أوقاف جامعة الملك سعود.. مزيج من التكافل اإلنساني في رعاية مجتمع املعرفة

‫مجلة متخصصة تصدر عن أوقاف جامعة الملك سعود ‪ -‬العدد األول ‪ -‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فبراير ‪ 2009‬م‬

‫أوقاف جامعة الملك سعود‪..‬‬

‫مزيج من التكافل اإلنساني‬ ‫في رعاية مجتمع املعرفة‬

‫االفتتاحية‬

‫أمين عام أوقاف الجامعة‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫د‪ .‬عبدالرحمن بن‬ ‫حمد الحركان‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫أوقاف‬ ‫اجلامعة‬ ‫تستهدف‬ ‫بناء مجتمع‬ ‫املعرفة‬

‫العالقة بني أالوقاف وم ؤ��س�سات التعليم متجذرة منذ القدم خا�صة‬ ‫يف احل�ضارة ا إل�سالمية التي أ�ولت التعليم أ�همية خا�صة نابعة من اهتمام‬ ‫ا إل�سالم بالعلم والعلماء‪ .‬وي�شري تاريخ الوقف ا إل�سالمي �إىل أ�ن الن�سبة‬ ‫الغالبة من أالوقاف تذهب �إىل أالربطة وحلقات تدري�س العلوم الدينية‬ ‫وغريها‪ .‬ومل تتوانَ م ؤ��س�سات التعليم يف الغرب عن توظيف فكرة أالوقاف‬ ‫لدعم م�سريتها العلمية والبحثية؛ ومنت أالوقاف هناك لتكون أ�حد أ�هم‬ ‫روافد التعليم يف اجلامعات الرائدة مثل ييل وهارفارد وغريها‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬رغم بقاء أالوقاف التي حب�ست قبل ‪ 14‬قرن ًا من الزمن ماثلة‬ ‫للعيان لت ؤ�كد أ�ن أالوقاف فكرة حية ولي�ست جمرد كلمات يف جملدات‪� ،‬إال‬ ‫أ�ن قطاع التعليم يف العامل ا إل�سالمي قد تهاون يف تطبيق أ��سلوب الوقف‬ ‫العلمي رغم وجوده بو�ضوح يف الرتاث ا إل�سالمي؛ خا�صة �إذا عرفنا أ�ن‬ ‫أ�غلب م ؤ��س�سات التعليم الرائدة يف تاريخ احل�ضارة ا إل�سالمية ن� أش�ت‬ ‫بدعم من منهج الوقف وتوفرت لها �سبل الدعم املايل عن طريق أ�عمال‬ ‫اخلري التي مل تنقطع‪ .‬واملالحظ يف الوقت احلا�ضر أ�ن فكرة الوقف قد‬ ‫ا�ضمحلت و أ��صبح النموذج ي أ�تي من الغرب‪ ،‬ويبدو أ�ن هناك حاجة ما�سة‬ ‫لن�شوء منوذج وقف تعليمي يف املنطقة يبث احلياة من جديد يف فكرة‬ ‫الوقف ا إل�سالمي التي ظهرت أ��سا�س ًا من عمق الفكر ا إل�سالمي ال�س ّباق‪.‬‬ ‫وانطالق ًا من دورها الريادي ومتا�شي ًا مع تطلعات القيادة الر�شيدة‬ ‫بدعم م�شكور‬ ‫أ�ن� أش�ت جامعة امللك �سعود «برنامج أ�وق��اف اجلامعة»‬ ‫ٍ‬ ‫من �صاحب ال�سمو امللكي أالم�ير �سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬أ�مري منطقة‬ ‫الريا�ض رئي�س اللجنة العليا ألوقاف اجلامعة لتحقيق جملة من أالهداف‬ ‫من أ�همها بناء منوذج وقف تعليمي ناجح يعزز دور اجلامعة يف تطوير‬ ‫أالر�ضية العلمية والثقافية املنا�سبة لت أ�هيل أالجيال وقيادة التعليم العايل‬ ‫�إىل م�ستويات عالية من التميز وا إلبداع‪ .‬وم�شروع أ�وقاف اجلامعة ينطلق‬ ‫اليوم لي�سهم يف تعزيز ال�ق��درات املالية للجامعة وميكنها من القيام‬ ‫بدورها املنوط يف جو من اال�ستقرار املايل يف ظل دعم م�ستمر من وزارة‬ ‫التعليم العايل و�إدارة اجلامعة واملتربعني أالخيار‪ .‬وهذا الوقف اجلامعي‬ ‫العمالق �سريكز على دع��م أالن�شطة التي ت � ؤ�دي �إىل حت�سني م�ستوى‬ ‫اجلامعة يف الت�صنيفات العاملية وتعزيز جهود البحث والتطوير والتعليم‪،‬‬ ‫ودعم امل�ست�شفيات اجلامعية أ‬ ‫والبحاث ال�صحية لعالج أالمرا�ض املزمنة‬ ‫و�إجراء أالبحاث املفيدة للب�شرية‪ ،‬وتفعيل العالقة بني اجلامعة واملجتمع‪،‬‬ ‫حتقيق ًا لر�سالة اجلامعة أال�سا�سية املبنية على حتقيق ال�شراكة املجتمعية‬ ‫لبناء جمتمع املعرفة‪.‬‬ ‫ر ؤ�ية جامعة امللك �سعود التي أ�طلقتها م ؤ�خر ًا ترتكز على ال�شراكة‬ ‫البناءة مع حميطها الكبري لبناء «جمتمع املعرفة» ولي�س ذلك ببعيد‬ ‫مع احلر�ص الكبري الذي نلحظه من لدن القيادة الر�شيدة لهذا الوطن‬ ‫املعطاء والت�شجيع وامل ؤ�ازرة من قبل أ��صدقاء اجلامعة وحمبيها و�إدارتها‬ ‫والتي نعي�شها يومي ًا أ�ثناء جهدنا لت أ��سي�س باكورة م�شاريع أالوق��اف‪.‬‬ ‫وامل�ستهدف هو بناء جمتمع املعرفة الذي ينـتج «املعرفة» وهي ( أ��س)‬ ‫النه�ضة واحل�ضارة يف ال�سنوات املقبلة حيث متثل (قاعدة) االنطالق‬ ‫التـنموي املبني على العلم واملعلومات والبحث والتطوير وت أ�مل جامعة‬ ‫امللك �سعود أ�ن تتمكن من قيادة املجتمع ال�سعودي ليمتلك نا�صية املعرفة‬ ‫يف ع�صر تـناف�سي حمموم‪.‬‬

‫‬

‫العدد ‪ - 1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فبراير ‪ 2009‬م‬

‫مجلة أوقاف جامعة الملك سعود‬

‫المشرف العام‬ ‫د‪ .‬عبدالرحمن بن حمد الحركان‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫د‪ .‬فيصل بن عبدالعزيز مازي‬

‫‪4‬‬

‫د‪ .‬أحمد عمر محمد‬ ‫أ‪ .‬عبد الوهاب بن علي القحطاني‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫د‪ .‬صنهات بن بدر العتيبي‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫أوقاف جامعة الملك سعود‬ ‫ص‪ .‬ب ‪ 2454‬الرياض ‪11451‬‬ ‫فاكس‪4677967 :‬‬

‫الناشر‬

‫‪8‬‬

‫المدير التنفيذي‪:‬‬

‫د‪ .‬عبد اهلل بن جلوي الشدادي‬ ‫ص‪.‬ب ‪ 67156‬الرياض ‪65511‬‬ ‫هاتف ‪ 4197333 :‬فاكس‪4192640 :‬‬ ‫‪www.rawnaa.com‬‬

‫رؤيتنا‪:‬‬ ‫أن نكون رواد الحلول المتكاملة في اإلعالم‬ ‫المتخصص بالعالم العربي‪..‬‬

‫رسالتنا‪:‬‬ ‫نحن أول شركة لإلعالم المتخصص في‬ ‫المملكة العربية السعودية نسعى لتحقيق‬ ‫الريادة عربيًا من خالل تقديم حلول متكاملة‬ ‫ومنتجات إعالمية هادفة ومتميزة بمصداقية‬ ‫ومهنية عالية تلبي احتياجات عمالئنا وتحقق‬ ‫رضاهم وتتجاوز توقعاتهم‪.‬‬ ‫إن اآلراء المنشورة في مجلة أوقاف جامعة الملك‬ ‫سعود تعبر عن آراء كاتبها فقط‬

‫‪12‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫‪24‬‬

‫االفتتاحية‬

‫االفتتاحي ة‬ ‫املحتويات ‬ ‫يف �سطور ‬ ‫لقاء ‬ ‫مفاهيم ‬ ‫ا ألوقاف يف ا إل�سالم ‬ ‫�شكر وثناء للمتربعني ‬ ‫من الرتاث ‬ ‫أ�خبار ‬ ‫مناذج وقفية ‬ ‫ثقافة �إدارية ‬ ‫تكافل ‬ ‫درا�سات ‬ ‫ا ألخرية ‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬

‫ر�سالتنا وطموحنا‬

‫يف ال�سنوات أالخ�يرة‪ ،‬زاد عدد املطبوعات العربية التي تعنى‬ ‫بت�سليط ال�ضوء على جوانب حياتنا املتعددة واملختلفة �سواء‬ ‫ال�صحية أ�و االج��ت��م��اع��ي��ة أ�و االق��ت�����ص��ادي��ة أ�و ال��ري��ا���ض��ي��ة أ�و‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫ل��ك��ن يف خ�����ض��م ه���ذا ال��ت��زاح��م ال�����ص��ح��ف��ي‪ ،‬ال ن��ك��اد جن���د يف‬ ‫�سوق املطبوعات العربية التي يتداولها النا�س حال ًيا جملة‬ ‫متخ�ص�صة على نحو دقيق أ‬ ‫بالوقاف وغريها من املو�ضوعات‬ ‫ذات ال�صلة‪ ،‬وذلك على الرغم من أ�همية هذا اجلانب يف حياتنا‬ ‫املعا�صرة‪.‬‬ ‫وحينما نبادر بتد�شني هذه املجلة اجلديدة‪ ،‬ف�إننا بذلك ن�سعى‬ ‫من خاللها ألداء ر�سالتها املتمثلة يف تلبية حاجة قطاع عري�ض‬ ‫من النا�س غدا يحر�ص على التعرف على النواحي املختلفة‬ ‫للوقف أ‬ ‫والوق��اف وعالقتها بالتعليم خا�صة التعليم العايل‪،‬‬ ‫ؤ‬ ‫منطلقة يف ذل��ك من ر�ي��ة �إعالمية متكاملة تنا�سب طبيعة‬ ‫الع�صر‪ ،‬وتوعية اجلمهور بطريقة علمية موثقة ومهنية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ولن لكل مطبوعة �إعالمية تظهر �إىل ع��امل ال��واق��ع ر�سالة‬ ‫حمددة ي�سعى القائمون عليها �إىل الو�صول �إليها أ�و االقرتاب‬ ‫منها على أالق��ل‪ ،‬ف�إننا حني فكرنا يف �إ���ص��دار (جملة أ�وق��اف‬ ‫جامعة امللك �سعود)‪ ،‬كانت لدينا ر�سالة وا�ضحة دعتنا �إىل‬ ‫تنفيذ الفكرة واملبادرة �إىل ترجمتها على أ�ر�ض الواقع‪..‬‬ ‫ه��ذه الر�سالة تتمثل يف رف��ع م�ستوى الثقافة (ال��وع��ي) لدى‬ ‫أ�فراد املجتمع بدور الوقف يف خمتلف أ�وجه حياتنا‪ ،‬وبيان �آخر‬ ‫التطورات يف هذا املجال حمل ًيا و�إقليمياً وعامل ًيا‪ ،‬ونقل ذلك‬ ‫للقارئ العربي ب�صورة �صحفية راقية وم�شوقة‪.‬‬ ‫ولتحقيق ه��ذه أاله����داف‪ ،‬حر�صنا على أ�ن تت�ضمن جملتنا‬ ‫أ�بواباً خم�ص�صة يف التعريف بالوقف ودوره‪� ،‬إ�ضافة �إىل الوقف‬ ‫يف ا إل�سالم‪ ،‬ثم أ�برز امل�شاريع الوقفية يف اململكة والعامل‪ ،‬ولقاء‬ ‫�صحفي مع أ�حد امل�س ؤ�ولني ذوي ال�صلة ب أ�حد جماالت الوقف‪،‬‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال عن أ�بواب أ�خرى متعددة ومتنوعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫�إن �إجناح مطبوعة كهذه ‪ -‬التي نقدم العدد الول منها بتوا�ضع‬ ‫اليوم‪ -‬ال ميكنها أ�ن تنجح فقط معتمدة علي جهود العاملني‬ ‫عليها‪ .‬لهذا ف�إننا ن�سعى ألن يكون كل مهتم منكم بهذا املجال‬ ‫الوا�سع واملت�شعب جزءا من تكوينها وم�ضمونها وم�سريتها‪.‬‬ ‫ن�����ش��ك��ر ك���ل م���ن ���س��اه��م يف حت��وي��ل ه����ذا امل�������ش���روع �إىل واق���ع‬ ‫ملمو�س‪.‬‬ ‫ون�شكر قارئنا الذى �سيجعل من هذه احلقيقة م�سرية م�ستمرة‬ ‫للوعي والتثقيف الهادف‪ ،‬واهلل املوفق ملا فيه اخلري‪.‬‬ ‫أ��سرة التحرير‬

‫في سطور‬ ‫انفردت حضارتنا اإلسالمية‬ ‫البديعة بميزات وخصائص‬ ‫عديدة‪ ،‬هي أقرب الخصائص إلى‬ ‫روح اإلنسان‪ ،‬وفطرته‪ ،‬وكينونته‪،‬‬ ‫كمخلوق متميز متفرد‪ ،‬فالمنحى‬ ‫«الخيري ‪ ‬اإلنساني» يكاد يكون‬ ‫ميزة عامة تصطبغ بها منظومة‬ ‫هذه الخصائص من ناحيتي األداء‬ ‫والمقاصد على حد سواء‪ .‬وما نظام‬ ‫الوقف اإلسالمي إال معلم من‬ ‫تلك المعالم اإلنسانية الرائدة التي‬ ‫تمــــيزت بها حضارتنا في التاريخ‪.‬‬

‫وقف جامعة الملك سعود‪..‬‬

‫مزيج من التكافل اإلنساني‬ ‫في رعاية مجتمع املعرفة‬ ‫أوقاف جامعة الملك سعود‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‬

‫ي�شهد الوطن يف الوقت احلا�ضر حرا ًكا‬ ‫تعليم ًيا مكث ًفا متثل يف العديد من املبادرات‬ ‫التي تهدف �إىل تطوير التعليم العايل وحتفيز‬ ‫ا إلب��داع يف كافة املجاالت‪ .‬وامل�ستقرئ لواقع‬ ‫وتطور العالقة بني أالوق��اف وبني م ؤ��س�سات‬ ‫التعليم يجد أ�نها عالقة قدمية وفعالة‪ ،‬وال‬ ‫يختلف اثنان على أ�همية ودور الوقف يف دعم‬ ‫امل ؤ��س�سات التعليمية يف احل�ضارة ا إل�سالمية‬ ‫على اختالف ع�صورها‪ .‬وجامعة امللك �سعود‬

‫لي�ست مبعزل عن هذا احلراك احلا�صل‪ ,‬حيث‬ ‫تبنت اجلامعة امل�ب��ادرة اخلا�صة ب� أ‬ ‫�الوق��اف‬ ‫لتطوير امل��وارد الذاتية للجامعة مبا ميكنها‬ ‫م��ن ال��ري��ادة وت�ط��وي��ر أالب �ح��اث وامل�شاركة‬ ‫ب�صورة فعالة يف دفع عجلة التنمية العلمية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية‪ .‬وق��د حر�صت‬ ‫اجل��ام�ع��ة على تبني ه��ذا ال�ت��وج��ه لتحقيق‬ ‫اال�ستقرار للموارد املالية للجامعة وال��ذي‬ ‫ي�شكل حجر الزاوية لتحفيز ا إلبداع والتميز‬ ‫على كافة اال�صعدة حتقي ًقا لتطلعات والة‬

‫أالم��ر يحفظهم اهلل يف أ�ن تكون اجلامعات‬ ‫ال�سعودية يف م�صاف اجل��ام�ع��ات العاملية‬ ‫املرموقة‪.‬‬ ‫الرؤية والرسالة‬

‫تتمثل ر ؤ�ي��ة اجلامعة يف جمال أالوق��اف‬ ‫يف حتقيق «م��زي��ج م��ن ال�ت�ك��اف��ل ا إلن���س��اين‬ ‫وال�شراكة اال�سرتاتيجية يف �إن�شاء ورعاية‬ ‫جمتمع املعرفة»‪ .‬وتتطلع اجلامعة �إىل أ�ن يثمر‬ ‫تنفيذ برنامج أالوقاف يف توفري م�صدر دخل‬ ‫�سا�سا يف دعم البحث‬ ‫ثابت ودائم ُ‬ ‫ي�ستخدم أ� ً‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫دعم التعليم الجامعي‬

‫ت �ه��دف اجل��ام�ع��ة م��ن خ�ل�ال (ب��رن��ام��ج‬ ‫أ�وقاف اجلامعة) �إىل تعزيز مواردها املالية‪،‬‬ ‫وامل�ساهمة يف أالن�شطة التي تعمل على رفع‬ ‫التقييم العايل للجامعة‪،‬ودعم وتطوير أ�ن�شطة‬ ‫البحث والتطوير والتعليم‪،‬من خالل تعزيز‬ ‫م��وارد اجلامعة الذاتية أ���س��وة باجلامعات‬ ‫العاملية املرموقة لتحفيز ا إلبداع والتميز على‬ ‫كافة أال�صعدة‪،‬وا�ستقطاب وحتفيز الباحثني‬ ‫واملبدعني واملوهوبني واملتميزين ورعايتهم‪،‬‬ ‫وزي � ��ادة اال� �س �ت �ف��ادة م��ن م� ��وارد اجل��ام�ع��ة‬ ‫الب�شرية والبنية التحتية والتجهيزات‪،‬ودعم‬ ‫امل�ست�شفيات اجلامعية يف ع�لاج أالم��را���ض‬ ‫املزمنة‪،‬هذا با إل�ضافة �إىل تعزيز امل��وارد‬ ‫املالية الذاتية للجامعة من خالل ا آلتي‪:‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫والتطوير العلمي‪� ،‬إ�ضافة �إىل دع��م البعد‬ ‫التكافلي من م�ساعدة املر�ضى بامل�ست�شفيات‬ ‫اجل��ام �ع �ي��ة و أ�ع� �م ��ال ال�ب�ر أالخ � ��رى داخ��ل‬ ‫اجلامعة‪.‬‬

‫‪ -1‬يعد الوقف م�صد ًرا مه ًما لتمويل التعليم‬ ‫يف ال��دول املتقدمة‪،‬حيث ت�شكل عوائد‬ ‫ا�ستثمار أالوقاف جز ًءا كب ًريا من م�صادر‬ ‫متويل النفقات الت�شغيلية أ�و اجلارية‬ ‫مل ؤ��س�سات التعليم لذا ف�إن أ�موال أالوقاف‬ ‫تعزز الو�ضع امل��ايل للجامعة ومتنحها‬ ‫ا�ستقاللية �إدارية ومالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعد ا�ستقرار امل��وارد املالية من مقومات‬ ‫ا إلب� ��داع والتميز يف البحث والتطوير‬ ‫ويعترب ال��وق��ف م���ص��د ًرا مهما لتمويل‬ ‫البحوث والدرا�سات يف املجاالت التقنية‬ ‫والطبية املتطورة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينظر �إىل أالوق��اف كحماية مالية �ضد‬ ‫التقلبات يف االقت�صاد الوطني ألن أ�رباح‬ ‫تلك أالوق ��اف ت�صرف ب�صورة مبدئية‬ ‫على أالولويات التى تعترب حرجة بح�سب‬ ‫مهمة اجلامعة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ي�سهم الوقف يف امليزانية الت�شغيلية ودعم‬ ‫أالن�شطة البحثية والتعليمية للجامعة‬

‫على املدى الطويل وذلك ل�صالح أالجيال‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ -5‬ي �ح �ق��ق ت ��� �س �ي ����س الوق� � � ��اف و�إدارة‬ ‫أ��صولها‪،‬على أ��س�س اقت�صادية‪ ،‬أ�ق�صى‬ ‫م�ن�ف�ع��ة مم�ك�ن��ة م��ن ال��وق��ف بالن�سبة‬ ‫للواقف واملوقوف عليه‪ ،‬وي ؤ�دي �إىل دوام‬ ‫الوقف وا�ستمراره‪ ،‬ومن ثم دوام حتقيق‬ ‫الهدف منه بالن�سبة للواقف واملوقوف‬ ‫ع�ل�ي��ه(اجل��ام�ع��ة) وامل�ت�م�ث��ل يف حتقيق‬ ‫مفهوم ال�صدقة اجلارية بالن�سبة للواقف‬ ‫ودوام االنتفاع بالوقف بالن�سبة للموقوف‬ ‫عليه(اجلامعة)‪.‬‬ ‫كما ي�ساهم الوقف ب�شكل عام يف دعم‬ ‫وتطوير العملية التعليمية و أ�ن�شطة البحث‬ ‫والتطوير وذلك من خالل‪:‬‬ ‫ا�ستقطاب كوادر تعليمية وبحثية على قدر‬ ‫كبري من الكفاءة والتميز‪،‬وبهذا ت�ستطيع‬ ‫اجلامعة تزويد املجتمع مبخرجات تعليمية‬ ‫أ�ف�ضل‪.‬‬

‫‬

‫في سطور‬

‫دع��م وتو�سيع البنية التحتية دون �إثقال‬ ‫كاهل ميزانية اجلامعة‪.‬‬ ‫ت��وف�ير ال��دع��م امل� ��ادي ل�ت�ط��وي��ر أ�ع���ض��اء‬ ‫هيئة التدري�س‪،‬من خالل عمل ال��دورات‬ ‫املتخ�ص�صة فيما ي�ستجد م��ن تقنيات‬ ‫التعليم احلديثة‪.‬‬ ‫ا� �س �ت �ق �ط��اب ط�ل��اب امل� �ن ��ح امل��وه��وب�ي�ن‬ ‫واملتميزين‪.‬‬ ‫ت� أ�م�ين أ�ع���ض��اء هيئة تدري�س ج��دد ل�سد‬ ‫احتياجات املقررات التى يتجاوز الت�سجيل‬ ‫فيها الن�سب امل �ق��ررة‪ ،‬وب��ال�ت��ايل حت�سني‬ ‫العملية التعليمية ب�شكل كبري‪.‬‬

