم بو تُ َك ّْذبُو َف (السجدة)ٕٓ : ذؽ العذاب أيها ادلتعزز ادلتكرـ ُب ت الْ َع ِز ُيز الْ َك ِرًنُ (الدخاف)ٜٗ : ذُ ْؽ إِن َ َّك أَنْ َ زعمك ُب الدنيا (الزحيلى:ٕٜٓٓ ، .)ٕٖٚ واآليات القرآنية األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ُب آؿ عمرافٖٔٛ ،ٔٛٔ ،ٔٓٙ :
والنساء ٘ٛ :واألعراؼ ٕٕ،ٖٜ :واألنعاـ ٜٔٗ ،ٖٓ :وادلائدة ٜ٘ :واألنفاؿ٘ٓ ،ٖ٘ ،ٔٗ : والتوبة ٖ٘ :ويونس ٕ٘ :والنحل ٜٗ :واحلج ٕٕ :والعنكبوت ٘٘ :والسجدة ٔٗ :وياطرٖٚ : وسبأ ٕٗ :والزمر ٕٗ :ويس ٛ،٘ٚ :واألحقاؼ ٖٗ :والذاريات ٕٗ :والطالؽ ٜ :والدخاف،ٜٗ : ٘ٙوالقمر ٗٛ ،ٖٜ ،ٖٚ :احلشر ٔ٘ :والتغابن ٘ :والنبأ.ٕٗ،ٖٓ : 173
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
ج .معاين يعل "طعم" ُب السياؽ القرآين. إف يعل "طعم" حلاسة الذوؽ ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف .وىي أوال تناوؿ الغذاء ويسمى ما يتناوؿ منو طعم الطعاـ وثانيا شبع وثالثا طعم الشراب. أوال :تناوؿ الغذاء ومن اآليات القرآنية لفعل "طعم" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
ٕ
ٖ
اآلية
المعنى السياقي
ات جنَ ِ لَيس علَى الَّ ِذين آمنُوا وع ِملُوا َّ ِ ِ يما طَعِ ُموا إِ َذا َما إطعامو الطعاـ (الراغب َ َ ََ ْ َ َ الصاحلَ ُ ٌ اح ي َ ِ ِ ِ َح َسنُوا األصفهاين ،د.ت)ٖٓٗ : اتػَّ َق ْوا َو َآمنُوا َو َعملُوا َّ الصاحلَات ٍُبَّ اتػَّ َق ْوا َو َآمنُوا ٍُبَّ اتػَّ َق ْوا َوأ ْ ِِ ٌن (ادلائدة)ٜٖ : َواللَّوُ ُِحي ُّ ب الْ ُم ْحسن َ قُل الَ أ َِج ُد ُِب ما أ ِ يل ُزلََّرًما َعلَى طَاعِ ٍم يَطْ َع ُموُ إِالَّ أَ ْف آكل يأكلو (ابن كثًن ُوح َي إِ ََّ َ ْ ِ ِ ِ ِ ٍِ س أ َْو ي ْس ًقا .)ٖٕ٘ :ٜٜٜٔ يَ ُكو َف َمْيتَةً أ َْو َد ًما َم ْس ُف ً وحا أ َْو َحلْ َم خْنزير يَإنَّوُ ر ْج ٌ أ ُِى َّل لِغَ ًِْن اللَّ ِو بِِو ( ...األنعاـ)ٔٗ٘ : ث ِح ْجٌر الَ يَطْ َع ُم َها إِالَّ َم ْن نَ َشاءُ بَِز ْع ِم ِه ْم يعين يأكلها (اخلازف، َوقَالُوا َى ِذهِ أَنْػ َع ٌاـ َو َحْر ٌ اس َم اللَّ ِو عَلَْيػ َها ايِْ َرتاءً .)ٜٔٛ :ٜٜٔٚ َوأَنْػ َع ٌاـ ُحّْرَم ْ ورَىا َوأَنْػ َع ٌاـ الَ يَ ْذ ُكُرو َف ْ ت ظُ ُه ُ َعلَْي ِو َسيَ ْج ِزي ِه ْم ِمبَا َكانُوا يػَ ْفتَػُرو َف (األنعاـ)ٖٔٛ :
ثانيا :يعل "طعم" مبعىن :شبع ومن اآليات القرآنية لفعل "طعم" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
اآلية
المعنى السياقي
ِ َّيب إِالَّ أَ ْف يػُ ْؤذَ َف لَ ُك ْم َشبِع ين َآمنُوا الَ تَ ْد ُخلُوا بػُيُ َ وت النِ ّْ يَا أَيػُّ َها الَّذ َ كن إِذا د ِعيتم يادخلوا يإِذا (http://www.almaany. ِ ٍ ِ ين إِنَاهُ َولَ ِ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ َ إ َىل طَ َعاـ َغْيػَر نَاظ ِر َ com/home.php?langu طَعِمتُم يَانْػتَ ِشروا والَ مستَأْنِ ِسٌن ِحل ِد ٍ يث ( ...األحزاب)age=arabic&word : َ َ ُ َ ُْ ْ ْ ٖ٘) ثالثا :يعل طعم مبعىن الشراب ومن اآليات القرآنية لفعل "طعم" ّٔذا ادلعىن ما يلي:
الرقم ٔ
اآلية
المعنى السياقي
اجلنُ ِ صل طَالُ ُ ِ اؿ إِ َّف اللَّ َو ُمْبتَلِي ُك ْم بِنَػ َه ٍر يَ َم ْن وقد يستعمل طعمت الشراب ود قَ َ وت ب ُْ يَػلَ َّما يَ َ َ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
174
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
َش ِر ِ س ِم ّْين َوَم ْن َملْ يَطْ َع ْموُ يَِإنَّوُ ِم ّْين إِالَّ َم ِن (الراغب األصفهاين ،د.ت: َ ب مْنوُ يَػلَْي َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ ؼ غُْريَةً بيَده يَ َشربُوا منْوُ إال قَليالً مْنػ ُه ْم ( ...البقرة.)ٖٜٙ : ا ْغتَػَر َ
)ٕٜٗ
-4معاني األفعال لحاسة اللمس في السياق القرآني واأليعاؿ الدالة على اللمس ىي دلس ،مس. أ .معاين يعل "دلس" ُب السياؽ القرآين إف يعل "دلس" حلاسة اللمس ُب السياؽ القرآين يتضمن معىن اللمس بظاىر البشرة والتعبًن عن الطلب. أوال :اللمس بظاىر البشرة أو ادلس بيده. من اآليات القرآنية لفعل "دلس" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
اآلية
ك كِتَابًا ُِب قِْرطَ ٍ َولَ ْو نػََّزلْنَا َعلَْي َ اس يَػلَ َم ُسوهُ بِأَي ِدي ِهم لََق َ ِ ين َك َفُروا إِ ْف َى َذا إِالَّ ِس ْحٌر اؿ الَّذ َ ْ ْ ٌن (األنعاـ)ٚ : ُمبِ ٌ
المعنى السياقي ص ُح ًفا ييها كتاب لو نزلنا من السماء ُ يلمسوه بأيديهم (أبو جعفر الطربي، ادلكتبة الشاملة.)ٕٙٙ :
ثانيا :للمس يعرب عن الطلب ومن اآليات القرآنية لفعل "دلس" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
اآلية
المعنى السياقي
السماء يَػوج ْدنَ ِ ت َحَر ًسا طلبنا بلوغ السماء أو خربىا .طلبنا خربىا اىا ُملئَ ْ َوأَنَّا لَ َم ْسنَا َّ َ َ َ َ َ كما جرت عادتنا (القرطيب:ٕٖٓٓ ، َش ِد ًيدا َو ُش ُهبًا (اجلن)ٛ : ٔٔ).
ب .معاين يعل "مس" ُب السياؽ القرآين مس" حلاسة اللمس ُب السياؽ القرآين يتضمن ثالثة معاف ،وىي ادلس باليد واجلماع إف يعل " ّ واإلصابة. س باليد أوال :ادل ّ
175
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
من اآليات القرآنية لفعل "مس" ّٔذا ادلعىن ما يلي: الرقم ٔ
الرقم ٔ
ٕ ٖ
الرقم
اآلية
الَ ديََ ُّسوُ إِالَ الْ ُمطَ َّهُرو َف (الواقعة)ٜٚ :
المعنى السياقي ال ينبغي أف ديسو إال من كاف على الطهارة من الناس (األندلسي.)ٖٕٔ :ٜٜٖٔ ،
ثانيا :اجلماع مس" ّٔذا ادلعىن ما يلي: من اآليات القرآنية لفعل " ّ
اآلية يا أَيػُّها الَّ ِذين آمنُوا إِذَا نَ َكحتُم الْمؤِمنَ ِ ات ٍُبَّ ْ ُ ُْ َ َ َ َ ِ ِ وى َّن يَ َما لَ ُك ْم َعلَْيه َّن وى َّن م ْن قَػْب ِل أَ ْف متََ ُّس ُ طَلَّ ْقتُ ُم ُ ِمن ِعد ٍ َّة تَػ ْعتَدُّونػَ َها (األحزاب)ٜٗ : ْ ِ َّ وى َّن اء َما َملْ متََ ُّس ُ الَ ُجنَ َ ّْس َ اح َعلَْي ُك ْم إ ْف طَل ْقتُ ُم الن َ يضةً (البقرة)ٕٖٙ : ضوا َذلُ َّن يَ ِر َ أ َْو تَػ ْف ِر ُ َوَملْ ديَْ َس ْس ِين بَ َشٌر (آؿ عمراف)ٗٚ :