‫الشراكة مع المجتمع المحلي‬

‫ت�غ��ذي أالوق� ��اف ال�ع�لاق��ة ب�ين اجلامعة‬ ‫وم ؤ��س�سات املجتمع املختلفة كما تدعم ال�شراكة‬ ‫م��ع امل ؤ��س�سات االجتماعية واال�ستثمارية‬ ‫الرائدة على م�ستوى أالفراد وامل ؤ��س�سات‪،‬حيث‬ ‫يوفر الربنامج الدعم الالزم لتقوية الروابط‬ ‫ب�ي�ن اجل��ام �ع��ة وخ��ري�ج�ي�ه��ا وب�ي�ن اجل��ام�ع��ة‬ ‫وبقية أ�ط��راف املجتمع ذات العالقة‪،‬ويعمل‬ ‫على تطوير ج��ان��ب ال�شراكة ب�ين اجلامعة‬ ‫وامل�ستثمرين من أ�ع�ي��ان املجتمع ال�سعودي‬ ‫والقطاع ال�صناعي وامل ؤ��س�سات املختلفة‪�،‬إىل‬ ‫جانب دعم البعد االجتماعي ملجتمع اجلامعة‬ ‫م��ن خ�لال تو�سيع وا��س�ت�ح��داث «م�صارف»‬ ‫جديدة ومهمة يف التكافل وم�ساعدة املعوزين‬ ‫وف ًقا ملرئيات اجلامعة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫م �� �س��اع��دة امل��ر���ض��ى يف امل���س�ت���ش�ف�ي��ات‬ ‫اجلامعية‪.‬‬ ‫ا� �س �ت �ق �ط��اب ط�ل��اب امل� �ن ��ح امل��وه��وب�ي�ن‬ ‫واملتميزين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫م�ساعدة أالي �ت��ام والرام���ل م��ن من�سوبي‬ ‫اجلامعة‪.‬‬ ‫فاجلامعة تطمح �إىل تطوير ع��دد من‬ ‫امل�شاريع اال�ستثمارية املتميزة وذات املردود‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‬

‫االق�ت���ص��ادي ال�ك�ب�ير‪ .‬ول��دع��م ذل��ك ب��ادرت‬ ‫اجلامعة باتخاذ ا إلجراءات الفعلية لت أ��سي�س‬ ‫�شركة تعنى باجلوانب اال�ستثمارية للجامعة‬ ‫( �شركة اجلامعة اال�ستثمارية) وتهدف �إىل‬ ‫ا�ستثمار أ�م��وال اجلامعة والوقف �إىل جانب‬ ‫امل�ساهمة يف عملية التنمية االقت�صادية‪.‬‬ ‫تحفيز المتبرعين لبرنامج األوقاف‬

‫رغ��م أ�ن ال �ه��دف أال��س�م��ى للمتربع هو‬ ‫احل���ص��ول ع�ل��ى أالج ��ر وال �ث��واب م��ن العلي‬ ‫ال �ق��دي��ر‪�،‬إال أ�ن اجل��ام �ع��ة‪ ،‬واع�ت�را ًف��ا منها‬ ‫ب��اجل�م�ي��ل‪ ،‬حت��ر���ص ع�ل��ى أ�ن ت �ك��رم ه� � ؤ�الء‬ ‫أالوفياء ولو ب�شكل رمزي‪.‬وهناك حمفزات‬ ‫عديدة حلث أالفراد وامل ؤ��س�سات ممن يتوقع‬ ‫م�شاركتهم للم�ساهمة يف هذا امل�شروع ميكن‬ ‫ت�صنيفها على النحو التايل‪:‬‬ ‫حم��ف��زات دينية‪ :‬تعتمد اجلامعة يف هذا‬ ‫امل �ج��ال على ح��ث امل�ت�برع�ين للم�ساهمة‬ ‫بالوقف عرب الرتكيز على ف�ضل الوقف‬ ‫امل�ستمر الذي يعود على امل�ساهم أ‬ ‫بالجر‬ ‫ومل��ا يف ه��ذه امل�شاركة م��ن �إح �ي��اء ل�سنة‬ ‫عظيمة غفل عنها كثري من النا�س باعتبار‬ ‫«الوقف ا�ستثمارا دائما مع اهلل» و أ�م��وال‬ ‫أالوق ��اف ودائ��ع طويلة أالج��ل يف خزائن‬ ‫الرحمن‪،‬وغريها من املحفزات الدينية‬ ‫التى حتث املواطنني القادرين على التربع‬ ‫ابتغاء مر�ضاة اهلل وهو الهدف أال�سمى‬ ‫من أالوقاف‪.‬‬ ‫حمفزات تكرميية احتفالية‪ :‬تنوي اجلامعة‬ ‫حث املتربعني على امل�ساهمة بالوقف من‬ ‫خ�لال التكرمي واالح�ت�ف��اء بالراغبني يف‬ ‫منا�سبات تقيمها اجلامعة‪،‬وتعلن اجلامعة‬ ‫م��ن خ�لال و�سائل االع�ل�ام املختلفة عن‬ ‫حجم امل�ساهمات للم�شاركني والفوائد‬ ‫الناجتة عن هذه امل�ساهمات بجانب �إ�سناد‬ ‫دروع تقديرية وجوائز يف احتفاالت خا�صة‬

‫تنظمها اجلامعة بح�ضور رج��ال املجتمع‬ ‫وكبار امل�س ؤ�ولني‪.‬‬ ‫حم���ف���زات ت���ذك���اري���ة‪ :‬حفظ ذك��ر أ��سماء‬ ‫الداعمني واملتربعني عرب �آليات حمددة‬ ‫مثل‪ :‬ت�سمية بع�ض القاعات واملختربات‬ ‫والكرا�سي على ا�سم بع�ض كبار الداعمني‬ ‫واملتربعني أ�و ت�سمية دفعات اخلريجني‬ ‫ب أ��سماء الداعمني كما ميكن أ� ً‬ ‫ي�ضا درا�سة‬ ‫ت�سمية بع�ض ��ش��وارع اجلامعة ومبانيها‬ ‫ب أ��سماء كبار املتربعني للربنامج‪.‬‬ ‫حمفزات تفاعلية ‪ :‬اعتبار جميع املتربعني‬ ‫«�شركاء ا�سرتاتيجيني» للجامعة يف كل‬ ‫�إجنازاتها وجناحاتها‪.‬‬ ‫حمفزات علمية الطابع‪ :‬تعتمد اجلامعة‬ ‫يف ذلك على حث املتربعني عرب ا�ستحداث‬ ‫وظائف تعليمية أ�و ( أ�ق�سام علمية)تطلق‬ ‫عليها أ��سماء كبار الداعمني واملتربعني‬ ‫مثل �إن�شاء وحدات متخ�ص�صة متول عرب‬ ‫م�ساهمات امل�ساهمني أ�و عرب ا�ستحداث‬ ‫وظ��ائ��ف علمية ت�ساهم يف دف��ع اجلهد‬ ‫العلمي يف اجلامعة (مثل �إن�شاء كرا�سي‬ ‫علمية أ�و ب��رام��ج تتخ�ص�ص يف جم��االت‬ ‫معينة متول من خالل الوقف‪.‬‬ ‫حم��ف��زات �إع�لام��ي��ة ‪ :‬تعتمد اجلامعة يف‬ ‫ذلك على امل�شاركة بالوقف عرب �إ�صدارات‬ ‫ن�شرات دوري��ة أ�و اال�ستفادة من ن�شرات‬ ‫اجلامعة للتعريف مب�ساهمات امل�شاركني‪.‬‬ ‫طموحات الجامعة في تطوير‬ ‫برنامج االوقاف‬

‫امل�ساهمة يف تنفيذ م�شاريع متميزة ورائدة‬ ‫وذات �سمعة عالية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫زي��ادة حجم م��وارد الوق ��اف التي تدعم‬ ‫امل�شاريع املتميزة‪.‬‬ ‫بناء �شراكات ا�سرتاتيجية مع مطورين‬ ‫متخ�ص�صني‪.‬‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫رئي�س اللجنة العليا أللوقاف �صاحب ال�سمو امللكي أالمري �سلمان بن عبدالعزيز أ�مري منطقة الريا�ض‪.‬‬ ‫أ�ع�ضاء اللجنة‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ؤ‬ ‫�صاحب ال�سمو امللكي المري خالد بن �سلطان بن عبدالعزيز‪،‬م�ساعد وزير الدفاع والطريان لل�ش�ون الع�سكرية‪.‬‬ ‫الدكتور خالد بن عبدالعزيز الفالح‪ ،‬ع�ضو املجل�س اال�ست�شاري جلامعة امللك �سعود(رئي�س �شركة أ�رامكو)‪.‬‬ ‫أال�ستاذ �سعود بن �صالح ال�صالح‪ ،‬مدير عام البنك ال�سعودي لال�ستثمار‪.‬‬ ‫أال�ستاذ �صالح بن عبداهلل كامل‪،‬الرئي�س التنفيذي ملجموعة دلة الربكة‪.‬‬ ‫ال�شيخ الدكتور عبدالرحمن بن �صالح أالطرم‪،‬ع�ضو جمل�س ال�شورى‪.‬‬ ‫الدكتور عبدالرحمن بن ح�سن احل�سيني‪ ،‬رجل أ�عمال‪.‬‬ ‫الدكتور عبدالرحمن بن عبداهلل الزامل‪ ،‬رئي�س جمل�س �إدارة جمموعة الزامل‪.‬‬ ‫أال�ستاذ عبدالرحمن بن علي اجلري�سي‪،‬رجل أ�عمال‪.‬‬ ‫املهند�س عبدالعزيز بن �صالح ال�صغري‪ ،‬رئي�س جمل�س �إدارة �شركة احتاد االت�صاالت (موبيلي)‪.‬‬ ‫املهند�س عبداهلل بن أ�حمد بق�شان‪ ،‬رجل أ�عمال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أال�ستاذ عبداهلل بن �سامل باحمدان‪ ،‬رئي�س جمل�س �إدارة البنك الهلي التجاري‬ ‫الدكتور عبداهلل بن عبدالرحمن العثمان‪ ،‬مدير جامعة امللك �سعود‪.‬‬ ‫أال�ستاذ عبداهلل بن �سليمان الراجحي‪ ،‬املدير التنفيذي ل�شركة الراجحي امل�صرفية‪.‬‬ ‫ال�شيخ الدكتور عبداهلل بن حممد املطلق‪ ،‬ع�ضو هيئة كبار العلماء‪.‬‬ ‫أال�ستاذ عي�س بن حممد العي�سى املدير التنفيذي ملجموعة �سامبا‪.‬‬ ‫ال�شيخ حممد بن ح�سني العمودي‪ ،‬رجل أ�عمال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أال�ستاذ حممد بن عبداهلل أ�بو نيان الرئي�س التنفيذي ل�شركة �كوابور‪.‬‬ ‫الدكتور حممد بن �سليمان اجلا�سر‪ ،‬نائب حمافظ م ؤ��س�سة النقد العربي ال�سعودي رئي�س جمل�س �إدارة �شركة االت�صاالت‪.‬‬ ‫أال�ستاذ مطلق بن عبداهلل املطلق‪ ،‬رئي�س جمل�س �إدارة م ؤ��س�سة اجلزيرة لل�صحافة والطباعة والن�شر‪.‬‬ ‫الدكتور عبدالرحمن بن حمد احلركان‪ ،‬أ�مني عام أ�وقاف اجلامعة (املدير التنفيذي لقطاع أالعمال باجلامعة)‪.‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫اللجنة العليا ألوقاف اجلامعة‬

‫‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عبدالرحمن العثمان‪:‬‬

‫لقاء‬

‫األبحاث املرتبطة بخدمة اإلنسانية‬ ‫هي أحد األهداف الرئيسية للوقف‬ ‫أكد معالي األستاذ الدكتور عبداهلل بن عبدالرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود‪،‬‬ ‫عضو اللجنة العليا ألوقاف الجامعة أن جامعة الملك سعود تخطط لكي تكون جامعة رائدة‬ ‫ومتميزة‪ ،‬ولكي تحقق ماتصبو إليه يجب أن تسلك الطريق المؤدي إلى الريادة والتميز ويبدأ من‬ ‫استقرار الموارد المالية وإلى تفاصيل الحوار‪:‬‬

‫يف لقاء خا�ص مع (جملة أ�وق��اف جامعة‬ ‫امللك �سعود) أ�و�ضح الدكتور العثمان أ�ن جامعة‬ ‫امللك �سعود تخطط ألن تكون خ�لال ال�ـ ‪ 20‬أ�و‬ ‫‪� 25‬سنة القادمة واحدة من اجلامعات الرائدة‬ ‫عامل ًَيا و أ��ضاف أ�ن من أ�هم خ�صائ�ص اجلامعات‬ ‫العاملية ال��رائ��دة‪ :‬ا�ستقرار امل��وارد املالية‪ ،‬و أ�ن‬ ‫الو�سيلة �شبه ال��وح �ي��دة ال�ستقرار‬ ‫امل��وارد املالية حتتم وجود وقف‬ ‫ك�ب�ير ج� �دًا‪ ،‬بحيث ي�ساعد‬ ‫ع �ل��ى ت �غ �ط �ي��ة ‪%30‬‬ ‫ع �ل��ى أالق � ��ل من‬ ‫م �� �ص��روف��ات‬ ‫اجل ��ام� �ع ��ة‬ ‫ال�سنوية‪.‬‬ ‫ون � �ظ � � ًرا‬ ‫لكو ن‬

‫ا�ستقرار املوارد املالية متطلب ي�سبق اخل�صائ�ص‬ ‫أالخرى التي منها قدرة اجلامعة على ا�ستقطاب‬ ‫أال� �س �ت��اذ امل�ت�م�ي��ز وال �ب��اح��ث امل�ت�م�ي��ز وط��ال��ب‬ ‫الدرا�سات العليا املتميز وكل ه ؤ�الء يحتاجون �إىل‬ ‫خم�ص�صات مالية يجب أ�ن يكون لدى اجلامعة‬ ‫قدرة على توفريها‪ .‬و�إىل تفا�صيل احلوار‪:‬‬ ‫فلسفة برنامج األوقاف‬

‫ن��ري��د ن��ب��ذة عن‬ ‫ف��ل�����س��ف��ة ب���رن���ام���ج‬ ‫أ�وق�����اف جامعة‬ ‫امل��������������ل��������������ك‬ ‫�سعود؟‬ ‫مي �ث��ل‬ ‫ب ��رن ��ام ��ج‬ ‫أالوق��اف‬

‫�إحدى الو�سائل الرئي�سية لل�شراكة املجتمعية‬ ‫م��ع املجتمع و�إذا عرفنا أ�ن م��ن خ�صائ�ص‬ ‫اجل��ام�ع��ة املتميزة وج ��ود ��ش��راك��ة حقيقية‬ ‫جمتمعية وال ت �ك��ون منغلقة ع�ل��ى نف�سها‪.‬‬ ‫وال�شراكة املجتمعية لها ثمار من بينها متكني‬ ‫ا آلخرين من امل�ساهمة يف دعم اجلامعة التي‬ ‫تتطلع �إىل أ��صدقاءها �سواء خريجي اجلامعة‬ ‫ال�سابقني أ�و رج��ال أالع �م��ال م��ن الن�ساء أ�و‬ ‫الرجال فمن ال�ضروري تطوير �آلية م ؤ��س�سية‬ ‫متكنهم من التربع للجامعة‪ ..‬ال بد أ�ن يكون‬ ‫هناك وعاء م ؤ��س�سي أ�و و�سيلة م ؤ��س�سية جيدة‬ ‫يطمئن عليها اجلميع من حيث احل�صول على‬ ‫و�صرف هذه التربعات‪ ..‬فبالتايل الو�سيلة‬ ‫الرئي�سية هي أالوقاف لتفعيل اال�ستفادة من‬ ‫أ��صدقاء اجلامعة‪ .‬ومن املعروف أ�ن جامعة‬ ‫امللك �سعود لديها أ�كرث من ‪ 170‬أ�لف خريج‬ ‫وخريجة يف قطاع أالعمال ويف القطاع اخلا�ص‬ ‫ويف منا�صب حكومية عالية وم��ن أال� �س��رة‬ ‫املالكة‪.‬‬ ‫البرنامج ورؤية جامعة‬

‫م��ا ع�لاق��ة ب��رن��ام��ج أالوق����اف ب��ر ؤ�ي��ة‬ ‫جامعة امللك �سعود؟‬ ‫قد يت�صور البع�ض أ�ن برنامج أالوق��اف‬ ‫«حلم جنوين» لكن أ�نا عندي ثقة كبرية‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‬

‫دعم العملية التعليمية‬

‫ما هو الدور املتوقع لربنامج أالوقاف‬ ‫يف دعم العملية التعليمية يف اجلامعة؟‬ ‫ج��زء م��ن ر ؤ�ي ��ة جامعة امل�ل��ك �سعود أ�ن‬ ‫تكون جامعة بحثية متميزة وبالتايل ال�صرف‬

‫الرئي�سي لهذا الوقف �سريكز بدرجة رئي�سية‬ ‫على أالب �ح��اث املرتبطة بخدمة ا إلن�سانية‬ ‫مبعنى اجلامعة تنوي تخ�صي�ص قرابة ‪%60‬‬ ‫من ريع أالوق��اف ليذهب يف خدمة أالبحاث‬ ‫للن�سانية‪.‬‬ ‫العلمية التي فيها خدمة إ‬ ‫ع�لاوة على ذل��ك ف ��إن قرابة ‪ %25‬من‬ ‫ريع أالوقاف �سيخ�ص�ص كدعم للم�ست�شفيات‬ ‫اجل��ام�ع�ي��ة‪ ،‬خ��ا��ص��ة يف م�ع��اجل��ة أالم��را���ض‬ ‫املزمنة مثل الف�شل الكلوي وال�سكري وغريها‪.‬‬ ‫و�سيخ�ص�ص ما ن�سبته ‪ %15‬تقري ًبا ألعمال‬ ‫الب��ر داخ ��ل اجل��ام�ع��ة � �س��واء ملن�سوبيها من‬ ‫أ�ع�ضاء هيئة تدري�س وطالب وموظفني‪ ،‬مبا‬ ‫ي�ساهم يف تعزيز ال��والء واالنتماء للجامعة‬ ‫وير�سخ العالقة مع اجلميع‪ ،‬بحيث ال تكون‬ ‫عالقة اجلامعة أ‬ ‫بال�ستاذ مث ًال لت أ�دية اخلدمة‬ ‫و�إمنا �ستكون عالقة مرتبطة ورا�سخة �سواء يف‬ ‫حياته أ�و بعد مماته بعد عمر طويل خا�صة مع‬ ‫أ��سرته و أ�والده‪.‬‬ ‫الوضع المالي للجامعة‬

‫م��ا ال��ت أ���ث�ير امل��ت��وق��ع ل��ل�برن��ام��ج على‬ ‫الو�ضع املايل للجامعة؟‬ ‫م��ن حيث امل �ب��د أ� يعترب ال��و��ض��ع امل��ايل‬ ‫للجامعة متميز للغاية‪ ،‬ولكن �ضرورات الوقت‬ ‫تتطلب نظرة خمتلفة‪ .‬كما تعرف أ�ن الدخل‬ ‫القومي للمملكة يعتمد بدرجة رئي�سية على‬ ‫مورد واحد قابل للن�ضوب ويف نف�س الوقت‬ ‫قابل لالهتزازات يف �سعره وبالتايل البد‬ ‫من تنويع م�صادر الدخل وه��ذا ما ت�سعى‬ ‫له حكومة خادم احلرمني ال�شريفني حفظه‬ ‫اهلل بالرتكيز على تنويع م�صادر الدخل‬ ‫كا�سرتاتيجية على م�ستوى االقت�صاد الوطني‬ ‫وامل ؤ��س�سات الوطنية‪ .‬واجلامعة كم ؤ��س�سة‬ ‫�ضمن هذه املنظومة الكبرية مطالبة بتنويع‬ ‫م�صادر دخلها كذلك‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومم��ا ال�شك فيه �ن اجلامعة الرائدة‬ ‫ال تعتمد على م�صدر واح��د مثل امليزانية‬ ‫ال�سنوية‪ ،‬ولكن يجب أ�ن يكون مع امليزانية‬ ‫ال�سنوية �إيرادات أ�خرى مثل الوقف والعقود‬ ‫اال�ست�شارية واخلدمات اال�ست�شارية وكافة‬

‫اخلدمات أالخرى التي تقدمها للمجتمع‪.‬‬ ‫اليوم جامعة امللك �سعود تعترب مرجعية‬ ‫بحكم العمر واخلربة فهي أ�عرق اجلامعات‬ ‫يف منظومة التعليم اجلامعي يف اململكة‬ ‫وهلل احلمد‪ ،‬لذلك عندما ب��ادرت اجلامعة‬ ‫بت أ��سي�س ه��ذا الربنامج والوقف التعليمي‬ ‫و�صندوق البحث العلمي وغريها ف�إمنا هي‬ ‫تعمل لتحقيق ه��دف ا�سرتاتيجي و�ستعمل‬ ‫كذلك لتكوين مرجعية ثقافية وتنظيمية يف‬ ‫فل�سفة برامج أالوقاف اجلامعية تفاع ًال مع‬ ‫املجتمع الكبري‪.‬‬ ‫النواحي االجتماعية والثقافية‬

‫هل للربنامج ت أ�ثري على اجلوانب‬ ‫أالخ���رى للتعليم اجلامعي مثل النواحي‬ ‫االجتماعية والثقافية؟‬ ‫برنامج أالوق ��اف �سيعزز دور جامعة‬ ‫امللك �سعود يف بناء جمتمع املعرفة وبناء‬ ‫وتطوير وظيفتها التعليمية وال�ي��وم م ؤ��شر‬ ‫جن ��اح اجل��ام �ع��ة يف وظ�ي�ف�ت�ه��ا التعليمية‬ ‫ينح�صر يف خيارين أ�حدهما رئي�سي وا آلخر‬ ‫فرعي‪.‬‬ ‫اخل �ي��ار الرئي�سي ه��و متكني خريجي‬ ‫اجلامعة عن طريق تعزيز املح�صول املعريف‬ ‫واملهاري حيث يكون اخلريج قاد ًرا على خلق‬ ‫فر�صة عمل لنف�سه ولغريه وهذا هو اخليار‬ ‫الرئي�سي ألي جامعة تريد ال��ري��ادة أ�و أ�ي‬ ‫جامعة تكون منتجة‪.‬‬ ‫واخليار الفرعي هو أ�ن يتم ا�ستقطاب‬ ‫اخل��ري��ج يف أ�ف�ضل م ؤ��س�سات التوظيف‪..‬‬ ‫وبالتايل نطمح لت أ�هيل خريجي اجلامعة‬ ‫أ�ف�ضل ت أ�هيل عن طريق الدعم الذي �سي أ�تي‬ ‫م��ن أ�وق ��اف اجلامعة ف �ه � ؤ�الء أالف���راد هم‬ ‫الذين ي�ساهمون يف بناء املجتمع املعريف‬ ‫واملجتمع املعريف يخلق االقت�صاد املعريف‪.‬‬ ‫�إن اجلامعة �إذا أ�رادت فع ًال أ�ن حتقق‬ ‫التميز والريادة فيجب أ�ال تنغلق على نف�سها‬ ‫وتنعزل‪ ،‬ولكن البد أ�ن تكون جامعة بال أ��سوار‬ ‫وتعي�ش يف قلب احلدث ويف قلب املجتمع‪.‬‬ ‫وهلل احلمد اجلامعة أ�طلقت جمموعة‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫التجارب العالمية‬

‫ما مدى ا�ستفادة جامعة امللك �سعود‬ ‫من التجارب العاملية يف جمال الوقف؟‬ ‫اجلامعة ا�ستفادت من التجارب العاملية‬ ‫وبدرجة رئي�سية من جتربة (جامعة هارفرد)‬ ‫و(جامعة ييل)‪ .‬طب ًعا تعرف أ�ن الوقف هو‬ ‫جزء و أ��صل من ديننا ا إل�سالمي احلنيف وقد‬ ‫جاء عن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم أ�نه قال‪:‬‬ ‫�إذا مات ابن �آدم انقطع عمله �إال من ثالث ومن‬ ‫�ضمنها �صدقة جارية وهذا جعلنا نتمكن من‬ ‫مزج التجارب العاملية املرموقة يف أالوقاف مع‬ ‫أال�صل الديني والثقايف الذي ُيحفز أالوقاف‬ ‫و أ�عمال اخلري يف جمتمعنا الطيب‪.‬‬

‫قرابة ‪ %25‬من ري��ع األوق��اف سيخصص‬ ‫كدعم للمستشفيات الجامعية‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جدًا ب أ�نه �سوف يتحقق �سواء يف الفرتة احلالية‬ ‫أ�و أ‬ ‫للجيال القادمة‪.‬‬ ‫خ�لال ه��ذه ال�سنة أ�نفقت ال��دول��ة على‬ ‫امل�شاريع اال�سرتاتيجية ا إلن�شائية للجامعة‬ ‫أ�كرث من ‪ 17‬مليار ريال حيث وقعت م�شاريع‬ ‫بقرابة ‪ 13.3‬مليار ري��ال‪ ،‬ويف املحافظات‬ ‫وقعت حتى ا آلن م�شاريع بقيمة ‪ 3.7‬مليار‬ ‫ريال يف �سبع حمافظات ولديها ا آلن م�شاريع‬ ‫يف حمافظات أ�خرى مطروحة للمناف�سة‪ .‬كل‬ ‫هذه امل�صروفات لي�ست حلم جنوين ولكنها‬ ‫حقيقة ونطمح ألن تكون أالوقاف وم�شاريعها‬ ‫حقيقة‪.‬‬ ‫الر ؤ�ية اجلديدة يف أ�ول كلماتها تقول �إننا‬ ‫نريد أ�ن ن�صل �إىل (ريادة عاملية) و�إحدى أ�هم‬ ‫خ�صائ�ص هذه الريادة ا�ستقرار املوارد املالية‬ ‫فبالتايل ت أ�مني ال�ضلع أالول من مثلث الر ؤ�ية‬ ‫اجلديدة‪ .‬ال�ضلع الثاين هو حتقيق (�شراكة‬ ‫جمتمعية) مبعنى أ�ن أ�عطي و�سيلة م ؤ��س�سية‬ ‫مل ؤ��س�سات املجتمع ول أ�ل�ف��راد لكي ي�ساهموا‬ ‫يف متكني ه��ذه اجلامعة من حتقيق الريادة‬ ‫و(بناء جمتمع املعرفة)‪.‬‬ ‫ؤ‬ ‫جامعة امللك �سعود ت�دي دو ًرا ا�سرتاتيج ًيا‬ ‫يف االقت�صاد الوطني وه��ذا أالم��ر يف�ضل أ�ن‬ ‫ي�سبقه خ�ط��وات لبناء جمتمع املعرفة ألن‬ ‫هذا املجتمع ميثل أالداة الرئي�سية للدخول‬ ‫يف اقت�صاد املعرفة الذي هو امليدان اجلديد‬ ‫للتناف�سية‪ .‬مبا أ�ن املجتمع يتكون من جمموعة‬ ‫من أالف��راد وه� ؤ�الء أالف��راد ي�شكلون املجتمع‬ ‫املعريف فالبد أ�ن يكونوا معززين بتح�صيل‬ ‫معريف وحت�صيل مهاري وهذا ما ت�سلكه جامعة‬ ‫امللك �سعود اليوم‪.‬‬

‫برنامج األوقاف هو إحدى الوسائل الرئيسية‬ ‫للشراكة المجتمعية مع المجتمع‬

‫‬

‫لقاء‬

‫من الربامج التي تعزز ال�شراكة املجتمعية‬ ‫و أ�حد الربامج الرئي�سية هو برنامج أالوقاف‬ ‫ومن ذلك برنامج كرا�سي البحث الوقفية‬ ‫وه��و برنامج جمتمعي يعترب ذراع رئي�سي‬ ‫للوقف‪ .‬وقد �ساعد برنامج أ�وقاف اجلامعة‬ ‫وب��رن��ام��ج ك��را��س��ي البحث على التوا�صل‬ ‫ب�ين اجلامعة واملجتمع و أ��سعدنا حقيقية‬ ‫مبادرات املجتمع لدعم اجلامعة ب��دء ًا من‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني امللك عبداهلل بن‬ ‫عبدالعزيز حفظه اهلل وويل عهده أالم�ين‬ ‫و أ���ص�ح��اب ال�سمو امللكي أالم� ��راء ورج��ال‬ ‫أالعمال وامل ؤ��س�سات الوطنية‪ .‬اليوم املرحلة‬ ‫أالوىل تعتمد على متويل ‪ %100‬من أالفراد‬ ‫وم ؤ��س�سات القطاع اخلا�ص و أ�فراد �سواء من‬ ‫م�س ؤ�ولني وغريهم ويف ذلك خري كثري‪.‬‬ ‫البرنامج وتحسن مستوى الجامعة‬

‫�إىل أ�ي ح����د ���س��ت��ك��ون م�����س��اه��م��ة‬ ‫الربنامج يف حت�سن م�ستوى اجلامعة يف‬ ‫ت�صنيفات اجلامعات العاملية؟‬ ‫خالل الفرتة القادمة �سيتم و�ضع حجر‬ ‫أال�سا�س للمرحلة أالوىل لباكورة م�شاريع‬ ‫أالوق���اف « أ�ب���راج اجل��ام�ع��ة» وكلما تعززت‬ ‫املوارد املالية ألي م ؤ��س�سة تعليمية يف ال�شرق‬ ‫أ�و الغرب ومن �ضمنها جامعة امللك �سعود ف�إن‬ ‫ذلك �سريتقي بجودة خمرجاتها التعليمية‬ ‫والبحثية و�سريتقي بجودة خدماتها للمجتمع‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن االرتقاء بدورها اال�سرتاتيجي يف‬ ‫االقت�صاد الوطني وكل هذا االرتقاء �سي�صب‬ ‫يف جهة حت�سني و�ضع جامعة امللك �سعود يف‬ ‫أ�ي ت�صنيف عاملي �سواء الت�صنيف الذي يقي�س‬ ‫الوظيفة التعليمية أ�و الت�صنيف الذي يقي�س‬ ‫اجلوانب البحثية مثل الت�صنيف ال�صيني أ�و‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪10‬‬

‫الجامعة إذا أرادت أن تحقق التميز‬ ‫والريادة يجب أال تنغلق على نفسها‬ ‫جامعة الملك سعود ال تعيش لنفسها‬ ‫فهي مرجعية بحكم العمر والخبرة‬ ‫تعزيزالمواردالماليةيرتقيبجودةالمخرجات‬ ‫التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع‬ ‫غريه من الت�صنيفات العلمية الرائدة‪ .‬و أ�نا‬ ‫أ�قول يف هذا ال�صدد �إن الت�صنيفات لي�ست‬ ‫هد ًفا بحد ذاتها ولكنها و�سيلة من و�سائل‬ ‫تطوير امل ؤ��س�سة‪ .‬فلو أ�خذنا على �سبيل املثال‬ ‫الت�صنيف ال�صيني جند أ�نه أ��س�س و أ�ن�شئ‬ ‫من أ�ج��ل ه��دف واح��د وه��و جت�سري الفجوة‬ ‫ب�ين اجل��ام �ع��ات امل�ت�ق��دم��ة يف ال �غ��رب وب�ين‬ ‫اجلامعات ال�صينية‪ ،‬فك أ�نها و�ضعت طري ًقا‬ ‫وا�ضح املعامل لالرتقاء باجلامعات ال�صينية‬ ‫خا�صا‬ ‫دون غريها وب��دل أ�ن يكون ت�صني ًفا ً‬ ‫بامل ؤ��س�سات ال�صينية أ��صبح عامل ًيا بعد ذلك‪.‬‬ ‫وهلل احل�م��د اجل��ام�ع��ة ت�ط��ورت اليوم‬ ‫ريا فيما يتعلق مبواردها املالية �سوا ًء من‬ ‫كث ً‬ ‫جدا من الدولة‬ ‫خالل زيادة الدعم الكبري ً‬ ‫جدا‬ ‫أ�و من ال�شراكة املجتمعية‪ ..‬أ�نا مت أ�كد ً‬ ‫يف القريب العاجل �سيكون لهذه اجلامعة‬ ‫موقع متقدم‪ ..‬وبرنامج أالوق��اف �سيمكن‬

‫جامعة امل�ل��ك �سعود م��ن حتقيق ر ؤ�يتها‬ ‫اجلديدة‪.‬‬ ‫�اجم��ا‬ ‫ع�ن��دم��ا ع��ر��ض��ت اجل��ام �ع��ة ب��رن� ً‬ ‫وا�ضح املعامل والر ؤ�ية أ‬ ‫واله��داف ومعروف‬ ‫مقا�صده وهو برنامج أالوق��اف تفاعل معه‬ ‫ريا ويف ذلك دليل جناح اجلامعة‬ ‫املجتمع كث ً‬ ‫�إىل حدٍ ما يف حتقيق ما ت�صبو �إليه ولعل‬ ‫ح�صولها على متويل �ضخم إلن�شاء املرحلة‬ ‫أالوىل من أالوق��اف مكنها من ال�سري على‬ ‫طريق ال�شراكة املجتمعية وبالتايل جت�سدت‬ ‫وحت�ق�ق��ت ر ؤ�ي �ت �ه��ا ح��ول م��وارده��ا املالية‬ ‫وبرنامج أالوقاف‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ريا أ��شكر زمالئي يف برنامج الوقاف‬ ‫أ�خ ً‬ ‫جدا‬ ‫ألنهم فع ًال قدموا عم ًال نوع ًيا متميزً ا ً‬ ‫�سيخدم اجلامعة ب�صورة خا�صة و�سيخدم‬ ‫امل ؤ��س�سات التعليمية أالخ ��رى على وجه‬ ‫العموم‪.‬‬

‫مدير جامعة امللك �سعود يف حوار مع رئي�س التحرير‬

‫ما الفرق بين الوقف والسبيل معنى وحكما‪ ‬؟‬

‫الوقف واحلب�س وال�صدقة اجلارية معناها يف ال�شرع واحد‪ ،‬وكذلك ال�سبيل �إذا ق�صد به حب�س أال�صل‬ ‫وت�سبيل املنفعة‪ ،‬و�إذا ق�صد به هبة العني فهو �صدقة فقط‪.‬‬ ‫و أ��صل هذه أاللفاظ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قال ال�شافعي و أ�خربين عمر القا�ضي‪ ..‬قول النبي‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم‪ -‬لعمر يف �ش�ن �ر�ضه ‪« ‬حب�س‬ ‫أال�صل و�سبل الثمرة» ويف رواية يف ال�صحيحني‪�..« :‬إن �شئت حب�ست أ��صلها وت�صدقت بها‪.»..‬‬ ‫قال ابن عمر ر�ضي اهلل عنهما‪ :‬فت�صدق بها عمر يف الفقراء والقربى والرقاب ويف �سبيل اهلل تبارك‬ ‫وتعاىل وابن ال�سبيل وال�ضيف ال جناح على من وليها أ�ن ي أ�كل منها باملعروف أ�و يطعم �صديقا غري متمول‬ ‫منه ما ًال‪.‬‬

‫مفاهيم‬

‫أسئلة حول الوقف‬

‫أحكام الوقف‬

‫حكمة م�شروعية الوقف‪:‬‬ ‫الوقف نوع من أ�نواع ال�صدقات التي يق�صد بها التقرب �إىل اهلل تعاىل‪ ،‬فهو من القرب امل�شروعة التي‬ ‫حث ال�شارع الكرمي عليها وندب �إليها وطريق من طرق �إدرار اخلري‪ ،‬و�إجزال املثوبة للمت�صدق‪� ،‬إذا اقرتن‬ ‫عمله بنية �صاحلة ورغبة �صادقة‪.‬‬ ‫م�شروعية الوقف وحكمه‪:‬‬ ‫�شرعا ومندوب �إليه‪ ،‬وا�ستدلوا ب أ�دلة عامة‬ ‫ذهب جمهور الفقهاء �إىل أ�ن الوقف باعتباره �صدقة جائز ً‬ ‫و أ�دلة خا�صة نذكر منها‪:‬‬ ‫أ�دلة عامة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تحُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مما ِ ُّبونَ {‬ ‫عموما ومنها الوقف بقوله تعاىل‪} :‬لن َتنالوا ال َّرب حتى تن ِفقوا َّ‬ ‫ا�ستدلوا على ال�صدقات ً‬ ‫(�سورة �آل عمران ‪ -‬من ا آلية ‪ ،)92‬كما ا�ستدلوا بقول النبي �صلى اهلل عليه و�سلم «�إذا مات ابن �آدم انقطع‬ ‫عمله � إ ّال من ثالثة‪� :‬صدقة جارية‪ ،‬أ�و علم ينتفع به‪ ،‬أ�و ولد �صالح يدعو ل��ه»‪ .‬والوقف نوع من ال�صدقة‬ ‫اجلارية‪.‬‬ ‫أ�دلة خا�صة‪:‬‬ ‫ا�ستدلوا بوقف الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم فقد ثبت أ�نه عليه ال�سالم قد وقف يف �سبيل اهلل أ�ر�ضا له‪،‬‬ ‫فقد روي عن عمرو بن احلارث بن املطلق أ�نه قال‪« :‬ما ترك ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم � إ ّال بغلته البي�ضاء‬ ‫و�سالحه‪ ،‬و أ� ً‬ ‫ر�ضا تركها �صدقة»‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و أ� ً‬ ‫ي�ضا ما رواه ابن عمر ر�ضي اهلل عنهما‪��« :‬صاب عمر بخيرب �ر�ضا ف�تى النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫فقال‪ :‬أ��صبت أ� ً‬ ‫ر�ضا مل أ��صب ما ًال قط أ�نف�س منه فكيف ت أ�مرين به‪ ،‬قال‪� :‬إن �شئت حب�ست أ��صلها وت�صدقت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بها‪ ،‬فت�صدق عمر �نه ال يباع ��صلها وال يوهب وال يورث‪ ،‬يف الفقراء والقربى والرقاب ويف �سبيل اهلل وال�ضيف‬ ‫وابن ال�سبيل ال جناح على من وليها أ�ن ي أ�كل منها باملعروف أ�و يطعم �صديقا غري متمول فيه» ومعنى ( أ�نف�س)‬ ‫أ�ي أ�غلى و أ�جود‪ ،‬ومعنى (وليها) أ�ي يتوىل النظارة‪ ،‬وهذا احلديث أ��صل يف م�شروعية الوقف و أ�حكامه‪.‬‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫من حيث املبد أ� أ�وىل ا إل�سالم للعلم والعلماء أ�همية كبرية الخيال فيها وال مبالغة وقد جاءت ا آلية أالوىل‬ ‫ا�س ِم َر ِّب َك ا َّل ِذي َخ َلقَ { �سورة العلق أ�ما ا آلية أالخرية‬ ‫يف القر�آن الكرمي لتـقول } َب ْ�س ِم ا ِ‬ ‫هلل ال َّر ْح ِ‬ ‫من ال َّر ِح ِيم‪ ،‬ا ْق َر ْأ� ِب ْ‬ ‫يف القر�آن كما جاء عن ابن عبا�س فجاءت عن املوت حيث كانت } َوا َّت ُقو ْا َي ْو ًما ُت ْر َج ُعونَ ِفي ِه ِ� إلىَ اهلل ُث َّم ُت َوفىَّ‬ ‫ُك ُّل َنف ٍْ�س َّما َك َ�س َب ْت َوهُ ْم َال ُي ْظ َل ُمون{�سورة البقرة فنحن اليوم أ�مام متالزمة ال فكاك منها (العلم) يجب أ�ن ي�ستمر‬ ‫واحلياة مت�ضي حتى لو فاج أ�نا (املوت) على أ��سرتـنا الوثرية‪ ،‬ولن يفك رموز هذه املتالزمة �إال الوقف العلمي‬ ‫حيث يـبث �إن�سان (ميت) (احلياة) يف �شرايني (العلم) والعلماء من بعده!!‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫دور الوقف في نشر العلم‬ ‫حتى بعد املمات‬

‫‪11‬‬

‫األوقاف في اإلسالم‬

‫دور الوقف اإلسالمي‬ ‫في تنمية املجتمع احمللي‬ ‫بقلم‪  :‬محمد عبدالقادر الفقي‬

‫تشير القراءة المتأنية لتاريخ الحضارة اإلسالمية‪ ،‬في عصورها المختلفة إلى أن الوقف قام بدور بارز في‬ ‫تطوير المجتمعات اإلسالمية اقتصاد ًيا واجتماع ًيا وثقاف ًيا وعمران ًيا‪ .‬فقد امتدت تأثيراته لتشمل معظم أوجه‬ ‫الحياة بجوانبها المختلفة‪ ،‬بما في ذلك حماية البيئة وتحقيق كل صور األمن البيئي‪ ،‬إضافة إلى رعاية الفئات‬ ‫الضعيفة‪ ،‬وتشجيع العلم والعلماء‪ ،‬وإنشاء المكتبات والمعاهد والمدارس والكتاتيب الخاصة بتحفيظ األطفال‬ ‫كتاب اهلل الكريم‪ ،‬وتشييد المستشفيات ورعاية المرضى‪ ،‬وتمويل الخدمات العامة‪ ،‬مثل إنشاء الطرق والخانات‬ ‫واألسبلة واآلبار‪ ،‬بل إن اهتمامات الواقفين امتدت لتشمل النواحي العسكرية‪ ،‬مثل‪ :‬إنشاء األربطة والحصون‪،‬‬ ‫وتجيش الجيوش وتجهيزها للذود عن الديار اإلسالمية‪ ،‬وهكذا شمل الوقف اإلسالمي كل مناحي الحياة‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك جوانب التنمية والمحافظة على سالمة البيئة‪ ،‬أي أنه لم يقتصر على جانب معين أو اتجاه واحد‪ ،‬بل‬ ‫اتسعت مجاالته قدر اتساع حاجات المجتمع والناس‪ ،‬وهذا الدور المتميز‪ ،‬الذي يشهد به التاريخ للوقف‪ ،‬حفظ‬ ‫للمجتمعات اإلسالمية حيويتها وأسهم في ازدهار الخدمات فيها‪ ،‬حتى في عصور االنحسار واالستعمار‪.‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪12‬‬

‫�صورة خمتارة من م�شروع ( أ�وقاف جامعة امللك �سعود)‬

‫وب��ال��رغ��م ان�ت���ش��ار ن �ظ��ام ال��وق��ف يف‬ ‫املناطق املتاخمة ل�شبه اجلزيرة العربية‪،‬‬ ‫ف�إن عرب اجلاهلية مل يعرفوا هذا النظام‬ ‫ثم مل يتبنوه‪ ،‬ويف ذلك يقول ا إلمام‬ ‫ومن َّ‬ ‫ال�شافعي‪« :‬مل يحب�س أ�هل اجلاهلية دا ًرا وال‬ ‫ر�ضا فيما علمت»‪.‬‬ ‫أ� ً‬

‫اهلل عنه ل��ه ينبع‪ ،‬ث��م ا� �ش�ترى علي �إىل‬ ‫قطيعته التي قطع له عمر أ��شياء فحفر‬ ‫فيها عي ًنا‪ ،‬فبينما هم يعملون‪� ،‬إذ انفجر‬ ‫عليهم مثل عنق اجل��ذور عن امل��اء‪ ،‬ف أ�تى‬ ‫عل ًيا فب�شره بذلك‪ ،‬فقال علي‪ :‬ب�شر الوارث‪،‬‬ ‫ثم ت�صدق بها على الفقراء وامل�ساكني‪ ،‬ويف‬ ‫�سبيل اهلل واب��ن ال�سبيل القريب والبعيد‬ ‫يف ال�سلم واحلرب لي�صرف اهلل النار عن‬ ‫وجهه بها‪.‬‬ ‫وال���ث���اين‪ :‬وق��ف ذري‪ ،‬وه��و م��ا جعل‬ ‫ا�ستحقاق الريع فيه أ� اًول �إىل الواقف مثلاً‬ ‫ثم أ�والده‪� ...‬إل��خ‪ ،‬ثم جلهة بر ال تنقطع‪،‬‬ ‫ح�سب �إرادة الواقف‪.‬‬ ‫دور الوقف في تحقيق األمن الغذائي‬