ثالثا :ادلس مبعىن األذى أو اإلصابة مس" ّٔذا ادلعىن ما يلي: ومن اآليات القرآنية لفعل " ّ اآلية
المعنى السياقي ادلس ىهنا اجلماع (إبراىيم الثعليب و ّ النيسابوري.)ٜٔٔ :ٕٕٓٓ ، ادلس :النكاح (ابن كثًن:ٜٜٜٔ ، ٔٗ.)ٙ وادلسيس كناية عن النكاح (الراغب األصفهاين ،د.ت .)ٗٙٚ:
المعنى السياقي
ٔ
السَّراءُ (األعراؼ)ٜ٘ : س آبَاءَنَا الضََّّراءُ َو َّ َم َّ
ٕ
س اْ ِإلنْسا َف الضُُّّر دعانَا ِجلْنبِِو أَو قَ ِ ِ اع ًدا ََ َ ْ َوإذَا َم َّ َ ضَّرهُ َمَّر َكأَ ْف َملْ يَ ْد ُعنَا أ َْو قَائِ ًما يَػلَ َّما َك َش ْفنَا َعْنوُ ُ ِ ِ ِ ٌن َما َكانُوا ضٍّر َم َّسوُ َك َذل َ إِ َىل ُ ك ُزيّْ َن ل ْل ُم ْس ِري َ يَػ ْع َملُو َف (يونس)ٕٔ : اجلَنَّ َة َولَ َّما يَأْتِ ُك ْم َمثَ ُل يلما مسهم البالء (عبد اهلل احلمراين، أ َْـ َح ِسْبتُ ْم أَ ْف تَ ْد ُخلُوا ْ ِ ين َخلَ ْوا ِم ْن قَػْبلِ ُك ْم َم َّسْتػ ُه ُم الْبَأْ َساءُ َوالضََّّراءُ ادلكتبة الشاملة .)ٚ٘ٚ: الَّذ َ الرس ُ ِ ين َآمنُوا َم َعوُ َم ََّت َوُزلْ ِزلُوا َح ََّّت يػَ ُق َ وؿ َّ ُ وؿ َوالَّذ َ
ٖ
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
يعين أصاب آباءنا (احلسن مقاتل بن سليماف.)ٗٓٗ :ٕٖٓٓ ،
ادلرض والفقر (اجلاللٌن ،ادلكتبة الشاملة.)ٕٙٚ :
176
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
الرقم ٗ
المعنى السياقي
اآلية ِ ِ يب (البقرة)ٕٔٗ : صُر اللَّو أَالَ إِ َّف نَ ْ نَ ْ صَر اللَّو قَ ِر ٌ وب إِ ْذ نَ َادى َربَّوُ أ ّْ ِ ت مرض زمنا طويال (زلمد سيد ين الضُُّّر َوأَنْ َ َوأَيُّ َ َين َم َّس َ أَرحم َّ ِِ طنطاوى ،ادلكتبة الشاملة.)ٔٙٚ : ٌن (األنبياء)ٖٛ : الرامح َ َُْ
واآليات القرآنية األخرى اليت تدؿ على ىذا ادلعىن ىي ما عدا اآليات الدالة على ادلس باليد واآلية الدالة على اجلماع .وقد استعمل يعل "مس" ُب اخلًن والشر وكاف أكثرىا استعماال ُب الشر. ادلس ُب كل ما ينالو اإلنساف من أذى .لذا كثر ُب القرآف التعبًن بادلس عما يلحق اإلنساف من يقاؿ ّ أذى ،سواء أكاف مبرض أـ ابتالء ،أـ عقاب أـ غًنىا. -5معاني األفعال لحاسة الشم في السياق القرآني مل يذكر ُب القرآف الكرًن يعل حاسة الشم صرحيا ِبالؼ احلواس األخرى األربع (السمع، والبصر ،واللمس ،والذوؽ .وذلك ألف ىذه احلواس ييها تكليف ،إذ وردت كثًنا ُب سياؽ األمر والنهي احلث وغًنىا .أما الشم يال تكليف ييو .ولكن ىناؾ لفظ داؿ على الشم ُب قولو تعاىل معربا عن قوؿ و ّ يعقوب -عليو السالـ -حٌن قدـ البشًن إليو بقميص يوسف -عليو السالـ" -ولَ َّما يَصلَ ِ اؿ ت الْعِ ًُن قَ َ َ َ أَبوىم إِ ّْين أل َِج ُد ِريح يوسف لَوال أَ ْف تُػ َفن ُ ِ يعد من يشم يعقوب لرائحة يوسف ّ َ ُ ُ َ ْ ُ ُْ ّْدوف" (يوسفّ .)