‫كان للوقف دور كبري يف حتقيق أالمن‬ ‫ال�غ��ذائ��ي ألب �ن��اء ال��دول��ة ا إل��س�لام�ي��ة‪ ،‬ويف‬ ‫مرحلة باكرة من تاريخ الدولة ا إل�سالمية‪،‬‬ ‫تناف�س امل�سلمون يف تخ�صي�ص أالوق��اف‬ ‫إلطعام ذوي احلاجة من البائ�سني و أ�بناء‬ ‫ال�سبيل وامل�غ�ترب�ين يف طلب العلم‪ ،‬وقد‬ ‫تبارى العثمانيون و أ�بناء الدول التي خ�ضعت‬ ‫ل�سلطة اخلالفة العثمانية يف �إن�شاء «التكايا»‬ ‫التي ك��ان لها دور ب��ارز يف توافر الطعام‬ ‫لطوائف كثرية من الفقراء وامل�ساكني وابن‬ ‫ال�سبيل وطلبة العلم‪ ،‬وقد أ�ن�شئت «التكايا»‬ ‫يف خمتلف مدن العامل ا إل�سالمي‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك مكة املكرمة واملدينة املنورة‪ .‬وكانت‬ ‫«التكية» تقدم وجبات جمانية مرتني يف‬ ‫اليوم لكل من يق�صدها يف أاليام العادية‪،‬‬ ‫يف ح�ين ك��ان��ت ت�ق��دم وج �ب��ات خ��ا��ص��ة يف‬ ‫أ�ي��ام اجلمع و�سائر ليايل �شهر رم�ضان‪،‬‬ ‫ويف أ�غلب أالحيان‪ ،‬كانت الوجبة العادية‬ ‫تتكون م��ن رغ�ي��ف و�صحن م��ن ال�شوربة‬ ‫وقطعة حلم‪ ،‬ح�سب املقدار ال��ذي يحدده‬

‫ال��واق��ف‪ ،‬ومل يقت�صر دور «التكية»‪ ،‬على‬ ‫تقدمي الطعام وال �� �ش��راب‪ ،‬ب��ل ك��ان��ت‪ ،‬يف‬ ‫حقيقة أالم��ر‪ ،‬م ؤ��س�سة �إ�سالمية متعددة‬ ‫أالغ ��را� ��ض‪� ،‬إذ ك��ان��ت ت�ستخدم أ�ح�ي��ا ًن��ا‬ ‫ال�ست�ضافة ال�غ��رب��اء وامل�سافرين‪ ،‬وت��ارة‬ ‫إلي ��واء الفقراء وامل�ساكني‪ ،‬وت��ارة أ�خ��رى‬ ‫إلقامة طلبة العلم‪ ،‬وقد أ�بدع الواقفون يف‬ ‫عمارة «التكايا» ويف ت�صاميمها العمرانية‪،‬‬ ‫بحيث ال تبدو جمرد م أ�وى أ�و مطعم‪ ،‬فعلى‬ ‫�سبيل املثال‪ ،‬كانت «تكية» الوايل العثماين‬ ‫أ�حمد با�شا من «حما�سن دم�شق»‪ ،‬على حد‬ ‫تعبري امل ؤ�رخ املعا�صر له‪ :‬احل�سن بن حممد‬ ‫البوريني‪ ،‬ال��ذي ر�آه��ا على و�ضع لطيف‪،‬‬ ‫وبخا�صة ما متيزت به «من بركة عظيمة‬ ‫وب�ستان لطيف‪ ،‬واق��ع يف و�سطها‪ ،‬وك��ان‬ ‫الطعام يطبخ يف «تكية» أ�حمد با�شا‪ ،‬ويفرق‬ ‫على النازلني يف احلجرات وعلى الفقراء‬ ‫الواردين‪.‬‬ ‫وا� �ش �ت �ه��رت اجل��ام �ع��ات ا إل� �س�لام �ي��ة‬ ‫العريقة‪ ،‬مثل أالزهر ال�شريف‪ ،‬بتوزيع ما‬ ‫عرف باجلراية «وهي وجبات طعام يومية»‬ ‫على طالبها‪ ،‬حتى يتفرغوا للدرا�سة‪ ،‬وكان‬ ‫يتم مت��وي��ل ه��ذه «اجل��راي��ات» م��ن عوائد‬ ‫للنفاق على امل�سجد‬ ‫أالوقاف املخ�ص�صة إ‬ ‫وعلى �شيوخه ومنت�سبيه‪.‬‬ ‫وكانت هناك أ�وق��اف إلم��داد أالمهات‬ ‫امل��ر� �ض �ع��ات ب��احل�ل�ي��ب وال �� �س �ك��ر‪ ،‬وي��ذك��ر‬ ‫امل ؤ�رخون ب�إعجاب �شديد أ�ن من حما�سن‬ ‫�صالح ال��دي��ن أالي��وب��ي أ�ن��ه جعل يف أ�ح��د‬ ‫أ�ب��واب القلعة بدم�شق ميزا ًبا ي�سيل منه‬ ‫احلليب‪ ،‬وميزا ًبا ي�سيل منه امل��اء املحلى‬ ‫بال�سكر‪ ،‬حيث ت أ�تي �إليهما أالمهات يف كل‬ ‫أ��سبوع لي أ�خذن ألطفالهن ما يحتاجون �إليه‬ ‫من احلليب وال�سكر‪.‬‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫ذك ��ر ع �ل �م��اء ال �ف �ق��ه أ�ن ال��وق��ف من‬ ‫خ�صائ�ص أ�م ��ة حم�م��د �صلى اهلل عليه‬ ‫و��س�ل��م‪ ،‬ق��ال ا إلم� ��ام ال �ن��ووي‪« :‬وه ��و مما‬ ‫اخت�ص به امل�سلمون»‪ ،‬ولهذا‪ ،‬يرى كثري من‬ ‫الباحثني أ�ن أ�ول وقف ديني يف ا إل�سالم هو‬ ‫م�سجد «قباء» الذي أ��س�سه النبي �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم حني قدم مهاج ًرا �إىل املدينة‬ ‫املنورة‪ ،‬قبل أ�ن يدخلها وي�ستقر فيها‪ ،‬ثم‬ ‫امل�سجد النبوي الذي بناه �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم يف ال�سنة أالوىل من الهجرة‪ ،‬عند‬ ‫مربك ناقته حينما دخل املدينة املنورة‪،‬‬ ‫أ�ما أ�ول وقف خريي ُعرف يف ا إل�سالم فهو‬ ‫وق��ف النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪  ‬ل�سبع‬ ‫حوائط «ب�ساتني» كانت لرجل يهودي ا�سمه‬ ‫«خمرييق»‪ ،‬قتل على ر أ����س اثنني وثالثني‬ ‫�شه ًرا م��ن مهاجر ر��س��ول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم‪ ،‬وهو يحارب مع امل�سلمني يف‬ ‫موقعة « أ�ح��د»‪ ،‬و أ�و��ص��ى‪�« :‬إن أ��صبت « أ�ي‬ ‫قتلت» ف� أ�م��وايل ملحمد ي�ضعها حيث أ�راه‬ ‫اهلل ت�ع��اىل‪ ،‬فقتل ي��وم « أ�ح���د»‪ ،‬وه��و على‬ ‫يهوديته‪ ،‬فقال النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫«خمرييق خري يهود»‪ ،‬وقب�ض النبي �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم تلك احل��وائ��ط ال�سبعة‪،‬‬ ‫فت�صدق بها‪ ،‬أ�ي‪ :‬وقفها‪ ،‬ث��م ت�لاه عمر‬ ‫ر�ضي اهلل عنه‪ ،‬ثم وقف أ�بي بكر ال�صديق‬ ‫ر�ضي اهلل عنه‪ ،‬ثم و ْقف عثمان بن عفان‬ ‫ر�ضي اهلل عنه‪ ،‬ثم وقف علي بن أ�بي طالب‬ ‫ر�ضي اهلل عنه‪ ،‬ثم تتابعت بعد ذلك أ�وقاف‬ ‫ال�صحابة‪ ،‬و أ�خذت أالوقاف ا إل�سالمية بعد‬ ‫ذلك تتكاثر وتزدهر يف �شتى أ�نحاء العامل‬ ‫ا إل�سالمي‪.‬‬ ‫ويق�سم الفقهاء الوقف �إىل ق�سمني‪:‬‬ ‫أ‬ ‫الول‪ :‬وقف خريي‪ ،‬وهو الذي يق�صد‬ ‫به الواقف الت�صدق على وجوه الرب‪� ،‬سواء‬ ‫أ�ك ��ان على أ���ش�خ��ا���ص معينني كالفقراء‬ ‫وامل�ساكني والعجزة‪ ،‬أ�م كان على جهة من‬ ‫جهات الرب العامة‪ ،‬كامل�ساجد وامل�ست�شفيات‬ ‫واملدار�س وغريها‪ ،‬مما ينعك�س نفعه على‬ ‫املجتمع‪ ،‬أ�ي أ�ن��ه وقف ي�صرف فيه الريع‬ ‫من أ�ويل أالمر �إىل أ��شخا�ص معينني «لي�سوا‬ ‫من ذرية الواقف»‪ ،‬أ�ي جلهة خريية‪ ،‬ومثال‬ ‫ذل��ك وق��ف علي بن أ�ب��ي طالب ك � َّرم اهلل‬ ‫وجهه فقد قطع عمر بن اخلطاب ر�ضي‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫أول وقف في اإلسالم‬

‫‪13‬‬

‫شكر وثناء للمتبرعين‬

‫ي�سر أ�وقاف جامعة امللك �سعود أ�ن تقدم الدعوة للمتربعني واملتربعات من قطاع املال‬ ‫أ‬ ‫والعمال وكذلك امل ؤ��س�سات واخلريجني واخلريجات للم�ساهمة يف متويل باكورة م�شاريع‬ ‫أ�وقاف اجلامعة والذي يهدف �إىل تعزيز وا�ستقرار املوارد املالية الذاتية للجامعة أ��سو ًة‬ ‫باجلامعات العاملية البحثية الرائدة‪.‬‬

‫الشيخ محمد حسني علي العمودي‬ ‫رجل أ�عمال وم�ستثمر �سعودي قام ب أ�عمال ت أ��سي�س وا�ستثمار يف العديد من ال�شركات يف خمتلف‬ ‫املجاالت الهند�سية والبرتولية واملدنية وال�صناعية والزراعية وغريها‪ .‬ت�شمل اهتمامات ال�شركات‬ ‫البرتولية التي ي ؤ��س�سها العديد من مراحل هذه ال�صناعة ابتدا ًء من التنقيب وتطوير احلقول البرتولية‬ ‫وكذلك أ�عمال التكرير والبرتوكيماويات‪ ،‬وم�صايف برتول يف كل من ال�سويد واملغرب و أ�عمال التوزيع عن‬ ‫طريق �شبكة ملحطات الوقود يف كل من اململكة العربية ال�سعودية وال�سويد ولبنان‪.‬‬ ‫ير أ��س �إدارة العديد من ال�شركات وهوع�ضو جمل�س يف �إدارة كل من �شركة ينبع للحديد و�شركة خدمات‬ ‫املعادن و�شركة (�إيه بي يف) ال�سعودية‪ ،‬و�شركة خدمات النفط (نفط) و�شركة بداد الدولية‪ ،‬و�شركات‬ ‫أ�خرى خمتلفة يف الداخل واخلارج‪.‬‬

‫مصرف الراجحي‬ ‫أ�‪ .‬عبداهلل بن �سليمان الراجحي ‪ -‬الرئي�س التنفيذي مل�صرف الراجحي‬ ‫ت أ��س�س م�صرف الراجحي‪ ،‬أ�حد أ�كرب امل�صارف ا إل�سالمية يف العامل‪ ،‬عام ‪1957‬م‪ .‬ويبلغ ر أ��س ماله ‪ 15‬مليار‬ ‫ريال �ســـــــــعودي (‪ 4‬مليارات دوالر)‪ ،‬ويعمل فيه أ�كرث من ‪ 8000‬موظف‪ .‬يتمتع م�صرف الراجحي بخربة‬ ‫متتد ألكرث من ‪ 50‬عا ًما يف جمال أالعمال امل�صرفية وقد �شهد العام ‪1978‬م‪ ،‬دمج خمتلف امل ؤ��س�سات التي‬ ‫حتمل ا�سم الراجحي حتت مظلة واحدة هي «�شركة الراجحي امل�صرفية للتجارة»‪ ،‬ومت يف نف�س العام حتويل‬ ‫امل�صرف �إىل �شركة م�ساهمة �سعودية قاب�ضة‪ .‬ومبا أ�ن امل�صرف يرتكز �إىل مبادئ امل�صرفية ا إل�سالمية‬ ‫ب�شكل أ��سا�سي‪ ،‬فهو يلعب دو ًرا رئي�س ًيا و أ��سا�س ًيا يف �سد الفجوة بني متطلبات امل�صرفية احلديثة والقيم‬ ‫اجلوهرية لل�شريعة ا إل�سالمية م�شكلاً معايري �صناعية وتنموية يحتذى بها‪.‬‬ ‫يتمتع م�صرف الراجحي‪ ،‬ومقره الريا�ض‪ ،‬ب�شبكة وا�سعة ت�ضم ‪ 500‬فرع و أ�كرث من ‪ 2,200‬جهاز �صراف �آيل‬ ‫و‪ 108‬مراكز للحواالت املالية‪ ،‬كما أ�ن لديه أ�كرب قاعدة عمالء من أ�ي م�صرف �آخر يف اململكة‪ .‬مت افتتاح أ�ول‬ ‫فرع مل�صرف للرجال يف الديرة عام ‪1957‬م‪ ،‬بينما افتتح أ�ول فرع لل�سيدات عام ‪1979‬م يف ال�شمي�سي‪.‬‬ ‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪14‬‬

‫املهندس بكر محمد بن الدن‬ ‫رجل أ�عمال �سعودي حا�صل على بكالوريو�س هند�سة مدنية من جامعة ميامي ب أ�مريكا‪ ،‬وي�شغل من�صب رئي�س‬ ‫جمل�س ا إلدارة واملدير العام ملجموعة بن الدن ال�سعودية‪ .‬وهو ع�ضو يف جمموعة من االحتادات وا ّللجان‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫عن م�شاركته يف �إن�شاء العديد من ال�شركات وامل ؤ� ّ�س�سات والهيئات العربية والدولية‪ .‬كلفت املجموعة منذ توليه‬ ‫�إداراتها بعدة م�شاريع هامة أ�برزها تو�سعة احلرمني ال�شريفني‪ ،‬تطوير ج�سر اجلمرات‪ ،‬برج زمزم‪ ،‬مدينة امللك‬ ‫عبد اهلل االقت�صادية‪ ،‬درة اخلرب‪ ،‬وقف امللك عبدالعزيز للحرمني ال�شريفني مبكة املكرمة‪ ،‬املدينة اجلامعية‬ ‫للطالبات بجامعة امللك �سعود‪.‬‬

‫الشيخ صالح عبداهلل كامل‬ ‫رجل أ�عمال حا�صل على بكالوريو�س التجارة من جامعة ال ّريا�ض ( جامعة امللك �سعود ) يف عام ‪1963‬م‪.‬‬ ‫رئي�س جمموعة دل��ة الربكة التي ت�ضم العديد من ال�شركات التي تعمل يف املجاالت امل�صرفية ‪،‬‬ ‫وال�صناعية‪ ،‬والزراعية وال�صيانة ‪ ،‬والت�شغيل ‪ ،‬واال�ستثمار ‪ ،‬والعقار ‪ ،‬وال�سياحة ‪ ،‬باال�ضافة اىل ال�شركة‬ ‫االعالمية ‪.AMC‬‬ ‫ال�سعودية‬ ‫ع�ضو م ؤ��س�س يف بنك في�صل ا إل�سالمي ال�سوداين ‪ ،‬وبنك في�صل ا إل�سالمي امل�صري ‪ ،‬وال�شركة ّ‬ ‫للنقل البحري ‪ ،‬وال�شركة ال�سعودية للنقل اجلماعي ( �سابتكو ) ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نال عدة أ�و�سمة و أ�لقاب منها و�سام امللك عبدالعزيز من الدرجة الوىل لرجال العمال املتميزين ‪ ،‬و�سام‬ ‫النيلني من الدرجة أالوىل وجائزة البنك ا إل�سالمي للتنمية يف جمال امل�صارف ا إل�سالمية ‪ ،‬جائزة رجل‬ ‫امل�صارف العربية هذا وقد نال الدكتوراة الفخرية يف ا إلعالم وتوا�صل ال�شعـوب من أ�مـريكا‪.‬‬

‫املتبرعون بالوحدات الوقفية‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫كما ت�شكر أ�وقاف جامعة امللك �سعود املتربعني بالوحدات الوقفية وهم‪:‬‬ ‫شركة الراشد للتجارة واملقاوالت احملدودة‬ ‫الدكتور ناصر بن ابراهيم الرشيد‬ ‫املهندس عبداهلل بن أحمد بقشان‬ ‫الدكتور وليد أمني كيايل‬

‫‪15‬‬

‫من التراث‬

‫التنقيب عن مناشط الوقف‬ ‫في كتب التراث‬ ‫ً‬ ‫أبعادا كثيرة‪ ،‬إذ أن له أثره على الحياة االجتماعية والعلمية والحضارية‪.‬‬ ‫إن الحديث عن الوقف يأخذ‬ ‫ومن ذلك أثره في التراث اإلسالمي كونه مصد ًرا مؤث ًرا في حياة األمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫واهتم علماء األمة اإلسالمية بدراسة أثر الوقف‪ ،‬ونقبوا في كتب التراث العربي اإلسالمي عن جهود‬ ‫المسلمين في وقف المدارس والمساجد والمتاع والمزارع والعقار والكتب‪ ،‬وغير ذلك من الوسائل التي‬ ‫يغلب عليها الدوام والتي سميت (بالمناشط الوقفية) التي كانت في تاريخنا اإلسالمي والتي ال يزال منها‬ ‫قسم كبير في هذه األيام‪.‬‬ ‫مناشط الوقف والمساجد‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪16‬‬

‫و أ�ول هذه املنا�شط امل�ساجد وهي أ�ول‬ ‫ما وقف الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم وقد‬ ‫ات�سعت حركة وقف امل�ساجد بحيث ي�صعب‬ ‫ح�صر هذه امل�ساجد فما بني مدينة أ�و حي‬ ‫�إال وكان فيه م�سجد موقوف‪ .‬ولقد أ�عطانا‬ ‫ال��وق��ف در ًرا م��ن امل�ساجد كم�سجد بني‬ ‫أ�مية يف دم�شق وامل�سجد أالم��وي يف حلب‬ ‫وتو�سعات امل�سجد احلرام وامل�سجد النبوي‬ ‫وم�ساجد تركيا‪ :‬ال�سليمانية‪ ،‬وبيا زيد‬

‫وال�سلطان أ�حمد‪ ،‬وحممد الفاحت وامل�سجد‬ ‫أالزه ��ر يف القاهرة والزيتونة يف تون�س‬ ‫وم�ساجد غ��رن��اط��ة واحل �م��راء وطليطلة‬ ‫وم�سجد امللك خالد يف الريا�ض‪ ،‬وامل�سجد‬ ‫أالق�صى يف القد�س‪� ..‬إلخ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫ومن ف�ضول الكالم أ�ن نتحدث عن �ثار‬ ‫امل�ساجد يف املجتمعات ا إل�سالمية وهذا‬ ‫يحتاج لدرا�سة خا�صة لكن كلمة ب�سيطة‬ ‫ن�ضيفها ف�إنه يف الع�صر احلا�ضر قد بني‬ ‫من امل�ساجد العدد الكثري الكثري‪.‬‬

‫المكتبات‬

‫وثانية هذه املنا�شط املكتبات ف�إن هذه‬ ‫املكتبات قد حفظت لنا تراث ا إل�سالم وما‬ ‫أ�لفه ا آلب��اء أ‬ ‫والج��داد‪ ،‬وتعد املكتبات من‬ ‫أ�ه��م القواعد يف تاريخنا الثقايف‪ ،‬والتي‬ ‫حفظت لنا امل��ا��ض��ي مت�صلاً باحلا�ضر‬ ‫متطل ًعا �إىل امل�ستقبل‪ .‬ومن هذه املكتبات‬ ‫مكتبة بغداد التي أ�تلفها املغول ومكتبة‬ ‫اجلامعة امل�ستن�صرية ومكتبة مدينة حلب‬ ‫التي زاره��ا امل�ع��ري واط�ل��ع على م��ا فيها‬

‫وثالثة هذه املنا�شط‪ ،‬الرباطات وهي‬ ‫دور تبنى وت��وق��ف على ق��وم معينني وقد‬ ‫كرثت هذه الرباطات يف مكة املكرمة أ�و‬ ‫املدينة فهناك رباطات ألهل جاوه أ‬ ‫ولهل‬ ‫وله ��ل امل�غ��رب أ‬ ‫البنغال أ‬ ‫وله ��ل اجل��زائ��ر‬ ‫ؤ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولهل م�صر ولهل ال�شام‪� ..‬إلخ وهي ت�دي‬ ‫ريا فهي امل � أ�وى للحاج‬ ‫دو ًرا اجتماع ًيا كب ً‬ ‫املنقطع ومن فقد ماله واملري�ض والذي مل‬ ‫يجد مكا ًنا يبيت فيه فهي ال�سبيل حلفظ‬ ‫كرامة ا إلن�سان حني يلم به كرب أ�و أ�ذى‪.‬‬ ‫وال يفوتنا أ�ن نذكر أ�ن هذه الرباطات كانت‬ ‫م� أ�وى للكتب التي كان يقفها احلجاج يف‬ ‫هاتني املدينتني تقر ًبا �إىل اهلل عز وجل‪.‬‬

‫ومن هذه املنا�شط الدكاكني التي كانت‬ ‫ت�ستثمر ل�صالح ال��وق��ف ومل��ن وق��ف عليه‬ ‫وللفقراء واملحتاجني على أ�ن أ�و�سع و أ�عظم‬ ‫و أ�كرب أ�نواع الوقف بعد امل�ساجد هو املزارع‬ ‫وال�ضياع والقرى والدكاكني‪.‬‬

‫الخانات‬

‫وراب �ع��ة ه��ذه املنا�شط اخل��ان��ات التي‬ ‫تبنى على طرق امل�سافرين ويف املدن حيث‬ ‫يحل فيها امل�سافر فيجدون فيها الطعام‬ ‫وال�شراب واملنام وعلف الدابة‪ .‬كما أ�ن هناك‬ ‫خانات بنيت يف املدن للغاية نف�سها مثل خان‬ ‫ال�سالح يف دم�شق وخان أ��سعد با�شا وخان‬