ٜٗ : الشم ،بل عرب عنو ادلعجزات اليت أنعم ّٔا اهلل -سبحانو وتعاىل -عليو .غًن أنو مل ّ يعرب عنو بلفظ ّ ِ ِ ف ،أي :أمشّو. وس َ يح يُ ُ بالوجود ،حٌن قاؿ :ألَج ُد ر َ وعلى ىذا يكوف الشم قد ورد ُب موضع واحد ُب القرآف ،وىو ُب سورة يوسف ،وبغًن لفظو الداؿ عليو ،بل ورد بلفظ آخر ىو أ َِج ُد أي :أشم. التضمين التربوي من معاني أفعال الحواس في القرآن الكريم إف القرآف الكرًن منهاج يرجع إليو اإلنساف ُب تنظيم حياتو .واإلنساف على ضوء ىذا ادلنهاج القرآين ىو خليفة اهلل ُب األرض ،يهو مستخلف من اهلل ييها للعبادة .ومقتضى العبادة أف يسهم اإلنساف ُب عمارة األرض وترقيتها ويق منهج اهلل .ولكي يقوـ اإلنساف بواجبات اخلالية على ضلو رباين بد من تربيتو وإعداده. اقعي ،يال ّ وإجيايب وو ّ والرتبية هتدؼ إىل إيصاؿ اإلنساف إىل درجة الكماؿ بتنمية ما ىيّأه ذلا ،يهي تشمل مجيع جوانب النفس اإلنسانية أي مجيع جوانب الشخصية اإلنسانية (علي أمحد مذكور .)ٖٖ :ٕٕٓٓ ،وشلّا
177
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
اندرج ُب نفس اإلنساف ويرتبط برتبيتو احلواس اخلمس .وقد ذكر القرآف الكرًن من خالؿ آياتو ادلختلفة دؿ على حواس اإلنساف وأمهية إعماذلا خلًنه ُب احلياة .يالرتبية تلعب دورىا إلعماؿ حواس اإلنساف ما ّ تتوحد ُب بناء الشخصيّة ادلتكاملة .إف تربية احلواس ُب ادلنهج القرآين هتدؼ توظيفها ييما خلقت ّ حَّت ّ لو ،ولتسًن احلواس ُب ظل التوجيهات اإلسالمية من جهة ،ومن جهة أخرى لتستخدـ ييما يعود عليها بالنفع وتشغيلها وعدـ تعطيلها. عنت الرتبية مبنهجها القرآين عناية يائقة باحلواس ،ضبطا وتنمية ،حَّت تؤدي وظيفتها على أحسن ما يكوف ،يفي رلاؿ التثبت والتحقق ،يإنو حي ّذر على ادلسلم أف يقوؿ :مسعت وىو مل يسمع، ك بِِو ِعلْ ٌم إِ َّف س لَ َ أو يقوؿ :رأيت وىو مل ير ،وعلمت وىو مل يعلم ،قاؿ تعاىل َ " :وال تَػ ْق ُ ف َما لَْي َ ك َكا َف َعْنوُ َم ْسئُوال" (اإلسراء .)ٖٙ :وتتطلّب استخداـ احلواس ذلدؼ َّ صَر َوالْ ُف َؤ َاد ُك ُّل أُولَئِ َ الس ْم َع َوالْبَ َ وغاية ،منها أف يتي ّقن اإلنساف بأ ّف ىناؾ خالقا أوجد ىذه ادلخلوقات ،قاؿ تعاىل" :أَيَال يَػْنظُُرو َف إِ َىل السم ِاء َكي ِ ِ ِ ِ ِ صب ْ ِ األر ِ ت" ف ُسط َح ْ ف ُري َع ْ ف ُخل َق ْ ض َكْي َ ت َوإِ َىل ا ْجلبَ ِاؿ َكْي َ ت َوإِ َىل َّ َ ْ َ اإلبِ ِل َكْي َ ت َوإ َىل ْ ف نُ َ (الغاشية .) ٕٓ-ٔٚ :ولقد ذـ اهلل تعاىل أولئك الذين اليستخدموف حواسهم ييما ينفعهم ،قاؿ ِ ٌن ال يػب ِ ِ اجلِ ّْن َواإلنْ ِ صُرو َف َِّٔا َّم َكثِ ًًنا ِم َن ْ س َذلُ ْم قُػلُ ٌ وب ال يَػ ْف َق ُهو َف َّٔا َوَذلُ ْم أ َْع ُ ٌ ُْ تعاىلَ " :ولََق ْد َذَرأْنَا جلَ َهن َ ك ُى ُم الْغَايِلُو َف" (األعراؼ.)ٜٔٚ : َض ُّل أُولَئِ َ َوَذلُ ْم آ َذا ٌف ال يَ ْس َم ُعو َف َِّٔا أُولَئِ َ ك َكاألنْػ َع ِاـ بَ ْل ُى ْم أ َ
تستهدؼ الرتبية ُب اإلسالـ تنمية ذكاء اإلنساف وتنمية قدرتو على التأمل والنظر والتفكًن، ووسيلتها ُب ذلك دعوة اإلنساف إىل النظر ُب الطبيعة وُب الكوف والنظر ُب النفس البشرية نفسها وتأملها واستبطاهنا (زلمود سيد سلطاف .)ٜٔ :ٜٔٛٛ ،وشلّا يعٌن اإلنساف على ىذا اذلدؼ حواسو اليت يرتبط إعماذلا وثيقا بعقلو .وقد جعل القرآف دور احلواس مع العقل ُب حتصيل ادلعرية ،ومل جيعلها مصدرا مستقال .يإهنا وإف كانت مهمة حبيث إف تعطيلها يؤدي إىل تعطيل العقل إال أنو مل جيعلها
مصدرا مستقال ،بل إف اآليات الكثًنة ُب القرآف لتشًن إىل أف الدور األىم واألساسي ىو للعقل ،مع كوف احلواس طريقا أو بابا من أبواب ادلعرية العقلية .بل إ ف العقل حيوؿ ادلعرية احلسية إىل معرية عقلية. شلا يدؿ على ذلك قولو سبحانو " :وال تقف ما ليس لك بو علم إف السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كاف عنو مسئوال" ( اإلسراء .)ٖٙ : إ ّف القرآف الكرًن ينظر إىل أف مثة عالقة واضحة بٌن العقل واحلواس ،إذ إهنما يندرجاف ُب طبيعة اإلنساف ادلزدوجة ،ادلادية والروحية ادلخلوقة هلل سبحانو واليت حتيا بقدرة اهلل وتؤدي دورىا ادلعرُب مبا آتاىا من استعدادات وطاقات .يتتطلب على عدـ االقتصار على كل واحد منهما بعينو ،وعدـ تفسًن اآلخر
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
178
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
بو ،يال احلس عقالً ،وال العقل حسا ،وإمنا كالمها سللوؽ هلل ُب طبيعة اإلنساف ادلخلوقة هلل سبحانو، وادلشمولة برعايتو وعنايتو. حتتل احلواس -بوصفها مصدراً للمعرية وطريقة ذلا -أمهية بالغة ُب الرتبية اإلنسانية ُب رلاذلا ادلعرُب .ياحلس أحد منايذ ادلعرية إىل نفس اإلنساف ،ويكاد ادلرء العادي ال يعرتؼ بسواىا وسيلة دلعريتو ،إذ إف معاريو كلها مبنية على ما رآه ومسعو ودلسو بنفسو .ومعظم حقائقو عن األشياء ادلوضوعية ،واألشياء اخلارجية احمليطة بو إمنا ىي مدركات حسية. من ادلعلوـ أنو تكرر لفظ "السمع" ومشتقاتو ادلتعلقة باإلنساف ( )ٖٜٔمرة منفرداً ،وتكرر لفظ "البصر" ٔٓٙمرة منفرداًُ ،ب حٌن مجع بينهما ُب مواضع كثًنة أخرى .وينعكس ذلك تربوياً ُب اعتبار السمع وسيلة أساسية ُب علمية التعلم مبا يفوؽ حاسة البصر،كما أف الرتكيز على البصر على ذلك النحو يشًن إىل الداللة اذلامة اليت حيتلها ُب عملية التعليم أيضاً ،غًن أف أعلى درجات االستيعاب والتحصيل والتأثًن السلوكي ،تلك اليت يشرتؾ ييها مسع ادلتعلم وبصره ،وبذلك تتبٌن أمهية ريد احملتوى ادلعرُب بتقنيات (مسعية بصرية) لتحقق أعلى مستوى من االستيعاب والتحصيل والتأثًن السلوكي. إف ذلك يدؿ ُب رلموعو على أف السمع وسيلة أساسية ُب عملية التعلّم ،بل ىي تفوؽ حاسة البصر من حيث األمهية ،كما يشًن إىل أمهية حاسة البصر ُب عملية التعليم ،وإف كانت تأٌب ُب درجة تالية للسمع ،من حيث ياعليتها ُب تنمية ادلعرية وحتصيلها واستيعأّا .