‫اإلطعام‬

‫ومن هذه املنا�شط ا إلطعام وخا�صة تقدمي‬ ‫أالكل للمحتاجني الفقراء وامل�ساكني يف التكايا‬ ‫وقد حتدثنا عن طرف منها فيما �سبق‪.‬‬ ‫المستشفيات‬

‫ومن هذه املنا�شط �إقامة امل�ست�شفيات‬ ‫التي كانوا ي�سمونها البيمار�ستانات والتي‬ ‫كانت ت�ستقبل املر�ضى وتداويهم و�إن لزم‬ ‫ف�إنهم يق�ضون فرتة يف البيمار�ستان حتت‬ ‫رعاية أالطباء‪.‬‬ ‫ومن أ��شهر البيمار�ستانات البيمار�ستان‬ ‫النوري يف دم�شق ال��ذي بني يف زمن نور‬ ‫الدين ال�شهيد حممود زنكي‪ ،‬ال��ذي ظل‬ ‫ي�ستقبل املر�ضى حتى أ�ربعني �سنة م�ضت‪.‬‬ ‫الزواج‬

‫ومن هذه املنا�شط التي �سبق امل�سلمون‬ ‫بها العامل أ�وقاف الزواج حيث كان ي�صرف‬ ‫وارد الوقف يف تزويج ال�شباب الذين ال‬ ‫يجدون الباءة‪.‬‬ ‫الحيوانات‬

‫وم��ن ه��ذه املنا�شط الطريفة التي ال‬ ‫جند لها �شبي ًها يف العامل وقف احليوانات‪.‬‬ ‫ففي مدينة دم�شق مثلاً قطعة أ�ر�ض تزيد‬ ‫ع��ن خم�سني دو ً‬ ‫من��ا جم��اورة لنهر ب��ردى‬ ‫وهذه أالر�ض وقفت على احليوانات امل�سنة‬ ‫اً‬ ‫فبدل من أ�ن يقتل احليوان كما ي�صنعون‬ ‫يف الغرب ف ��إن ه��ذه احليوانات جتعل يف‬ ‫هذه أالر�ض وهي أ�ر�ض مع�شبة وي�سمونها‬ ‫يف دم�شق «مرجة احل�شي�ش» فت أ�كل هذه‬ ‫احليوانات من أالر���ض وت�شرب من النهر‬ ‫والطريف يف أالمر أ�ن �شرط الواقف ين�ص‬ ‫على توظيف طبيبني بيطريني ملعاجلة‬ ‫املري�ض من هذه احليوانات‪.‬‬ ‫ومن هذا الباب وجود مدر�سة وم�سجد‬ ‫يف القيمرية بدم�شق ت�سمى «مدر�سة‬ ‫القطط» حيث كانت هذه املدر�سة تقدم‬ ‫الطعام للقطط ال�شاردة حتى أ��صبح أالمر‬ ‫ع��ادة للقطط فهي ت أ�تي يف وقت تعودته‬ ‫لتتلقى طعامها‪ ..‬وح�ين توقفت دائ��رة‬ ‫أالوق��اف التي تولت املدر�سة عن �إطعام‬ ‫ال�ق�ط��ط ق��ام ج�ي�ران امل��در� �س��ة باملهمة‬ ‫كاملة‪.‬‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫الرباطات‬

‫الدكاكين‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫ومكتبة أالزه���ر وامل�ك�ت�ب��ات امل��وج��ودة يف‬ ‫تركيا وهي من أ�هم املكتبات ومن أ�همها‬ ‫ال�سليمانية التي حتوي مائة وخم�سني أ�لف‬ ‫خمطوطة عربية و أ�يا �صوفيا‪ ...‬واحلميدية‬ ‫ومكتبة اجلامعة واملكتبة الظاهرية يف‬ ‫دم�شق التي نقلت �إىل املكتبة العامة ويف‬ ‫املدينة امل�ن��ورة ك��ان هناك ث�لاث مكاتب‬ ‫هامة حتي قبل أ�ربعني �سنة وه��ي مكتبة‬ ‫احل��رم ومكتبة‪ ،‬رب��اط مظهر التي حتوي‬ ‫كتابني هامني هما تاريخ املدينة البن �شبه‬ ‫وا إل� �ش��راف على م�سائل أال� �ش��راف البن‬ ‫املنذر ومكتبة �شيخ ا إل�سالم عارف حكمت‬ ‫وال�ت��ي ح��وت جمموعة م��ن أ�ن�ف����س و أ�روع‬ ‫و أ�قدم املخطوطات‪ ..‬واليوم توجد مكتبات‬ ‫ك�ب�يرة عظيمة لعل أ��شهرها مكتبة دار‬ ‫الكتب يف القاهرة‪.‬‬ ‫�إننا ال نحاول �إح�صاء املكتبات و�إمنا‬ ‫أ�حببنا أ�ن نذكر أ�مثلة تثري معلومات القارئ‬ ‫وم�شاعره بل �إننا ال نبالغ �إذا قلنا �إنه ما‬ ‫م�سجدا �إال وجعل �إىل جانبه‬ ‫أ�ن� أش� واقف‬ ‫ً‬ ‫مكتبة ينتفع رواد امل�سجد منها ومل��ا كان‬ ‫عدد هذه امل�ساجد ع�سري على ا إلح�صاء‬

‫ف�إن �إح�صاء ما أ�ن�شئ من املكاتب كذلك‪.‬‬

‫احلرير يف دم�شق وغريها كثري‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫أخبار‬

‫أوقاف جامعة امللك سعود تشكر األمير‬ ‫سطام بعد املوافقة على مشروع‬ ‫أبراج اجلامعة‬ ‫قدمت أ�وق��اف جامعة امللك �سعود �شكرها‬ ‫وتقديرها �إىل �صاحب ال�سمو امللكي أالمري �سطام‬ ‫بن عبدالعزيز �آل �سعود‪ ،‬أ�مري منطقة الريا�ض‬ ‫بالنيابة رئي�س الهيئة العليا لتطوير مدينة الريا�ض‬ ‫بالنيابة مبنا�سبة �صدور املوافقة على باكورة‬ ‫م�شاريع أ�وق���اف اجل��ام�ع��ة ( أ�ب� ��راج اجلامعة)‬ ‫الوقفية يف االجتماع امل�شرتك للهيئة العليا لتطوير‬ ‫مدينة الريا�ض واللجنة التنفيذية العليا للم�شاريع‬ ‫والتخطيط ملدينة الريا�ض املنعقد يف مقر الهيئة‬ ‫بحي ال�سفارات يوم الثالثاء ‪1430-2-1‬هـ‪.‬‬ ‫وع �ّب�رّ ال��دك �ت��ور ع �ب��دال��رح �م��ن ب ��ن حمد‬ ‫احلركان‪ ،‬أ�مني عام أ�وق��اف جامعة امللك �سعود‬ ‫با�سم كافة من�سوبي ومن�سوبات اجلامعة عن بالغ‬ ‫ال�شكر والتقدير وعظيم االمتنان ل�صاحب ال�سمو‬ ‫امللكي أالم�ي�ر �سطام ب��ن عبدالعزيز و أ�ع�ضاء‬ ‫الهيئة العليا لتطوير مدينة الريا�ض واللجنة‬ ‫التنفيذية العليا للم�شاريع والتخطيط ملدينة‬ ‫الريا�ض على املوافقة الكرمية‪ ،‬م ؤ�كد ًا أ�ن هذه‬ ‫املوافقة ت أ�تي امتداد ًا ملا يقدمه �سمو أ�مري منطقة‬ ‫الريا�ض و�سمو نائبه رئي�س الهيئة العليا لتطوير‬ ‫مدينة ال��ري��ا���ض بالنيابة م��ن دع��م وم�ساندة‬ ‫للجامعة‪.‬‬

‫اجلدير بالذكر أ�ن م�شروع ( أ�براج اجلامعة)‬ ‫يتكون من جمموعة من املباين الفندقية واملكتبية‬ ‫وال�سكنية والتجارية والطبية التي �سوف تقام على‬ ‫أالر�ض الواقعة جنوب غرب أ�ر�ض املدينة اجلامعية‬ ‫بالدرعية على تقاطع طريق امللك عبداهلل مع‬ ‫للنفاق على امل�شاريع‬ ‫طريق امللك خالد يعود ريعها إ‬ ‫التعليمية والطبية والبحثية يف اجلامعة‪.‬‬

‫صاحب السمو الملكي‬ ‫األمير سطام بن عبدالعزيز‬

‫جامعة امللك سعود حتصل على جائزة املركز األول في‬ ‫مسابقة تصميم مشروع وقف امللك عبداهلل لوالديه‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪18‬‬

‫�سلم �صاحب ال�سمو أالم�ي�ر الدكتور‬ ‫بندر بن �سلمان بن حممد م�ست�شار خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني جائزة املركز أالول يف‬ ‫م�سابقة ت�صميم م�شروع وقف امللك عبداهلل‬ ‫لوالديه يف املدينة امل�ن��ورة ملعايل الدكتور‬ ‫عبداهلل بن عبدالرحمن العثمان‪ ،‬بح�ضور‬ ‫عميد كلية العمارة والتخطيط ورئي�س فريق‬ ‫الت�صميم �سعادة الدكتور عبدالعزيز املقرن‬ ‫ووكيل الكلية الدكتور عبدالرحمن الطا�سان‬ ‫وال��دك��ت��ور ع��ب��داهلل احل �� �ص�ين م��ن ف��ري��ق‬ ‫الت�صميم بامل�شروع‪ ,‬وبالتايل نالت اجلامعة‬ ‫��ش��رف ارتباطها بامل�شروع اخل�ي�ري ال��ذي‬ ‫يحمل ا�سم خادم احلرمني ال�شريفني امللك‬ ‫عبداهلل بن عبدالعزيز‪..‬‬

‫وقد اختار فريق كلية العمارة والتخطيط‬ ‫ا� �س��م (ال �ع��دال��ة الت�صميمية) مل�شروعه‬ ‫بامل�سابقة‪ ،‬وهو ا�سم يجرب املطلع على امل�شروع‬ ‫على البحث عن أالبعاد الفكرية والثقافية‬ ‫التي جت�سدت يف �صرح معماري مميز يف‬ ‫بقعة �شريفة مباركة‪ ،‬وليتطلع وب�شوق �إىل‬ ‫ماذا ميكن أ�ن يكون وراء املادة‪.‬‬ ‫كما يعد موقع م�شروع وقف امللك عبداهلل‬ ‫لوالديه يف املدينة امل�ن��ورة وب�ج��وار م�سجد‬ ‫ر�سول عليه ال�صالة وال�سالم با إل�ضافة �إىل‬ ‫ارتباطه با�سم خ��ادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫م��ن أ�ه ��م أال� �س �ب��اب و أ�ب ��رزه ��ا ل �ه��ذا ال�ف��وز‬ ‫جلامعة امللك �سعود‪ ،‬خا�صة أ�ن اجلامعة‬ ‫يف هذه املرحلة ترتبط ب أ�عمال الوقف من‬

‫خالل برنامج أ�ن� أش�ته وهو برنامج ( أ�وقاف‬ ‫اجلامعة)‪ ،‬فاجلائزة تدعم توجهات اجلامعة‬ ‫يف جمال الوقف‪ ،‬كما جاء فوز الفريق العلمي‬ ‫م��ن أ���س��ات��ذة اجلامعة املتخ�ص�صني بهذه‬ ‫الت�صميم الذي تناف�ست فيه جهات هند�سية‬ ‫عاملية وحملية لها خربتها الطويلة يف هذا‬ ‫املجال لي ؤ�كد ما تتمتع به اجلامعة من خربات‬ ‫هائلة قادرة على ا إلبداع والتميز‪.‬‬ ‫وبهذه املنا�سبة عرب معايل مدير جامعة‬ ‫امللك �سعود الدكتور عبداهلل بن عبدالرحمن‬ ‫العثمان ع��ن اع �ت��زازه بهذه اجل��ائ��زة التي‬ ‫تت�شرف اجلامعة بحملها كونها ترتبط با�سم‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني حفظه اهلل راعي‬ ‫م�سرية التعليم العايل‪.‬‬

‫مقال‬

‫مصرفي إسالمي‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫ياسر بن عبدالرحمن‬ ‫آل عبدالسالم‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫حلول غير‬ ‫تقليدية‬ ‫لألزمة‬ ‫املالية‬ ‫العاملية‬

‫�شاهد العامل أ�جمع االنهيارات املالية يف أ�مريكا ج��راء أ�زم��ة الرهن‬ ‫العقاري والتي تهاوت على أ�ثرها أال�سواق املالية يف العامل و أ��صبح العامل تائها‬ ‫يف هذه أالزمة املالية‪ ,‬اجلميع يبحث عن خطط �إنقاذ وتطمينات أل�سواقها‬ ‫الهابطة‪.‬‬ ‫لقد فجع العامل و أ��صبح ي�سري يف طريق مظلم ال يدري �إىل أ�ين ينتهي؟‬ ‫ومتى �سيخرج النور ويذهب الظالم؟ لقد د ّلت أالزمة على ه�شا�شة أالنظمة‬ ‫االقت�صادية ال�سائدة يف العامل على الرغم من قوة اقت�صاديات الدول وعلى‬ ‫ر أ��سها أ�مريكا فهذه أ�زمة الرهن العقاري وقبلها فقاعة ا إلنرتنت وبعدها ال‬ ‫ندري هل تنفجر فقاعة بطاقات االئتمان؟ أ�م القرو�ض؟ أ�م ماذا؟‬ ‫ف أ�مريكا تقوم على الديون والقرو�ض الربوية التي حرمتها ال�شريعة قال‬ ‫تعاىل }و أ�حل اهلل البيع وحرم الربا{ وتقوم على بيع الديون فبعد أ�ن تقر�ضها‬ ‫أ‬ ‫للفراد تقوم ببيع املديونيات على �شكل �سندات وقد نهى النبي �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم عن بيع الكالئ بالكالئ أ�ي بيع الدين بالدين وتقوم على ال�سماح‬ ‫ببيع ما ال ميلكه ا إلن�سان مثل البيع الق�صري ‪ Short Selling‬والر�سول �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم يقول حلكيم بن حزام «ال تبع ما لي�س عندك» وغريها الكثري‬ ‫من قواعد و أ��س�س النظام الر أ��سمايل والتي ت ؤ�دي يف النهاية �إىل االنهيارات‬ ‫أ‬ ‫والزمات املالية املتوا�صلة‪.‬‬ ‫فالعامل أ�جمع يغلي كغليان القدر وي�ضطرب من غري ا�ستقرار وال �سكينة‬ ‫�إذ لي�س اخللل يف اخل�سارة فاجلميع يخ�سر ولكن اخللل يف النظام نف�سه‪.‬‬ ‫لقد �آن لالقت�صاد ا إل�سالمي النابع من م�صدر الوحيني الكتاب وال�سنة‬ ‫أ�ن يقول كلمته و أ�ن يعرف بنف�سه أ�ك�ثر‪ ،‬لقد حان الوقت للمتخ�ص�صني يف‬ ‫االقت�صاد ا إل�سالمي أ�ن يبينوا جوانب العظمة يف هذا النظام الرباين العظيم‬ ‫لقد ت أ�خرنا وق�صرنا كث ًريا يف جانب ربنا أ�ن نبلغ ديننا بل وق�صرنا يف حق‬ ‫العامل الذي ينتظر البديل و أ�ن نو�ضح لهم العالج واحلل ليعي�ش العامل يف‬ ‫راحة وا�ستقرار‪.‬‬ ‫يقوم االقت�صاد ا إل�سالمي على العدل يف توزيع الرثوات بني أ�فراد املجتمع‬ ‫ويوازن بني حق الغني وحق الفقري بنظام بديع متنا�سق مينع الظلم والغ�ش‬ ‫و أ�كل أ�موال النا�س بالباطل والغرر والغنب وغريها من الت�شريعات ال�سماوية‬ ‫ال�سمحة وعلينا أ�ن نتذكر أ�ن ا إل�سالم مل ينت�شر بال�سيف بل انت�شر بتجار‬ ‫امل�سلمني الذي أ�عجب العامل أ�جمع أ�خالقهم وتعامالتهم‪.‬‬ ‫لقد حان أ�ن نو�ضح بلغة أالرقام كيف منت امل�صرفية ا إل�سالمية يف العامل‬ ‫بل كيف جنت امل�صرفية ا إل�سالمية من هذه أالزم��ة ب أ�نها تخالف مبادئ‬ ‫االقت�صاد الر أ��سمايل الو�ضعي بل كتب أ�حد أالمريكان متعج ًبا وداع ًيا �إىل‬ ‫الت أ�مل واال�ستفادة من االقت�صاد ا إل�سالمي حيث ارتفع م ؤ��شر الداوجونز‬ ‫ا إل�سالمي يف أ�مريكا بعد أالزمة ‪ %4.7‬على الرغم من انهيار أال�سواق املالية‬ ‫مبا فيها م ؤ��شر داوجونز أالمريكي املعروف‪.‬‬ ‫ودعت بريطانيا �إىل م ؤ�متر إليجاد نظام اقت�صادي بديل عن النظام‬ ‫الو�ضعي ال�سائد يف العامل و�إنها لفر�صة للمتخ�ص�صني من علماء امل�سلمني‬ ‫أ�ن يقولوا كلمتهم و أ�ن يقدموا االقت�صاد ا إل�سالمي احلقيقي وفق مقا�صد‬ ‫ال�شريعة للعامل أ�جمع ليتحقق له اخلري والنماء عامة وللبلدان الفقرية خا�صة‪،‬‬ ‫وهي فر�صة قد ال تتكرر بل نندم كث ًريا �إن مل ن�ستفد منها بالوجه املطلوب‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫نماذج وقفية‬ ‫وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين‬

‫املشروع يترجم حرص قادة اململكة‬ ‫على خدمة ضيوف الرحمن‬ ‫أولت قيادة المملكة العربية السعودية العناية واالهتمام الدائم والمتكامل للحرمين الشريفين‬ ‫سواء لمبنى المسجد الحرام أو المسجد النبوي والتي وصلت إلى أقصى اتساع لم يكن متصو ًرا للعدد‬ ‫من الحجيج والزوار والمعتمرين الذين صاروا يفدون على الحرمين الشريفين والتسهيالت البالغة األهمية‬ ‫عاما بعد عام‪.‬‬ ‫التي قدمت لهم في هذا الصدد التي تتسع ً‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪20‬‬

‫�إن أ�ه �م �ي��ة ال��وق��ف اخل�ي�ري ال ��ذي مت‬ ‫يذكرنا باالنت�صارات ا إل�سالمية وبالفتوحات‬ ‫اخلالدة التي غريت م�سار التاريخ‪ ،‬هذا العمل‬ ‫الكرمي وهذا ا إلنفاق الكرمي ب�شكل دائم ومن‬ ‫م�صدر ثابت على عمارة البيت احلرام وعلى‬ ‫خدمة احلجيج واملعتمرين وال��زوار امتثا ًال‬ ‫لقوله تعاىل }�إمن��ا يعمر م�ساجد اهلل من‬ ‫�آمن باهلل واليوم ا آلخر{ وقول اهلل �سبحانه‬ ‫وتعاىل لنبيه �إبراهيم }و�إذ ب أو�نا إلبراهيم‬ ‫مكان البيت أ�ن ال ت�شرك بي �شيئ ًا وطهر بيتي‬ ‫للطائفني والقائمني والركع ال�سجود{ وهذه‬ ‫أالعمال التي تتم اليوم متثل ا�ستمرارا لهذا‬ ‫ال��دور ال��ذي طلبه اهلل �سبحانه وتعاىل من‬ ‫�سيدنا �إبراهيم عليه ال�سالم‪.‬‬

‫�إن ينابيع اخل�ير التي تبذلها اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية ال تتوقف ع��ن العطاء‬ ‫وه��ي م�ستمرة ودائ�م��ة ويلحظها كل م�سلم‬ ‫يف ال��ع��امل ف�� أ‬ ‫�الي���ادي ال�ب�ي���ض��اء حلكومة‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني متتد بامل�ساعدة‬ ‫�إىل ك��ل م���س�ل��م يف ��ش�ت��ى ب �ق��اع أالر� � ��ض‪.‬‬ ‫ويعترب وقف امللك عبدالعزيز على احلرمني‬ ‫ال�شريفني (قلعة أ�ج�ي��اد) أ�ح��د ا إلجن��ازات‬ ‫الهائلة والكبرية التي حتققت يف اململكة‬ ‫وخا�صة يف منطقة امل�شاعر املقد�سة يف مكة‬ ‫املكرمة واملدينة املنورة ومنى وغريها بف�ضل‬ ‫توجيهات خ��ادم احلرمني ال�شريفني و�سمو‬ ‫ويل ع�ه��ده أالم�ي�ن امل�ستمرة ب�ب��ذل الغايل‬ ‫والنفي�س م��ن أ�ج��ل التي�سري على �ضيوف‬

‫الرحمن وجتنيبهم م�شقة أ�داء ال�شعائر‪.‬‬ ‫�إن امل�شروع اال�ستثماري الكبري الذي �سيقام‬ ‫على أ�ر�ض الوقف والذي تبلغ تكلفته ا إلجمالية‬ ‫أ�كرث من ملياري ريال دليل على اهتمامه بكل‬ ‫عمل يخدم احلرمني ال�شريفني‪.‬‬ ‫الوقف والتكافل االجتماعي‬

‫الوقف من و�سائل التكافل االجتماعى‬ ‫يف ا إل�سالم وهو من ال�صدقات املندوبة التي‬ ‫رئي�سا‬ ‫ي�ستمر خريها ف�ض ًال أ�ن للوقف دو ًرا ً‬ ‫يف ق�ي��ام امل ؤ��س�سات االجتماعية اخلريية‬ ‫متعددة أالغ��را���ض أ‬ ‫والن ��واع التي �ساعدت‬ ‫الفقراء وامل�ساكني و أ�مثالهم من أ��صحاب‬ ‫احلاجة والعوز‪.‬‬ ‫وت أ�تي أ�همية هذا ا إلجناز الذي �سيتجلى‬

‫ال��وق��ف اإلس�ل�ام���ي ي��ع��د م��ن أق��دم‬ ‫المؤسسات في الدولة ‪ ‬اإلسالمية‬ ‫تنفيذ مشروع استثماري بتكلفة تبلغ‬ ‫أكثر من ملياري ريال‬