وىناؾ مواطن مجع ييها بٌن السمع والبصر" :قل من يرزقكم من السماء واألرض أـ من ديلك السمع واألبصار" (يونس.)ٖٔ : والشك أف أعلى درجات االستيعاب والتحصيل تلك اليت يشرتؾ ييها مسع ادلتعلّم وبصره ،ومن ىنا كاف لزاماً أف تريد ادلعارؼ اليت يشملها احملتوى بتقنيات (مسع بصرية) ليتحقق أعلى مستوى من االستيعاب والتحصيل. وُب ضوء ىذا العرض آليات السمع والبصر َتدر لنا اإلشارة إىل أ ّف اختصاص القرآف الكرًن أداٌب السمع واألبصار بالذكر ،على ىذا النحو من التكرار دوف غًنمها يعود إىل كوهنما مدار احلياة احليوانية ،وكماؿ البشرية ،وحتصيل العلوـ األولية (زلمد رشيد رضا ،تفسًن ادلنار ،ج ،ٔٔ .صٖ٘٘ . ) .ولكوف إدراؾ دالئل االعتقاد احلق اليكوف إال ّٔما (٘٘) .ولكن ذلك الينفي وجود أمهية قصوى لبقية احلواس ،ألف اختصاص السمع والبصر بالذكر يعين األمهية ادلتميزة باخلصوصية ليس أكثر .وقد يكوف من باب ذكر اجلزء ألمهيتو مع إرادة الكل ُب حقيقة األمر. ّ
179
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
إف منهجية القرآف ادلعريية ال تعتمد على احلس وحده رغم أمهيتو البالغة .ويع ّد العقل مصدرا أساسيا وطريقة ضرورية ال غىن للحس من اعتماده سندا ُب عملية ادلعرية .وقد خلق اهلل اإلنساف مزودا باحلواس والعقل معا ،ولذلك يإف مسؤوليتو مناطة ّٔما معا" :واهلل أخرجكم من بطوف أمهاتكم التعلموف شيئاًوجعل لكم السمع واألبصار واأليئدة لعلكم تشكروف" (النحل )ٚٛ :و"وىو الذي أنشأ لكم السمع واألبصار واأليئدة قليالً ما تشكروف" ( ادلؤمنوف .)ٚٛ :و"ٍب سواه ونفخ ييو من روحو وجعل لكم السمع واألبصار واأليئدة قليالً ما تشكروف" (السجدة.)ٜ : كل منهما وبالنسبة لعالقة بٌن احلواس والعقل ُب العملية الرتبوية مباشرة ،يإف موقف القرآف من ّ يفرض على الرتبية اإلسالمية أف َتعل منهما معاً مصادر وطرائق رئيسة ،وبذلك تتسم بالتكاملية ُب نظرهتا الفلسفية .كما أف األطراؼ ادلعنية بالعملية الرتبوية مطالبة بالتزاـ ىذه الفلسفة ،سواء ُب ذلك واضعو ادلناىج ،أـ ادلعلموف وادلتعلموف ،أـ الباحثوف ُب رلاؿ مناىج البحث العلمي .وتديع منهجية القرآف ادلعريية إىل تكامل كل من احلس والعقل معا ،حبيث يعمل كل منهما ُب رلالو ادلناسب ،من غًن أف يستغين أحدمها عن معطيات اآلخر ،ييحدث التفاعل اإلجيايب بينهما ،وينعكس ذلك بدوره على الرتبية اإلسالمية ييمنحها مسة التكامل ،سواء أكاف ذلك ُب أىدايها وعناصرىا ادلنهجية األخرى ،أـ ُب ادلعلم وادلتعلم ،أـ ُب رلاؿ النظريات واأليكار الرتبوية ادلختلفة ،بعيداً عن الثنائيات اليت وقعت ييها كثًن من النظريات الرتبوية األخرى .وعلى ذلك ييمكن وصف نظرية الرتبية اإلسالمية
ادلتكاملة.
النتيجة
إ ّف أيعاؿ احلواس اخلمس ُب القرآف الكرًن دلّت على معانيها ادلختلفة حسب سياقها القرآين. معاين األيعاؿ الدالة على حاسة السمع :يتضمن يعل "مسع واستمع" ثالثة معاف ،أوال :اإلحساس بالصوت دوف الفهم وثانيا :اإلحساس بالصوت مع الفهم وثالثا :اإلحساس بالصوت مع الفهم مقرتنا باالقتناع واإلدياف والطاعة .ويتضمن يعل "أنصت" معىن ترؾ األشغاؿ والسكوت والتفرغ لالستماع حيث يظهر ييو الرتكيز وتفاعل القلب وادلشاعر .ومعاين األيعاؿ الدالة على حاسة البصر :يتضمن يعل آّردة ،وثانيا :الرؤية بالبصًنة لالىتداء ،وثالثا مبعىن علّم وأرشد. "أبصر" ثالثة معاف ،أوال :النظر بالعٌن ّ ويتضمن يعل "رأى" ثالثة معاف أساسية ،وىي أوال :إدراؾ األشياء حباسة البصر وثانيا الرؤية العِ ِ لميّة وثالثا مبعىن احللم .ويتضمن يعل "نظر" على ثالثة معاف ,وىي أوال :النظر بالعٌن وثانيا :التأمل التحًن ُب األمور .ويتضمن يعل "آنس" معنٌن أساسيٌن ،أوال مبعىن أبصر أو والفحص والتفكر وثالثاُّ : رأى وثانيا ديعىن علم ووجد .ومعاين األيعاؿ الدالة على حاسة الذوؽ :يتضمن يعل "أكل" ثالثة معاف، Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
180
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
ىي أوال :األكل بتناوؿ الطعاـ وثانيا مبعىن اغتاب وثالثا مبعىن إزالة على طريقة التشبيو .ويتضمن يعل "ذاؽ" معنيٌن ،أوال :وجود الطعم بالفم وثانيا العذاب .ويتضمن يعل "طعم" ثالثة معاف ،وىي أوال: تناوؿ الغذاء وثانيا مبعىن شبع وثالثا مبعىن تناوؿ الشراب .ومعاين األيعاؿ الدالة على حاسة اللمس :ىي مس" يتضمن يعل "دلس" معنيٌن ،أوال :اللمس بظاىر البشرة وثانيا التعبًن عن الطلب .ويتضمن يعل " ّ ادلس بيد وثانيا اجلماع وثالثا اإلصابة. ثالثة معاف أساسية .وىي ّأوالّ : مهما .إ ّف الرتبية تلعب دورىا متثّل أيعاؿ احلواس ومعانيها ُب القرآف الكرًن تضمينا تربويا ّ
تتوحد ُب بناء الشخصيّة ادلتكاملة .وإف حواس اإلنساف من إلعماؿ حواس اإلنساف وتنميتها ّ حَّت ّ ظل التوجيهات القرآنية اجلوانب الضرورية ُب نفس اإلنساف اليت تقتضي تنميتها من خالؿ الرتبية ُب ّ ليظهر توظيفها ييما خلقت لو واستخدامها ييما يعود عليها بالنفع وتشغيلها للفوائد النبيلة وعدـ حتتل منزلتها مصدرا للمعرية وطريقة ذلا ،يلها أمهية بالغة ُب الرتبية تعطيلها .من ادلعلوـ أف احلواس ّ اإلنسانية ُب رلاذلا ادلعرُب .وىي تتحد ُب إعماذلا مع العقل للحصوؿ على ادلعارؼ .يعلى ىذا يديع ادلنهج القرآين للرتبية إىل تكامل بٌن احلس والعقل حَّت دينحها مسة التكامل ،سواء ُب حتديد أىدايها وعناصرىا ادلنهجية األخرى أو ُب ادلعلم وادلتعلم أو ُب رلاؿ النظريات واأليكار الرتبوية ادلختلفة. المراجع
أيب حاًب الرازي ،أبو زلمد عبد الرمحن بن ،د.ت ،تفسًن ابن أيب حاًب ادلكتبة العصرية – صيدا أبو زلمد عبد احلق بن غالب بن عطية األندلسي ،ٜٜٖٔ ،احملرر الوجيز ُب تفسًن الكتاب العزيز، لبناف :دار الكتب العلمية. ابن كثًن ،أبو الفداء إمساعيل بن عمر ،ٜٜٜٔ ،تفسًن القرآف العظيم ،دار طيبة للنشر والتوزيع. أبو الفضل ،زلمود األلوسي ،روح ادلعاين ،د.ت ،بًنوت :دار إحياء الرتاث العريب. ابن عاشور ،الشيخ زلمد الطاىر ،ٜٜٔٚ،التحرير والتنوير ،تونس :دار سحنوف للنشر والتوزيع إميل بديع يعقوب ،د.ت ،يقو اللغة العربية وخصائصها ،بًنوت :دار الثقاية اإلسالمية. االصفهاىن ،الراغب ،د.ت ،ادلفردات ُب غريب القرآف ،لبناف :دار ادلعرية. األمسر ،سهاـ زلمد أمحد ،ٕٓٓٚ ،ألفاظ العقل واجلوارح ُب القرآف الكرًن ،جامعة النجاح الوطنية. بايزيد ياطمة الزىراء ،د.ت ،سيمياء احلواس ُب يوضى احلواس ،كلية اآلداب والعلوـ اإلنسانية واالجتماعية. البيضاوي ،تفسًن البيضاوي (ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه). 181
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