‫ق��د �سجل ع��دد م��ن العاملني يف احلقل‬ ‫ا إل�سالمي ‪ ‬فخرهم واعتزازهم بوقف امللك‬ ‫عبدالعزيز للحرمني ال�شريفني و�إقامة م�شروع‬ ‫ا�ستثماري كبري على أ�ر�ضه الواقعة على قلعة‬ ‫أ�جياد مبكة املكرمة ليعود ريعه كام ًال للحرمني‬ ‫ال�شريفني بهدف خدمة �ضيوف الرحمن من‬ ‫حجاج ومعتمرين لتوفري كل ما ي�سهل لهم أ�داء‬ ‫حجهم وعمرتهم يف ي�سر و أ�من و أ�مان‪.‬‬ ‫و أ�كدوا يف ت�صريحاتهم أ�همية قيام وقف‬ ‫خ�يري عظيم مثل وق��ف امللك عبدالعزيز‬ ‫للحرمني ال�شريفني و�إقامة م�شروع ا�ستثماري‬ ‫عليه ليكون حتت خدمة احلرمني ال�شريفني‬ ‫ويلبي متطلباتهما من م�صروفات حتى يكونا‬ ‫كاملني متكاملني يف ا�ستقبالهما حلجاج بيت‬ ‫اهلل احل��رام واملعتمرين وزوار بيته العتيق‬ ‫وم�سجد نبيه �صلى اهلل عليه و�سلم‪.‬‬ ‫وزارة الشؤون اإلسالمية‬ ‫واألوقاف‬

‫�إن وق��ف امل�ل��ك عبدالعزيز للحرمني‬ ‫ال�شريفني وامل �� �ش��روع اال��س�ت�ث�م��اري الكبري‬

‫الوقف في الدولة اإلسالمية‬

‫أضخم مشروع في العالم‬

‫يعترب م�شروع أ�ب ��راج البيت املطل على‬

‫‪ 3‬آالف وحدة سكنية‬

‫أطول أبراج المشروع‬

‫وال�ب�رج الرئي�سي امل��وج��ود يف امل�شروع‪،‬‬ ‫ه��و أ�ط� ��ول ب ��رج يف امل �� �ش��روع‪ ،‬وي �ت �ك��ون من‬ ‫‪ 90‬دو ًرا‪ ،‬وي �ب �ل��غ ارت��ف��اع��ه ‪ 495‬م �ت�رًا‪،‬‬ ‫أ�ي ح� � ��وايل ن �� �ص��ف ك �ي �ل��وم�تر ت �ق��ري � ًب��ا‪.‬‬ ‫وه��ذا امل���ش��روع‪ ،‬ال��ذي ك��ان يتم العمل فيه‬ ‫على مدار الـ ‪� 24‬ساعة‪ ،‬يعد أ��ضخم م�شروع‬ ‫يف العامل ب��دون منازع‪ ،‬من حيث الوحدات‬ ‫ال�سكنية والعقارية واخلدمات‪ .‬بيد أ�نه لي�س‬ ‫أ�طول برج يف العامل على الرغم من أ�نه أ�طول‬ ‫من الربجني اللذين مت بنا ؤ�هما يف ماليزيا‪،‬‬ ‫ألن برج دبي �سي�صري أ�على برج يف العامل‪.‬‬ ‫وق��د مت االنتهاء من العمل يف ه��ذا امل�شروع‬ ‫يف نهاية عام ‪ ،1428‬يف زمن يعترب قيا�س ًيا‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫الفخر واالعتزاز بوقف الملك عبد‬ ‫العزيز‬

‫�إن ال��وق��ف ا إل���س�ل�ام��ي ي �ع��د م��ن أ�ق ��دم‬ ‫امل ؤ��س�سات يف الدولة‪ ‬ا إل�سالمية وه��و ي�ستحق‬ ‫أاله �م �ي��ة ال �ك�ب�رى ال �ت��ي أ�ع �ط��اه��ا ل��ه علماء‬ ‫امل�سلمني من ‪ ‬املذاهب الفقهية فالوقف على‬ ‫وج��وه ال�بر يعد يف ا إل� �س�لام ت�صر ًفا �شرع ًيا‬ ‫�سا�سا ونفع املجتمع‬ ‫يق�صد به التقرب �إىل اهلل أ� ً‬ ‫بتقدمي اخل�ير يف‪� ‬صور ع��دي��دة تنفع النا�س‪.‬‬ ‫ولفت أالن�ظ��ار �إىل أ�همية الوقف ودوره تبدو‬ ‫اليوم يف العامل ا إل�سالمي قليلة ال� أش�ن �إىل جانب‬ ‫امل ؤ��س�سات التي تقوم يف املجتمع بهدف خدمته‬ ‫وحتقق �صو ًرا من التعاون والتكافل االجتماعي‪  .‬‬ ‫�إن ال ��وق ��ف ك���ان ب � أ�� �ش �ك��ال��ه املختلفة‬ ‫أ�ب��رز الطرق التي ق��ادت ‪ ‬النه�ضة الفكرية‬ ‫واالج�ت�م��اع�ي��ة على م��دار الع�صور و أ��سهم‬ ‫الواقفون من أ�ثرياء ‪ ‬وحكام ووزراء ومتو�سطي‬ ‫الدخل‪ ،‬كل ح�سب طاقته يف م�ساندة الق�ضايا‬ ‫االجتماعية ‪ ‬واحلركة العلمية و أ�تاحوا املعرفة‬ ‫والرتبية لكافة أ�بناء املجتمع‪.‬‬ ‫يهدف م�شروع وق��ف امللك عبدالعزيز‬ ‫للحرمني ال���ش��ري�ف�ين‪� ،‬إىل �إي �ج��اد م�شروع‬ ‫�إ�� �س�ل�ام ��ي ي��ع��ود ري��ع��ه خل��دم��ة احل��رم�ين‬ ‫ال�شريفني‪ ،‬وتذك ًريا وجت�سيدً ا جلهود م ؤ��س�س‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية امللك عبدالعزيز‬ ‫�آل �سعود‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬يف خدمة العا�صمتني‬ ‫املقد�ستني ب�شكل خا�ص وخ��دم��ة امل�سلمني‬ ‫ب�شكل عام‪.‬‬

‫تكفلت ��ش��رك��ة ب��ن الدن ب ��إق��ام��ة ه��ذا‬ ‫امل�شروع على نفقتها‪ ،‬با�ستثمار تبلغ مدته ‪18‬‬ ‫عاما‪ ،‬ثم تقوم بت�سليمه للحكومة ال�سعودية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويقع امل�شروع أ�م��ام ب��اب امللك عبد العزيز‬ ‫( أ�حد أ�بواب احلرم املكي)‪ ،‬ويتكون من �سبعة‬ ‫أ�براج‪ ،‬و أ��سا�سي ي�سمى «بوديوم»‪ .‬والبوديوم‬ ‫يتكون م��ن ‪ 12‬دو ًرا‪ ،‬و‪ 5‬أ�دوار لل�سوق‪ ،‬و‪5‬‬ ‫أ�دوار للمواقف‪ ،‬ودورين للخدمات‪ .‬وي�سمى‬ ‫الربجان أالوالن بال�صفا‪ ،‬وامل��روة‪ ،‬ويتكونان‬ ‫من ‪ 26‬دو ًرا‪ ،‬وبرجان �آخران يتكونان من ‪30‬‬ ‫دو ًرا‪ ،‬واثنان �آخران يتكونان من ‪ 50‬دو ًرا‪ .‬وقد‬ ‫وظف بن الدن يف هذا امل�شروع‪ ،‬الذي يحتوي‬ ‫على أ�كرث من ‪ 3000‬وحدة �سكنية‪ ،‬ما يزيد‬ ‫على ‪ 2000‬مهند�س!!‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫عاما بعد ع��ام حني يجد‬ ‫ �إن �شاء اهلل ‪ً -‬‬‫احلجاج واملعتمرون زيادة يف عدد امل�ساكن‬ ‫واخلدمات و أ�ن حاجاتهم يف أ�داء عباداتهم‬ ‫ق��د و�ضعتها حكومة اململكة يف احل�سبان‬ ‫ووف� ��رت ل�ه��ا احل �ل��ول امل�ن��ا��س�ب��ة م��ن جميع‬ ‫النواحى بهدف راحتهم يف أ�داء عباداتهم‬ ‫بي�سر و�سهولة‪.‬‬

‫ال��ذي �سيقام مب�شيئة اهلل تعاىل عليه فيه‬ ‫ت�شجيع كبري للجهود ال�ضخمة التي تقوم بها‬ ‫وزارة ال�ش ؤ�ون ا إل�سالمية أ‬ ‫والوق��اف والدعوة‬ ‫وا إلر� �ش��اد يف جم��ال أالوق ��اف وي�برز التطور‬ ‫امل�صاحب لهذه ال�شعرية ذات النفع املتعدي‪.‬‬ ‫�إن هذا امل�شروع يرتجم حر�ص قادة اململكة‬ ‫على احل��رم�ين ال�شريفني وخ��دم��ة �ضيوف‬ ‫الرحمن من حجاج ومعتمرين وتوفري كافة‬ ‫ال�سبل الكفيلة ألداء حجهم وعمرتهم يف‬ ‫ي�سر و أ�مان واطمئنان يف ظل حكومة اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪.‬‬

‫امل�سجد احل��رام‪ ،‬ال��ذي تولت تنفيذه �شركة‬ ‫ب��ن الدن ال�سعودية‪ ،‬أ�ح��د أ��ضخم امل�شاريع‬ ‫املعمارية يف العامل‪ ،‬ومت ت�صنيفه ك أ�كرب مبنى‬ ‫عمراين من حيث امل�ساحة ا إلجمالية على وجه‬ ‫املعمورة‪ ،‬حيث تتجاوز م�ساحة أ�ر�ضه ‪1.4‬‬ ‫مليون مرت مربع‪ .‬ويتكون امل�شروع من ‪ 7‬أ�براج‬ ‫متال�صقة با�ستثمارات تتجاوز ‪ 6‬مليارات ريال‪،‬‬ ‫أ�ي ما يعادل ‪ 1.6‬مليار دوالر‪ ،‬مت ت�صميمها‬ ‫وف ًقا لنظام العمارة ا إل�سالمية‪ .‬وي�صل ارتفاع‬ ‫ال�برج الرئي�سي‪ ،‬ال��ذي مت تخ�صي�صه ليكون‬ ‫فند ًقا‪� ،‬إىل أ�كرث من ‪ 495‬مرت‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫نماذج وقفية‬

‫بالن�سبة ل�ضخامة امل�شروع‪.‬‬ ‫والقادم �إىل مكة املكرمة عن طريق الرب‬ ‫من مدينة جدة‪ ،‬بوابة احلرمني‪ ،‬ي�ستطيع أ�ن‬ ‫يرى من بداية حد احلرم يف مدخل العا�صمة‬ ‫املقد�سة ارتفاع مبنى برج املروة‪ ،‬أ�حد أ�براج‬ ‫م�شروع أ�براج البيت‪.‬‬ ‫برج زمزم‬

‫ب ��رج زم���زم ه��و أ�ح���د أ�ب � ��راج م���ش��روع‬ ‫جممع البيت ال�سكني التجاري‪ ،‬املقام على‬ ‫وق��ف امللك عبدالعزيز رحمه اهلل ل�صالح‬ ‫احلرمني ال�شريفني‪ ،‬والذي يتكون من خم�سة‬ ‫أ�براج‪ ،‬تتميز جميعها بنف�س امل�ستوى ونف�س‬ ‫املوا�صفات‪.‬‬ ‫موقع فريد متميز‬

‫يقع ب��رج زم��زم يف امل�ك��ان ال��ذي كانت‬ ‫حتتله قلعة أ�ج �ي��اد ال�شهرية‪ ،‬وال �ت��ي تطل‬ ‫مبا�شرة على احلرم املكي ال�شريف‪ ،‬وعلى‬ ‫بعد خ�ط��وات م��ن ب��اب امل�ل��ك عبدالعزيز‪.‬‬ ‫ونيابة عن خ��ادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬قام‬ ‫�صاحب ال�سمو امللكي أالم�ي�ر ع�ب��داهلل بن‬ ‫عبدالعزيز «�آن��ذاك» بو�ضع حجر أال�سا�س‬ ‫لهذا امل�شروع ال��رائ��د يف ‪،2002/11/28‬‬ ‫�إيذا ًنا ببدء أالعمال فيه‪ ،‬حيث مت االنتهاء‬ ‫منه يف عام ‪ ،2006‬ومت افتتاحه ر�سم ًيا يف‬ ‫‪.2007/1/20‬‬ ‫أ‬ ‫يقع امل�شروع على قطعة �ر�ض متتلكها‬ ‫أ�وق��اف امللك عبدالعزيز خلدمة احلرمني‬ ‫ال�شريفني‪ ،‬وي�ع��د أالول م��ن ن��وع��ه يف مكة‬ ‫املكرمة وفق نظام البناء والت�شغيل والت�سليم‬ ‫واملعروف دول ًيا بـ«‪ ،»Bot‬وتبلغ مدة االنتفاع‬ ‫عاما هجر ًيا‪ .‬وقد ا�ستثمرت �شركة بن‬ ‫‪ً 23‬‬ ‫آ‬ ‫الدن «من�ش�ت للم�شاريع العقارية» برج زمزم‬ ‫�ضمن امل�شروع املذكور والذي تبلغ م�ساحته‬ ‫‪ 91226‬م�ت�رًا م��رب � ًع��ا‪ ،‬وت �ت �ك��ون امل�ساحة‬ ‫امل�ست أ�جرة م��ن ب��رج زم��زم م��ن ‪ 31‬طاب ًقا‬ ‫وت�شمل ‪ 1310‬أ�جنحة فندقية‪.‬‬ ‫خدمات ومميزات‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪22‬‬

‫يتمتع ب��رج زم ��زم مبجموعة متفردة‬ ‫من املزايا‪ ،‬جتعله أ�ف�ضل م�شروع �سكني يف‬ ‫منطقة اخلليج العربي‪ .‬ومن أ�هم مزاياه‪:‬‬ ‫ت أ�ثيث وحدات الربج مبوا�صفات أالجنحة‬ ‫الفندقية ذات الدرجة أالوىل يف الفنادق‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫ؤ‬ ‫ت�صميم ال�برج بر�ية هند�سية معمارية‬ ‫تنا�سب أ�جواء مكة املكرمة‪.‬‬ ‫االت�صال املبا�شر مع �ساحات احلرم املكي‬ ‫ال�شريف‪ ،‬حيث يبعد املجمع عن بوابة‬ ‫امللك عبدالعزيز م�سافة ‪ 100‬مرت فقط‪.‬‬ ‫ا إلط�ل�ال��ة امل�ب��ا��ش��رة ع�ل��ى احل ��رم املكي‬ ‫ال�شريف‪.‬‬

‫م�صاعد خا�صة تعمل وفق أ�نظمة ذكية‪،‬‬ ‫حيث يخدم الربج ‪ 36‬م�صعدً ا‪.‬‬ ‫أ�نظمة عاملية متطورة للتهوية والتكييف‬ ‫ونقل النفايات‪.‬‬ ‫جممع أ��سواق متطور مقام على م�ساحة‬ ‫‪ 70‬أ�ل��ف مرت مربع‪ ،‬ي�ضم �ساحة كربى‬ ‫للمطاعم‪ ،‬بها أ��شهر املطاعم العاملية‬ ‫واملحلية‪.‬‬ ‫نظام خا�ص لنقل أالذان وال�صالة من‬ ‫احلرم مبا�شرة �إىل أالجنحة ال�سكنية‪.‬‬ ‫م�صلى داخل املجمع وال�ساحات املجاورة‬ ‫يت�سع حلوايل خم�سني أ�لف م�صل‪.‬‬ ‫م��وق��ف � �س �ي��ارات يت�سع ل � �ـ‪� 1400‬سيارة‬ ‫تقري ًبا‪.‬‬ ‫ط��رق دائ��ري��ة ت��رب��ط املجمع ببقية مكة‬ ‫املكرمة ب�شكل �سهل‪.‬‬ ‫مرونة الت�صميم الداخلي ألجنحة الربج‬ ‫ح �ي��ث ي �ح �ت��وي ع �ل��ى خ�م���س��ة أ�ن � ��واع من‬ ‫أالجنحة‪.‬‬ ‫أ�نظمة حرا�سة على مدى ‪� 24‬ساعة‪.‬‬ ‫يدار الربج من قبل �إدارة فندقية عاملية‪.‬‬ ‫صكوك االنتفاع‬

‫لعل من أ�ب��رز مزايا م�شروع برج زمزم‬ ‫ه��و �إت��اح�ت��ه الفر�صة لكافة امل�سلمني‪ ،‬أ� ًي��ا‬ ‫كانت جن�سياتهم‪ ،‬القتناء �صكوك حق انتفاع‬ ‫يف أ�جنحة فندقية فاخرة يف أ�ق��رب نقطة‬ ‫من احلرم املكي ال�شريف‪ ،‬وذلك وفق أ�داة‬ ‫مبتكرة عملت على تطويرها �شركة «من� آش�ت‬ ‫للم�شاريع العقارية»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وق��د أ�ط�ل��ق على ه��ذه الداة م�صطلح‬ ‫�صكوك برج زمزم‪.‬‬ ‫و�صكوك جمع �صك‪ ،‬وه��ي تعني وثيقة‬ ‫أ�و �سند إلث �ب��ات ح��ق ع�ل��ى وج ��ه ال�ع�م��وم‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال ه��ذه ال�صيغة ميكن للم�سلمني‬ ‫الراغبني يف االنتفاع ب أ�حد أ�جنحة الربج‬ ‫��ش��راء �صك أ�و أ�ك�ثر يخولهم ح��ق االنتفاع‬

‫ب �ه��ذه ال ��وح ��دة مل ��دة حم� ��ددة م��ن ال�سنة‬ ‫على م��دى ث�لاث��ة وع�شرين �سنة هجرية‪.‬‬ ‫ومقابل هذا االنتفاع‪ ،‬يقوم املنتفع بت�سديد‬ ‫�دم��ا‪� ،‬إ��ض��اف��ة �إىل تعهده‬ ‫قيمة ال�صك م�ق� ً‬ ‫ب�سداد ح�صته يف ر�سوم ال�صيانة و ا إلدارة‬ ‫ال�سنوية‪.‬‬ ‫مزايا الصكوك‬

‫�إتاحة الفر�صة ألكرب �شريحة ممكنة من‬ ‫امل�سلمني لتحقيق حلمهم ل��زي��ارة مكة‬ ‫امل�ك��رم��ة ك��ل ع��ام‪ ،‬وال�ت���ش��رف مب�ج��اورة‬ ‫الكعبة امل�شرفة‪.‬‬ ‫�ضمان التمتع بخدمات فندقية متميزة‬ ‫طوال فرتة االنتفاع بتكلفة منخف�ضة‪.‬‬ ‫اقتناء �صكوك االنتفاع بطريقة مي�سرة‬ ‫واقت�صادية‪.‬‬ ‫�إمكانية احل�صول على خدمات �سكنية‬ ‫من برج زمزم القريب من احلرم املكي‬ ‫ال�شريف‪.‬‬ ‫توريث حق االنتفاع بال�صكوك يف حالة‬ ‫الوفاة‪.‬‬ ‫توفري خدمات ذات قيمة م�ضافة من خالل‬ ‫�شركة متخ�ص�صة تتوىل �إدارة �صكوك‬ ‫االنتفاع با�ستخدام نظام النقاط الذي‬ ‫مينح حلملة ال�صكوك‪.‬‬ ‫�إه��داء حق االنتفاع للغري ل�سنة واحدة أ�و‬ ‫لعدة �سنوات‪.‬‬ ‫بيع �صكوك االنتفاع أ�و ت أ�جريها‪.‬‬ ‫ا��س�ت�ب��دال ف�ت�رات ال�صكوك أ�و وح��دات‬ ‫ا إلقامة املخ�ص�صة‪.‬‬ ‫ترحيل حق االنتفاع ل�سنة واحدة قادمة‪.‬‬ ‫وتتميز كافة أ�ن��واع أالجنحة املوجودة‬ ‫يف برج زمزم ب أ�نها من فئة اخلم�س جنوم‪،‬‬ ‫وج �م �ي �ع �ه��ا حت ��ت �إدارة � �ش��رك��ة ‪Accor‬‬ ‫الفرن�سية‪ ،‬التي تعترب �إحدى أ�عرق ال�شركات‬ ‫العاملية يف جمال �إدارة الفنادق أ‬ ‫والجنحة‬ ‫الفندقية‪.‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ‬

‫دراسات‬

‫‪23‬‬

‫ثقافة إدارية‬ ‫نظرية إسالمية لحوكمة األوقاف تم تطويرها عبر السنين‬

‫حوكمة األوقاف بني النظرية والتطبيق‬ ‫يعتبر مفهوم الحوكمة من أحدث وأهم المفاهيم التي بدأت تلمس أحد أهم أشكال المنشآت في‬ ‫العصر الحالي‪ .‬وألهمية هذا الموضوع نالحظ أن هناك ً‬ ‫محموما لترسيخ نظريات وقوانين الحوكمة‬ ‫سباقا عالم ًيا‬ ‫ً‬ ‫لتكون متوافقة مع سمات العولمة في جانب و متالئمة مع خصائص البلد المنظم في جانب آخر‪ .‬بل إن‬ ‫مفهوم الحوكمة كنظام وكممارسات أضحى حجر األساس لتوسيع األعمال وجذب االستثمارات وهذا ما دعا‬ ‫الدول المختلفة ً‬ ‫شرقا وغر ًبا إلصدار التقارير العميقة حول كافة أشكال الممارسات المتعلقة بالحوكمة اإلدارية‪..‬‬ ‫كما أدلى البنك الدولي ومنظمات دولية أخرى بدلوهم بتشجيع عقد المؤتمرات وحلقات النقاش حول أنظمة‬ ‫وممارسات الحوكمة اإلدارية على المستوى العالمي‪.‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪24‬‬

‫احل ��وك� �م ��ة ه� ��ي جم� �م ��وع ��ة ال �ن �ظ��م‬ ‫وا إلج��راءات وا آلليات التي ت�صمم و تطبق‬ ‫م��ن أ�ج��ل "ح�ك��م" امل ؤ��س�سات وال�شركات‬ ‫عموما مبا‬ ‫وامل�شاريع التجارية واال�ستثمارية ً‬ ‫يف ذلك م�شاريع الوقف‪ .‬ال�شركة امل�ساهمة‬ ‫على �سبيل املثال "حتكم" من قبل ثالثة‬ ‫أ�ط� � ��راف‪ :‬اجل�م�ع�ي��ة ال�ع�م��وم�ي��ة وجمل�س‬ ‫ا إلدارة وا إلدارة ال�ع�م��وم�ي��ة‪ ..‬عليه ف ��إن‬ ‫احلوكمة ا إلدارية تويل كل طرف على حدة‬ ‫ثم أالطراف كلها جمتمعه ما ي�ستحقه من‬ ‫تـنظيمات و�إج��راءات وتو�صيات وتعليمات‬ ‫حتى متار�س "حاكميتها" على أ��صول‪.‬‬ ‫يف جم� ��ال ال ��وق ��ف وح �� �س��ب ال �ن �ظ��ام‬ ‫ا إل� �س�لام��ي املميز ال ��ذي مت ت�ط��وي��ره عرب‬ ‫التجربة واملمار�سة وكذلك مل يخل أالمر‬

‫م��ن التنظري وب�ن��اء املفاهيم يتم التحكم‬ ‫يف م�شروع ال��وق��ف (امل��وق��وف) م��ن خالل‬ ‫ث�لاث ج�ه��ات مهمة‪ :‬ال��واق��ف (امل �ت�برع أ�و‬ ‫امل �ت�برع��ون) وال�ن��اظ��ر أ�و جمل�س النظار‬ ‫وه��و مبثابة جمل�س ا إلدارة يف ال�شركات‬ ‫احلديثة واملوقوف عليهم أ�و امل�ستفيدون‪.‬‬ ‫كذلك يوجد مدير أ�و م�س ؤ�ول عن امل�شروع‬ ‫حمل الوقف يعينها وي�شرف عليها الناظر‬ ‫وذلك مبثابة ا إلدارة التنفيذية يف ال�شركات‬ ‫احلديثة كما لن نتجاوز وجود العديد من‬ ‫الهيئات واجلهات احلكومية والنظامية التي‬ ‫يفرت�ض أ�ن ت�شرف على م�شاريع أالوق��اف‬ ‫على وجه العموم وه��ذه يت�شابه دوره��ا مع‬ ‫دور الهيئات واجل �ه��ات املنظمة ألع�م��ال‬ ‫ال�شركات امل�ساهمة‪ .‬وبطبيعة احلال انفرد‬

‫الفكر الوقفي يف ا إل�سالم بو�ضع الكثري من‬ ‫التنظيمات والت�شريعات وال�شروط (�شروط‬ ‫ال��وق��ف) ك��ل ذل��ك يف �سبيل تعزيز قيام‬ ‫م�شروع الوقف وا�ستمراريته و�إدارته وحتقيق‬ ‫م �ب��ادئ ال �ع��دال��ة وال�شفافية وا إل� �ص�ل�اح‪.‬‬ ‫�إنها "حالة" حوكمة كاملة �سبق بها الفكر‬ ‫ا إل�سالمي ال�سباق‪.‬‬ ‫يتوج مفهوم الوقف يف ا إل��س�لام عدد‬ ‫من أ��س�س ومبادئ احلوكمة ا إلداري��ة التي‬ ‫ظهرت بعد ذلك مبئات ال�سنني ويجعل منها‬ ‫نـقلة نوعية يف مفهوم التحكم وال�سيطرة‬ ‫على أالوقاف من �سياق الرقابة وا إل�شراف‬ ‫وال�ق�ي��ادة الفردية �إىل نظام كلي متطور‬ ‫ي�صطبغ بحكم م ؤ��س�سي قائم على أ��س�س‬ ‫را�سخة وي�شبه �إىل حد بعيد مفهوم "حكم‬

‫امل ؤ��س�سات" يف أالنظمة ال�سيا�سية احلديثة‪.‬‬ ‫أ�جمل ما يف نظام الوقف يف ا إل�سالم أ�نه ال‬ ‫يطرح ر ؤ�ى و أ�ف�ك��ا ًرا مثالية أ�و خيالية وقد‬ ‫�سي�سا جديدً ا لنظم و�إجراءات‬ ‫ال يـتطلب ت أ� ً‬ ‫وفعاليات ولكنه يعطي نظرة �شمولية تتيح‬ ‫تطوير وحتديث ما هو موجود من �إجراءات‬ ‫وفعاليات و"م ؤ��س�سات تـنظيمية" لتمار�س‬ ‫دورها املطلوب ولتـنفذ واجباتها كما يجب‪.‬‬ ‫ل�ل�ح��وك�م��ة ا إلداري � � ��ة خ�م���س��ة م �ب��ادئ‬ ‫أ��سا�سية ه��ي مبثابة أالوع �ي��ة ال�ت��ي ت�ضم‬ ‫أ��س�سها و�إجراءاتها و أ�نظمتها املتعددة‪ ،‬هذه‬ ‫املبادئ هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬حماية حقوق امل�ساهمني وت�شمل حق‬ ‫احل�صول على املعلومات املطلوبة عن‬ ‫ال�شركات يف وقتها‪ ،‬وح�ضور اجلمعيات‬ ‫والت�صويت وان�ت�خ��اب أ�ع���ض��اء جمل�س‬ ‫ا إلدارة وغري ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬امل�ع��ام�ل��ة ال �ع��ادل��ة ل�ك��اف��ة امل�ساهمني‬ ‫بعدم التفريق بني امل�ساهمني كبريهم‬ ‫و�صغريهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬دور ( أ�دوار) أ��صحاب العالقة بال�شركة‬ ‫وت أ�كيد اح�ت�رام حقوق ه � ؤ�الء وت�شجيع‬ ‫م�شاركتهم وح�صولهم على املعلومات‪.‬‬ ‫‪ -4‬ا إلف�صاح وال�شـفافية التامة عن ال�شركة‬ ‫ون���ش��اط��ات�ه��ا وم���ش��اري�ع�ه��ا و أ�ه��داف �ه��ا‬ ‫و أ�ع���ض��اء جمال�س ا إلدارة ومكاف آ�تهم‬ ‫واملديرين التنفيذيني ورواتبهم والنتائج‬ ‫املالية لل�شركة وفق املعايري املحا�سبية‬ ‫املعروفة وغري ذلك‪.‬‬ ‫‪ -5‬م���س� ؤ�ول�ي��ات جمل�س ا إلدارة وحتديد‬ ‫املهام املنوطة باملجل�س وت�شمل ا إل�شراف‬ ‫وتوجيه ا�سرتاتيجيات ال�شركة والرقابة‬ ‫على ن�شاطات ال�شركة وعملياتها واختيار‬

‫يتوج مفهوم الوقف في اإلسالم عدد‬ ‫من أس��س ومبادئ الحوكمة اإلداري��ة‬ ‫التي ظهرت بعد ذلك بمئات السنين‬ ‫للحوكمة اإلدارية خمسة مبادئ أساسية‬ ‫هي بمثابة األوعية التي تضم أسسها‬ ‫وإجراءاتها وأنظمتها المتعددة‬ ‫املديرين وغري ذلك‪ ..‬والبد من التذكري‬ ‫ب أ�ن املجل�س يقع حتت طائلة امل� أس�لة من‬ ‫قبل امل�ساهمني‪.‬‬ ‫ونالحظ من هذه املبادئ أ�ن احلوكمة‬ ‫ا إلداري ��ة تعالج عالقات القوة وامل�س ؤ�ولية‬ ‫بني أ�رب��ع جمموعات كبرية حتيط ب ��إدارة‬ ‫ال�شركة امل�ساهمة‪ .‬املجموعات التي نتحدث‬ ‫عنها هي‪ :‬أ��صحاب العالقة (امل�ستـفيدون‪،‬‬ ‫ال��دائ�ن��ون‪ ،‬احلكومة‪ ،‬املجتمع‪ ،‬املوظفون‬ ‫‪ ،)..‬اجلمعية العمومية (امل�لاك)‪ ،‬جمل�س‬ ‫ا إلدارة وا إلدارة العمومية أ�و التنفيذية‪.‬‬ ‫وتقدم احلوكمة ا إلداري��ة كما ذكرنا أ�عاله‬ ‫جمموعة من ا إلج��راءات والرتتيبات التي‬ ‫حتكم العالقات بني هذه املجموعات لتكون‬ ‫ع�لاق��ات �إيجابية منـتجة ولي�ست مدعاة‬ ‫للتناف�س ال�سلبي و�ضياع م�صلحة ال�شركة‪.‬‬ ‫على �سبيل املثال لو أ�بدعت �إحدى املجموعات‬ ‫وجن��ح��ت يف حت �ق �ي��ق غ��اي��ات �ه��ا و��س�ب�ق��ت‬ ‫املجموعات أالخ ��رى مل تـتحقق احلوكمة‬ ‫ا إلداري��ة ألن �شرطها امل�صلحة اجلماعية‪.‬‬

‫كذلك لو جنحت املجموعات كل على حدة‬ ‫فكل �سيـبدع لتحقيق م�صاحله ال�ضيقة ولن‬ ‫تـتحقق امل�صلحة الكلية لل�شركة‪.‬‬ ‫يف جمال �إدارة الوقف البد من توظيف‬ ‫مبادئ و أ��س�س احلوكمة هذه يف �سبيل حت�سني‬ ‫أ�داء امل�شاريع الوقفية لتحقق أاله��داف‬ ‫املناطة بها عل ًما أ�ن املجموعات املحددة‬ ‫أ�ع�لاه تكون م��وج��ودة أ���ص�ًلواً وم� ؤ�ث��رة فع ًال‬ ‫يف امل�شاريع الوقفية حيث جند جمموعات‬ ‫مثل امل�شروع الوقفي (املوقوف) وال�شخ�ص‬ ‫املتربع (الواقف) وامل�ستـفيدين (املوقوف‬ ‫عليهم) واجلهة املنظمة للوقف وا إلدارة‬ ‫التـنفيذية للم�شروع الوقفي �إىل �آخ��ره‪ .‬كل‬ ‫ه��ذه املجموعات حتتاج ترتيب العالقات‬ ‫فيما بينها وتفعيل امل�سائل املتعلقة بالرقابة‬ ‫والتحكم يف امل���ش��روع الوقفي (احلوكمة‬ ‫ا إلداري � ��ة) وف��ق م �ب��ادئ و أ�� �س ����س وا�ضحة‬ ‫لالرتقاء ب� أ‬ ‫�الداء يف جو عام من ا إلف�صاح‬ ‫ؤ‬ ‫أ‬ ‫وال�شفافية وامل�س�ولية جتاه جميع ��صحاب‬ ‫العالقة بامل�شروع‪.‬‬

‫أركان الوقف‬

‫الموقوف عليه‬

‫املوقوف عليه هو ال��ذي ي�ستحق االنتفاع بالعني املوقوفة‪،‬‬ ‫م�سل ًما كان أ�و غري م�سلم �سوا ًء قيل �إن��ه مالك للعني املوقوفة‬ ‫بالوقف‪ ،‬أ�و �إنه ال ميلك �إال حق االنتفاع‪ ،‬وال ي�صح الوقف �إال �إذا‬ ‫توافرت يف املوقوف عليه �شروط ذكرتها كتب املذاهب‪.‬‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫شروط الواقف‬

‫البد من توافر نوعني من ال�شروط يف الواقف‪ ،‬ومرد هذا‬ ‫التق�سيم أ�ن هناك ً‬ ‫�شروطا ترد على الواقف نف�سه‪ ،‬حيث �إن الوقف‬ ‫عقد من عقود التربعات‪ ،‬لذلك يلزم ل�صحته أ�ن يكون الواقف‬

‫الموقوف‬

‫ه��و حم��ل ال��وق��ف ال��ذي ي��رد عليه العقد‪ ،‬وت�ترت��ب �آث��اره‬ ‫ال�شرعية عليه وقد حدد الفقهاء عدة �شروط العتبار املوقوف‬ ‫حم ًال �صا ً‬ ‫حلا للعقد‪.‬‬ ‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫أ�رك��ان الوقف عند جمهور الفقهاء خال ًفا للحنفية أ�ربعة‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫الواقف‪.‬‬ ‫املوقوف‪.‬‬ ‫املوقوف عليه‪.‬‬ ‫ال�صيغة‪.‬‬

‫ممن تتوافر فيهم أ�هلية التربع وهي أ�هلية أالداء الكاملة‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫ثقافة إدارية‬

‫أيها املدير‪..‬‬ ‫هذا هو دورك في التنمية‬ ‫بقلم د‪ .‬جاين نيلسون ‪ -‬رئيسة مبادرة هارفارد للمسؤولية االجتماعية‬

‫يتعرض مديرو الشركات حول العالم إلى ضغط شديد من أجل‬ ‫إعادة بناء الثقة العامة‪ ،‬واالستجابة للتوقعات االجتماعية اآلخذة بالتزايد‪,‬‬ ‫واالستمرار في تحقيق األرباح والقدرة على التنافس في االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪26‬‬

‫ونتيجة لذلك‪ ،‬يواجه ق��ادة ال�شركات‬ ‫هذه أاليام منظومة معقدة وغال ًبا متناق�ضة‬ ‫م��ن ت��وق�ع��ات أ�� �ص �ح��اب امل���ص��ال��ح يف ه��ذه‬ ‫ال�شركات‪ .‬فقد أ��صبح يطلب منهم العمل‬ ‫مع الن�شطاء االجتماعيني واملحللني املاليني‬ ‫من أ�ج��ل �إدارة املخاطر البيئية وخماطر‬ ‫أال� �س��واق‪ ،‬و أ�ن يتحملوا م�س ؤ�ولية أ�دائهم‬ ‫املايل وغري املايل‪ ،‬و أ�ن يتعاونوا‪ ،‬ويتناف�سوا‬ ‫يف غالب أالحيان‪ ،‬مع �شركاء غري تقليديني‬ ‫يهتمون بق�ضايا غ�ير م� أ�ل��وف��ة ت ��راوح بني‬ ‫التغري املناخي و�إدارة املياه �إىل م�شاريع‬ ‫ال�شباب وتطوير ر أ��س املال الب�شري‪� .‬إنهم‬ ‫يتعر�ضون لل�ضغط من احلكومات والعمالء‪،‬‬ ‫واملنظمات غري احلكومية‪ ،‬ومن عدد �صغري‬ ‫ول�ك�ن��ه يف ت��زاي��د م��ن م�ستثمريهم لكي‬ ‫يربهنوا على متيز أ�دائهم لي�س من حيث‬ ‫القدرة التناف�سية ومنو ال�سوق فح�سب‪ ،‬ولكن‬ ‫أ� ً‬ ‫ي�ضا م��ن حيث م�س ؤ�وليتهم االجتماعية‬ ‫ك�شركات‪.‬‬ ‫وبينما جتلى هذا التحدي القيادي‪ ،‬ف�إنه‬ ‫بد أ� ي�صبح حقيقة واقعة بالن�سبة للكثريين‬ ‫يف العامل وب�شكل خا�ص ملن يهدفون �إىل‬ ‫أ�ن ي�صبحوا العبني من طراز عاملي رفيع‪-‬‬ ‫�إم��ا بالتعاون و�إم��ا بالتناف�س مع كربيات‬ ‫ال���ش��رك��ات م�ت�ع��ددة اجلن�سية يف ال�ع��امل‪.‬‬ ‫وم��ن الوا�ضح أ�ن ق��ادة ال�شركات واقعون‬ ‫حتت ت أ�ثري تقاليد اقت�صادية‪ ،‬واجتماعية‪،‬‬ ‫وثقافية و�سيا�سية خمتلفة‪ .‬وع�ل��ى نحو‬ ‫م�شابه‪ ،‬هناك تباين وا�سع يف ا إل�سهامات‬ ‫املحددة التي ت�ستطيع خمتلف ال�شركات أ�ن‬ ‫تقدمها لدعم أ�هداف القدرة الوطنية على‬ ‫التناف�س والتنمية االجتماعية‪ .‬وال يعتمد‬ ‫�إ�سهام ال�شركات على نوع التدخل املطلوب‬ ‫فح�سب– مثل �إي�ج��اد الوظائف‪ ،‬وت�شغيل‬ ‫ال�شباب وا�ستحداث امل�شاريع ال�شبابية‪،‬‬ ‫والو�صول �إىل التعليم وال�صحة و�إدارة البيئة‬

‫– ولكنه يعتمد أ�ي�ض ًا على عوامل من قبيل‬ ‫القطاع ال�صناعي ومنوذج ال�شركة وهيكل‬ ‫ملكيتها وحجمها‪.‬‬ ‫ورغم هذه االختالفات‪ ،‬توجد �إمكانية‬ ‫لدى جميع ال�شركات تقري ًبا للم�ساهمة يف‬ ‫أ�هداف التنمية الوطنية من خالل املجاالت‬ ‫الثالثة التالية التي ت ؤ�ثر فيها ال�شركات‪:‬‬ ‫‪ -1‬العمليات واال��س�ت�ث�م��ارات أال�سا�سية‬ ‫لل�شركة – مبا يف ذلك أ�ن�شطة ال�شركة‬ ‫وع�لاق��ات�ه��ا يف م�ك��ان ال�ع�م��ل‪ ،‬وال�سوق‬ ‫ويف �سل�سلة ا إلم��داد‪� .‬إن أ�عظم �إ�سهام‬ ‫م�ستدام ت�ستطيع أ�ن تقدمه أ�ي �شركة‬ ‫للمجتمع يتمثل يف ت أ�دية ال�شركة عملها‬ ‫أال��س��ا��س��ي بطريقة م��رب�ح��ة‪ ،‬ومنتجة‬ ‫وم�سئولة‪ .‬وينبغي أ�ن يتمثل الهدف‬ ‫الرئي�سي جلميع ال�شركات يف تقليل أ�ية‬ ‫�آثار �سلبية قد تن� أش� عن أ�ن�شطتها‪ ،‬ويف‬ ‫زي��ادة وتفعيل ا آلث��ار ا إليجابية لعملها‬ ‫أال�سا�سي التي تراوح بني �إيجاد الوظائف‬ ‫وابتكار املنتجات واخلدمات �إىل تنمية‬ ‫ر أ��س املال الب�شري‪.‬‬ ‫‪ -2‬اال�ستثمار اال�سرتاتيجي يف أالع�م��ال‬ ‫اخل�يري��ة واالجتماعية أ�و املجتمعية‪-‬‬ ‫لي�س ب�ه��دف تعبئة أالم� ��وال فح�سب‪،‬‬ ‫ولكن تعبئة املوجودات أالخرى لل�شركات‬ ‫وما لديها من كفاءات‪ ،‬كاال�ستثمار يف‬ ‫العاملني لديها‪ ،‬ويف منتجاتها ومرافقها‬ ‫للم�ساعدة يف دع��م وتقوية املجتمعات‬ ‫املحلية وال�شركاء غري الربحيني‪.‬‬ ‫‪ -3‬احل ��وار املتعلق بال�سيا�سات العامة‪،‬‬ ‫والن�صح وا إلر� �ش��اد وبناء امل ؤ��س�سات‪-‬‬ ‫اجلهود التي تبذلها ال�شركات ب�صورة‬ ‫فردية أ�و جماعية للم�شاركة يف احلوارات‬ ‫ح��ول ال�سيا�سات ال�ع��ام��ة ال�ت��ي تتعلق‬ ‫مبجال عملها‪ ،‬وامل�شاركة مع حكوماتها‬ ‫يف م�سعى م�شرتك لتحقيق أاله��داف‬

‫الوطنية خا�صة يف جم��االت كالتعليم‬ ‫وال�صحة والبيئة‪ ،‬حيث ت�ساعد هذه‬ ‫املجاالت على حت�سني القدرة الوطنية‬ ‫على التناف�س‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ومن أ�هم ا إل�سهامات التي ت�ستطيع �ية‬ ‫�شركة يف أ�ي بلد أ�و قطاع �صناعي أ�ن تقدمها‬ ‫للمجتمع بناء ر أ����س املال الب�شري و�إيجاد‬ ‫فر�ص العمل لتحقيق القدرة التناف�سية على‬ ‫ال�صعيد االقت�صادي والتقدم االجتماعي‪.‬‬ ‫�إن نوعية وم��دى و�صول التعليم والنظام‬ ‫التعليمي والتدريبي وتنمية اليد العاملة‬ ‫يعترب واح��د ًا من العوامل الفردية أالكرث‬ ‫أ�همية يف حتديد �إنتاجية البلد وقدرته‬ ‫التناف�سية‪ ،‬ومنوه االقت�صادي‪ ،‬وازده��اره‪،‬‬ ‫وقدرته على توفري وظائف وظ��روف عمل‬ ‫الئ �ق��ة‪ ،‬وال �ت �ق��دم االج�ت�م��اع��ي مل��واط�ن�ي��ه‪.‬‬ ‫�إ��ض��اف��ة �إىل ذل��ك‪ ،‬وك�م��ا الح�ظ��ت الهيئة‬ ‫ال�سعودية العامة لال�ستثمار يف حالة اململكة‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫العربية ال�سعودية‪�« :‬إن التعليم يدفع تنويعنا‬ ‫بعيدا عن النفط‪ ،‬ألن��ه يوفر‬ ‫االقت�صادي ً‬ ‫ر أ����س املال الب�شري ال�ستقطاب اال�ستثمار‬ ‫أالجنبي‪ ،‬وبناء اقت�صاد يقوم على االبتكار‪،‬‬ ‫و�إع � ��ادة ت�ع��ري��ف م��رك��ز اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية يف اخلارج»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫تعترب التنمية ال�شاملة ل��ر����س امل��ال‬ ‫الب�شري ألي بلد م��ن امل�س ؤ�وليات املهمة‬ ‫للحكومات‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬يف جميع بلدان‬ ‫ال�ع��امل م��ن ال��والي��ات املتحدة �إىل ال�صني‬ ‫والهند واليابان و أ�ع�ضاء االحتاد أالوروبي‪،‬‬ ‫يطور عدد متزايد من ال�شركات الكبرية‬ ‫حتالفات ا�سرتاتيجية‪� ،‬إحداها مع أالخرى‪،‬‬ ‫وم��ع م ؤ��س�سات القطاع العام واجلامعات‬ ‫وامل � ؤ�� �س �� �س��ات وامل �ن �ظ �م��ات غ�ير الربحية‬ ‫لتح�سني نوعية وكمية ومالءمة التعليم يف‬ ‫الدولة والتدريب وتنمية القوة العاملة‪.‬‬ ‫واحدا‬ ‫وهذا يعك�س �إدرا ًكا‬ ‫متزايدا ب أ�ن ً‬ ‫ً‬