زيل عمري سريغار
الرتكي ،عبد اهلل بن عبد احملسن .د.ت ،التفسًن ادليسر.ادلملكة العربية السعودية :موقع رلمع ادللك يهد لطباعة ادلصحف الشريف. اجلاللٌن( ،ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه). احلمراين ،عبد اهلل ،د.ت ،الدر ادلنثور( ،ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه). اخلازف ،عالء الدين علي بن زلمد بن إبراىيم البغدادي ،ٜٜٔٚ ،تفسًن اخلازف ،بًنوت :دار الفكر. الزحيلي ،وىبة بن مصطفى ،ٕٜٓٓ ،التفسًن الوسيط للزحيلي ،دمشق :دار الفكر. الزسلشرى ،أبو القاسم زلمود بن عمرو بن أمحد ،ٜٜٔٗ ،أساس البالغة ،بًنوت :دار الفكر. الزجاج ،إبراىيم بن السري بن سهل أبو إسحاؽ ، ٜٔٛٛ ،معاين القرآف وإعرابو :،عامل الكتب. الرازي ،زلمد بن عمر بن احلسٌن ،د.ت ،تفسًن الفخر الرازي ،دار إحياء الرتاث العرىب. السعدي ،عبد الرمحن بن ناصر ،ٕٕٔٗ ،تيسًن اللطيف ادلناف ُب خالصة تفسًن القرآف ،ادلملكة العربية السعودية :وزارة الشئوف اإلسالمية واألوقاؼ والدعوة واإلرشاد .- السعدي ،عبد الرمحن بن ناصر ،ٕٔٗٓ ،تيسًن الكرًن الرمحن ُب تفسًن كالـ ادلناف ،موقع رلمع ادللك، مؤسسة الرسالة. سلطاف ،زلمود سيد ،ٜٔٛٛ ،مفاىيم تربوية ُب اإلسالـ ،القاىرة :دار ادلعارؼ. الشربيين ،زلمد بن أمحد ،د.ت ،تفسًن السراج ادلنًن ،بًنوت :دار الكتب العلمية. الطربي ،أبو جعفر (ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه) طنطاوى ،زلمد سيد ،التفسًن الوسيط للقرآف الكرًن( ،ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه). عبد اجلبار السمعاين ،ٜٜٔٚ ،تفسًن السمعاين ،الرياض :دار الوطن. العسكري ،أيب ىالؿ احلسن بن عبد اهلل بن سهل ،ٕٓٓٓ ،الفروؽ اللغوية ،بًنوت :دار الكتب العلمية. القامسي ،زلمد مجاؿ الدين ،د.ت ،زلاسن التأويل( ،ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه). القرطيب ،أبو عبد اهلل زلمد بن أمحد بن أيب بكر بن يرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين،ٕٖٓٓ ، اجلامع ألحكاـ القرآف ،الرياض:دار عامل الكتب. القطاف ،مناع.د ت ،مباحث ُب علوـ القرآف ،بًنوت :منشورات العصر احلديث.
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
182
ادلعاين أليعاؿ احلواس...
ادلراغى ،أمحد مصطفى،د.ت ،تفسًن ادلراغي ،مصر :شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباىب احلليب. رلاىد ،عبد الكرًن ،ٜٔٛ٘ ،الداللة اللغوية عند العرب ،عماف :دار الضياء. مذكور ،علي أمحد ،ٕٕٓٓ ،منهج الرتبية ُب التصور اإلسالمي ،القاىرة :دار الفكر العريب مقاتل بن سليماف ،أبو احلسن ،ٕٖٓٓ ،تفسًن مقاتل بن سليماف ،بًنوت :دار الكتب العلمية. ادلهدي ،أمحد بن زلمد( ،ادلكتبة الشاملة ،اإلصدار الثاين ،القرآف الكرًن وتفسًنه). النسفي ،أبو الربكات عبد اهلل بن أمحد بن زلمود ،ٕٓٓ٘ ،تفسًن النسفى ،بًنوت :دار النفائس. النيسابوري ،أبو إسحاؽ أمحد بن زلمد بن إبراىيم الثعليب ، ٕٕٓٓ ،الكشف والبياف ،بًنوت :دار إحياء الرتاث العريب. =http://www.almaany.com/home.php?language=arabic&word http://m77m.3abber.com/post/11827
183
Vol. XXVIII No. 1 2013/1434
Ucapan terima kasih yang sebesar-besarnya disampaikan kepada Mitra Bebestari yaitu: Suwito, UIN Syarif Hidayatullah Jakarta Farid Wajdi Ibrahim, IAIN Ar Raniry Banda Aceh Martha Chaterine Beck, Lyon College, USA Khoirun Niam, IAIN Sunan Ampel Surabaya Jajat Burhanudin, UIN Syarif Hidayatullah Jakarta Jamaludin Darwis, IAIN Wali Songo Semarang Fuad T. Wahab, UIN Sunan Gunung Djati Bandung Jamaluddin, IAIN Sulthan Thaha Saifuddin Jambi yang telah berkenan membantu dalam menelaah ulang naskah pada volume XXVIII No. 1 2013/1434.