‫من أ�ه��م امل�ساهمات اال�سرتاتيجية التي‬ ‫ميكن أ�ن تقدمها ال�شركات الكبرية لدعم‬ ‫التنمية الوطنية و أ�ه��داف املناف�سة يتمثل‬ ‫يف اال�ستثمار يف ر أ����س املال الب�شري الذي‬ ‫ي��راوح بني التعليم والتدريب �إىل ال�صحة‬ ‫وتنمية القوة العاملة‪.‬‬ ‫وميكن للجهود املرتبطة ب�شكل مبا�شر‬ ‫ب�سل�سلة القيم امل ؤ��س�سية والعمليات اجلوهرية‬ ‫لل�شركات أ�ن ت�شمل‪ :‬برامج التدريب وتطوير‬ ‫املهارات للموظفني‪ ،‬التدريب واالعتمادات‬ ‫امل��ال�ي��ة للم�شاريع ال���ص�غ�يرة ال�ت��ي تعمل‬ ‫وف��ق �سال�سل القيمة امل ؤ��س�سية‪ ،‬التدريب‬ ‫التقني واملهني للمزودين و�شركاء العمل‬ ‫ا آلخ��ري��ن‪ ،‬م �ب��ادرات ال�صحة وال�سالمة‬ ‫والتنوع واللياقة ال�صحية يف مواقع العمل‪.‬‬ ‫وع �م��وم��ا‪ ،‬ت�ستطيع ال���ش��رك��ات أ�ن تلعب‬ ‫دو ًرا قياد ًيا يف تنمية ق��وة عاملة متعلمة‬ ‫وماهرة و�صحية باال�شرتاك مع احلكومات‬

‫وم ؤ��س�سات التعليم العامة واخلا�صة من‬ ‫أ�جل‪:‬‬ ‫أ‬ ‫تعزيز �نظمة التعليم العام واخلا�ص‪.‬‬ ‫دعم مبادرات التدريب التقني أ�و املهني‬ ‫أ�و ا إلداري‪.‬‬ ‫اال�ستثمار يف تعليم العلوم والتكنولوجيا‬ ‫والهند�سة والريا�ضيات والدفاع عنه‪.‬‬ ‫دع ��م تعليم ري� ��ادة امل �� �ش��اري��ع وتنمية‬ ‫املهارات‪.‬‬ ‫رع��اي��ة ب��رام��ج ال�ت�م�ك�ين االق �ت �� �ص��ادي‬ ‫لل�شباب‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بال�شركات ال �ب��ارزة يف‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالت���ص��االت ف�إنها‬ ‫تظهر أ� ً‬ ‫ي�ضا طر ًقا جديدة خالقة ال�ستغالل‬ ‫ا إلمكانية الهائلة للتكنولوجيا لزيادة و�صول‬ ‫وفعالية التعليم والتدريب‪ ،‬وبالتايل القيام‬ ‫بدور رئي�سي للتمكني وتي�سري أالمور يف كثري‬ ‫من الدول‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫تكافل‬ ‫محمد سعيد المولوي‬

‫الوقف درة التكافل االجتماعي‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا في السيرة النبوية‬ ‫دور الوقف في التنمية االجتماعية واالقتصادية كان‬ ‫الشريفة وتاريخ الصحابة رضوان اهلل عليهم وذلك من خالل تلمس العديد من‬ ‫التجارب الحية التي جعلت من الوقف درة للتكافل االجتماعي عبر التاريخ‪.‬‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪28‬‬

‫ال تعرف الب�شرية يف تاريخها أ�م��ة ك��ان بينها من‬ ‫التكافل االجتماعي مثل ما كان بني أ�فراد أالمة ا إل�سالمية‪.‬‬ ‫وقد لعب الوقف دو ًرا عظي ًما يف كيان التكافل ذلك أ�نه لي�س‬ ‫مق�صو ًرا على زمن دون زمن أ�و بلد دون بلد‪ .‬ولعله من‬ ‫احلري بنا أ�ن نقدم فكرة عن الوقف حتى يكون القارئ‬ ‫ّ‬ ‫الكرمي م�شار ًكا فيما يكتب‪.‬‬ ‫تعريف الوقف‪ :‬تطلق كلمة الوقف من فعل وقف �إذا‬ ‫امتنع عن ال�سري‪ .‬وتقول وقفت فال ًنا عن الذهاب �إذا‬ ‫منعته عن احلركة ومبعنى �آخر �إذا حب�سته عن املغادرة‪.‬‬ ‫و�سمي الوقف وقفًا ألنه حب�س لعني من أالعيان يف �سبيل‬ ‫اهلل‪ .‬وبالرجوع �إىل ما حوته كتب الفقه يف حديثها عن‬ ‫الوقف ف�إننا جند تعريفات خمتلفة لكنها ميكن أ�ن جتتمع‬ ‫على أ�فكار رئي�سية مت�شابهة ملخ�صها أ�مران‪ :‬أالول‪ :‬أ�ن‬ ‫الوقف حب�س لعني مال يف �سبيل اهلل بحيث ال تباع وال‬ ‫تهدى وال تنقل ملكيتها وال تورث‪ .‬والثاين‪ :‬جعل منفعتها‬ ‫يف �سبيل اهلل �صدقة ينتفع بها املحتاج ومن ن�ص الواقف‬ ‫على ا�ستفادته من الوقف‪ .‬وعلى هذا ف�إنه يجتمع يف عملية‬ ‫الوقف‪ .‬الواقف‪ ،‬واملوقوف‪ ،‬ون�ص الواقف‪ ،‬وامل�ستفيد من‬ ‫الوقف‪ ،‬وناظر الوقف‪.‬‬ ‫و�إذا أ�ردنا أ�ن نعرف‪ ...‬الوقف كان اجلواب أ�ن الوقف‬ ‫انطلق من ا آليات الكرمية ومن أالحاديث ال�شريفة و أ�عمال‬ ‫الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم وال�صحابة ر�ضوان اهلل‬ ‫عليهم‪ .‬فاهلل تعاىل يقول‪�} :‬إمنا امل ؤ�منون �إخوة{ أ‬ ‫والخ‬ ‫يحر�ص على أ�خيه ورف��ع الكرب وال�ضيق عنه‪ ،‬وق��ول‪:‬‬ ‫}وي ؤ�ثرون على أ�نف�سهم ولو كان بهم خ�صا�صة{ والر�سول‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم يقول‪« :‬مثل امل ؤ�منني يف توادهم‬

‫وتراحمهم كمثل اجل�سد الواحد �إذا ا�شتكى منه ع�ضو‬ ‫تداعى له �سائر اجل�سد باحلمى وال�سهر» ويقول‪« :‬ما �آمن‬ ‫بي من بات �شبعان وجاره على الطوى وهو يعلم» ويقول‪:‬‬ ‫«�إذا م��ات اب��ن �آدم انقطع عمله �إال من ث�لاث‪� :‬صدقة‬ ‫جارية‪ ،‬أ�و علم ينتفع به‪ ،‬أ�و ولد �صالح يدعو له» ونحن هنا‬ ‫نورد أ�مثلة ب�سيطة وال نح�صي ألن الن�صو�ص كثرية‪.‬‬ ‫ال�صحابة وال��وق��ف‪ :‬ومن البدهي أ�ن امل ؤ�من ال�شك‬ ‫عنده أ�نه ميت ال حمالة‪ ،‬لذلك فكر النا�س يف عمل ميكن‬ ‫أ�ن ي ؤ�من لهم أ�ج ًرا عند اهلل �إذا ماتوا‪ ،‬فال�صدقة ا آلنية‬ ‫تنتهي ل��ذا ك��ان ال��وق��ف ه��و ال�صدقة اجل��اري��ة الدائمة‬ ‫ولقد كان يف عمل الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم برهان‬ ‫عملي يف الوقف فهو أ�ول من وقف يف ا إل�سالم وذلك يف‬ ‫بناء م�سجد قباء ثم �شرائه ألر�ض امل�سجد النبوي وبناء‬ ‫امل�سجد ووقف أ�ر�ضه‪.‬‬ ‫ونحب أ�ن ن�شري �إىل أ�ن حر�ص النبي �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم على اخلري والدعوة �إىل ال�صدقة و�إيقاف م�سجد‬ ‫قباء و أ�ر�ض امل�سجد النبوي قد دفع ال�صحابة ر�ضوان اهلل‬ ‫عليهم �إىل وقف كثري من العقارات واملزارع‪ ،‬ومن الثابت‬ ‫أ�ن أ�ول من أ�وقف من ال�صحابة عمر بن اخلطاب فقد كان‬ ‫له أ�ر�ض تدعى ثمغ فوقفها على امل�سلمني و أ��شهد على ذلك‬ ‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم وكتب بذلك �ص ًكا �شرع ًيا‬ ‫جاء فيه كما نقل ا إلمام البخاري‪« :‬ال يباع أ��صلها وال يوهب‬ ‫وال يورث وهي يف الفقراء والقربى والرقاب ويف �سبيل اهلل‬ ‫وال�ضيف وابن ال�سبيل وال جناح على من وليها أ�ن ي أ�كل‬ ‫منها باملعروف أ�و يطعم �صديقًا غري متمول فيه»‪.‬‬ ‫وقد جعل عمر ر�ضي اهلل عنه ابنته حف�صة أ�م امل ؤ�منني‬

‫وقد ر أ�ينا الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم هو أ�ول‬ ‫من فتح باب الوقف اخلريي وتبعه ال�صحابة والتابعون‬ ‫وق��د ا�ستمر النا�س على ر�صد الكثري يف خانة الوقف‬ ‫اخلريي و�سنتحدث بعد قليل عن مناحي الوقف اخلريي‬ ‫لكن املالحظ أ�ن موجة الوقف اخلريي قد ا�شتدت وزاد‬ ‫�إقبال النا�س على وقف املمتلكات يف الع�صرين أاليوبي‬ ‫واململوكي‪ .‬وال�سبب أ�ن أالم��ة كانت �آن ��ذاك يف ح��روب‬ ‫ال�صليبيني وامل�غ��ول ف�ضلاً عن اخل�لاف��ات بني احلكام‬ ‫أ�نف�سهم فكان هناك �شعور احلاجة بني احلكام أ‬ ‫والثرياء‬ ‫�إىل بناء املدار�س وامل�ساجد واملقابر يرجون بها الثواب‬ ‫من أ�ن ي�صبغوا الدولة التي فتحوها بال�صبغة ا إل�سالمية‬ ‫وقد كانت م�صبوغة بال�صبغة الن�صرانية فبنوا أ�عظم‬ ‫و أ�جمل امل�ساجد و أ��س�سوا املكتبات و أ�قاموا مراكز التغذية‬ ‫العامة و�ساهموا يف �إقامة املن� آش�ت الوقفية‪.‬‬ ‫أثر الوقف االجتماعي واالقتصادي‬

‫ولننظر ب�ع��د يف م��دى فاعلية ال��وق��ف يف امل �ي��دان‬ ‫االجتماعي واالقت�صادي‪:‬‬ ‫يدعي بع�ض النا�س أ�ن الوقف جتميد أ‬ ‫للموال يف أ�بنية‬ ‫ال تعود على احلياة االقت�صادية بعائد‪ .‬وهي مع أال�سف‬ ‫نظرة قا�صرة تقوم على جهل بحقيقة الوقف ف�إن �شراء‬ ‫عقار ووقفه مثلاً هو حتريك للمال اً‬ ‫فبدل من أ�ن تبقى‬ ‫أالموال يف اجليوب وال�صناديق تتحرر هذه أالموال لتنزل‬ ‫�إىل ال�سوق‪ .‬ونظرية ا إل��س�لام االقت�صادية قائمة على‬ ‫أ��صلني حتريك املال ألنه و�سيلة من و�سائل احلياة ومن‬ ‫هنا جاء حترمي الكنز مع عدم دفع الزكاة التي حترك‬ ‫املال وتفتته أ‬ ‫وال�صل هو تفتيت الرثوة وجعلها للنا�س كافة‬ ‫والذي حققه نظام املواريث ونظام الزكاة ونظام الوقف‪.‬‬ ‫حب�سا لعني املوقوف مع جعل‪ ..‬ملن‬ ‫وملا كان الوقف ً‬ ‫ؤ‬ ‫ن�ص الواقف أ�ن تكون فيهم‪ .‬ف�إن الوقف يبدو م��س�سات‬ ‫اقت�صادية تقوم على التعاون والت آ�زر بني أ�فراد املجتمع‬ ‫وتربط بينهم برباط املحبة وال�شعور با آلخر‪ .‬والوقف هنا‬ ‫�صورة عجيبة للبعد عن أالثرة وتوجه نحو اخلري فالواقف‬ ‫اً‬ ‫مقبول من اهلل وهو‬ ‫همه الوحيد أ�ن يكون عمله عمل خري‬ ‫بالتايل ال يعلم من الذي �سي�ستفيد منه‪ .‬ومبعنى �آخر �إن‬ ‫الوقف عمل قائم على ا إلخال�ص هلل تعاىل‪.‬‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫أنواع الوقف‬

‫و�إذا عدنا �إىل الوقف وجدنا نوعني من الوقف هما‪:‬‬ ‫الوقف الذري‪.‬‬ ‫والوقف اخلريي‪.‬‬ ‫واملق�صود بالوقف الذري هو أ�ن يقف الواقف وقفة‬ ‫على ذري�ت��ه أ�و أ�ق��ارب��ه دون أ�ن يتملك امل�ستفيدون من‬ ‫الوقف �شي ًئا ألن أال�صل بالوقف أ�ن ال يورث وال يباع وال‬ ‫يوهب‪ .‬وهذا النوع من الوقف ال�شرعي انت�شر يف أ�نحاء‬ ‫العامل ا إل�سالمي بفعل حب اخلري من جهة وحب أالهل‬ ‫وال�شعور بامل�س ؤ�ولية نحوهم‪ .‬وهناك عائالت كثرية وقف‬ ‫ا آلباء أ‬ ‫والجداد على ذرياتهم ففي بالد ال�شام على �سبيل‬ ‫املثال هناك وقف �آل التغلبي ووق��ف �سعد الدين ووقف‬ ‫ال�صحابة‪� ..‬إلخ ويف املدينة املنورة مثلاً وقف أالحمدي‪..‬‬ ‫وغريه‪.‬‬ ‫ريا يف‬ ‫ومم��ا ال �شك فيه أ�ن للوقف ال��ذري أ�ث�� ًرا كب ً‬ ‫خدمة أال�سرة ف�إن أالجيال الالحقة وهي تنعم مبا خلفه‬ ‫لها ا آلباء �ستذكر ا آلباء باخلري وت ؤ�رق قلوبها بحب ا آلباء‬ ‫أ‬ ‫والجداد فتنطلق بالدعاء لها والثناء عليها كما أ�ن هذه‬ ‫أالج�ي��ال ال تنتفع مبا ي��در عليها على ت��وايل أالي��ام‪ ،‬وال‬

‫الوقف الخيري‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫ناظ ًرا على الوقف وت�سيري أ�م��وره وقد خلفها بعد ذلك‬ ‫عبداهلل بن عمر والبد من ا إل�شارة �إىل أ�ن ابن اخلطاب‬ ‫فتح الطريق أ�مام ال�صحابة ليبادروا �إىل وقف �صدقاتهم‬ ‫فوقف عثمان بن عفان ر�ضي اهلل عنه بئر روم��ة على‬ ‫امل�سلمني وكان فيها �شري ًكا مع يهودي ا�سمه رومة وكانت‬ ‫تتمتع مباء عذب فلما ا�شرتى ح�صة اليهودي أ�وقفها على‬ ‫امل�سلمني‪ .‬وقد جاء أ�بوالدحداح �إىل ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم فقال اب�سط يدك يا ر�سول اهلل ف�إين قد جعلت‬ ‫حديقتي �صدقة على امل�سلمني‪ .‬فقال له ر�سول اهلل �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪« :‬ت�صدق بواحدة وات��رك أالخ��رى لك»‬ ‫وكان يف احلديقة التي ت�صدق بها �ستمائة نخلة‪.‬‬ ‫هذا وقد نقل العلماء كالدارمي واخل�صاف أ�خبا ًرا‬ ‫عن وقف ال�صحابة لكرمي أ�موالهم‪ .‬فحدثنا الدارمي أ�ن‬ ‫الزبري بن العوام جعل دوره على بنيه �صدقة التباع وال‬ ‫تورث وا�ستثنى املتزوجة منهم ألن زوجها كفيل بها‪ .‬وروى‬ ‫حممد بن عبدالرحمن فقال‪ :‬ما أ�علم من أ��صحاب ر�سول‬ ‫اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم من أ�ه��ل بدر من املهاجرين‬ ‫أ‬ ‫حب�سا ال ي�شرتي وال يورث‬ ‫والن�صار �إال وقد أ�وقف من ماله ً‬ ‫وال يوهب حتى يرث اهلل أالر�ض ومن عليها‪.‬‬ ‫و�سنجد يف الكتب من أ��سماء من وقف على امل�سلمني‬ ‫منهم‪ :‬أ�بوبكر وعمر وعثمان وعلي والزبري بن العوام وعائ�شة‬ ‫أ�م امل ؤ�منني و أ�ختها أ��سماء بنت أ�بي بكر و أ�م �سلمة أ�م امل ؤ�منني‬ ‫وخالد بن الوليد و�صفية أ�م امل ؤ�منني‪ ،‬و أ�م حبيبة‪ ..‬ون�ستمر‬ ‫مع التاريخ فرنى أ�ن الوقف م�ستمر مع أاليام مل يتوقف أ�بدً ا‬ ‫و أ�ن الوقف خا�صية من خ�صائ�ص أ�هل ا إل�سالم‪.‬‬

‫نن�سى يف امليدان قول الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم ألبي‬ ‫طلحة‪« :‬اجعله لفقراء أ�قاربك فجعلها حل�سان و أ�بي بن‬ ‫كعب»‪.‬‬ ‫أ�م ��ا ال��وق��ف اخل�ي�ري فهو درة احل �ي��اة ا إل�سالمية‬ ‫االجتماعية وهو كما ذكرنا يقوم على وقف مال معني من‬ ‫عقار أ�و أ�ر�ض أ�و مرفق كبري‪� ..‬إلخ على ناحية معينة بحيث‬ ‫تبقى عني املال حمبو�سة بينما منتوجها يكون يف امل�سارب‬ ‫التي ر�صد لها الوقف‪ ،‬أ�و لعامة املحتاجني‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫دراسات‬

‫دأبت دولة الكويت منذ نشأتها على االهتمام‬ ‫بالقطاع الوقفي وتطويره بشكل يتالءم مع المعطيات‬ ‫والمستجدات الحديثة‪ ،‬ولقد تتالت في هذا االتجاه‬ ‫منذ نشأة دائرة األوقاف العامة في سنة ‪1949‬م مع‬ ‫صدور المرسوم األميري الذي أنشئت على أساسه‬ ‫(األمانة العامة لألوقاف)‪.‬‬ ‫‪ ‬ولقد عملت األمانة على حسن إدارة األموال‬ ‫الوقفية من تنمية أصولها وتوزيع ريعها حسب‬ ‫شروط الواقفين‪ ,‬ودعوة الخيرين إلنشاء أوقاف‬ ‫جديدة‪ ،‬واتبعت في هذا االتجاه سياسة استثمارية‬ ‫تعتمد تنويع المحافظ وتقليل األخطار والتوزيع‬ ‫الجغرافي المدروس مما أدى خالل السنوات المتتالية‬ ‫إلى ارتفاع نسب العوائد الوقفية ومعدالت الربح‪.‬‬

‫أوقاف دولة الكويت‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪30‬‬

‫وب �ه��دف ت�سليط ال���ض��وء على جتربة‬ ‫الكويت يف جم��ال أالوق ��اف ج��اءت درا�سة‬ ‫الباحث �إبراهيم حممود عبدالباقي بعنوان‪:‬‬ ‫(دور الوقف يف تنمية املجتمع املدين ـ منوذج‬ ‫أالمانة العامة أ‬ ‫للوقاف بدولة الكويت) التي‬ ‫نال بها درجة الدكتوراه من جامعة حممد‬ ‫بن عبداهلل مبدينة فا�س املغربية‪.‬‬ ‫‪ ‬وتعالج الر�سالة فر�ضية أ��سا�سية تتمثل‬ ‫يف � �ض��رورة االه�ت�م��ام ب��ال��وق��ف واع�ت�ب��اره‬ ‫أ�داة فاعلة يف خمتلف جوانب التنمية يف‬ ‫املجتمع من خالل ا�ضطالع هيئاته بدور‬ ‫الراعي للمجتمع املدين �ضما ًنا ل�صالحه‬ ‫وا�ستمراره على النهج القومي خدمة للرقي‬ ‫احل�ضاري العربي وا إل�سالمي‪.‬‬ ‫‪ ‬ومتحور مو�ضوع الر�سالة حول الوقف‪،‬‬ ‫ه��ذا العمل ا إلح���س��اين اجلليل وال�صرح‬ ‫االجتماعي أال�صيل الذي و�ضع له الفقهاء‬ ‫أ�ركا ًنا و أ��صولاً‪ ,‬و أ�قام له العلماء وامل�س ؤ�ولون‬ ‫م ؤ��س�سات حمكمة أ��سهمت يف تنوير الر أ�ي‬ ‫العام ا إل�سالمي ب أ�هميته يف تقوية أ�وا�صر‬ ‫التكافل االجتماعي‪ ،‬فكان أ�ن �صار الوقف‬ ‫مندجما يف هوية أالمة ا إل�سالمية‬ ‫عن�ص ًرا‬ ‫ً‬ ‫ممتزجا بخ�صائ�صها احل�ضارية‪ ،‬تدل‬ ‫ً‬ ‫عليه وي��دل عليها‪ ،‬بل �إن��ه �ساعدها على‬ ‫جت��اوز م�شكالت اجتماعية واقت�صادية‬ ‫تع�صف أ‬ ‫بالمم واحل�ضارات‪.‬‬ ‫خاصية مميزة للمجتمع‬ ‫العربي واإلسالمي‬

‫وحاولت الر�سالة أ�ن تربز أ�ن الوقف‬

‫ك��ان خا�صية مم �ي��زة للمجتمع العربي‬ ‫وا إل�سالمي‪ ،‬و�شكل الطاقة ا إلميانية واملادية‬ ‫التي دفعت به نحو النماء والتطور الذي‬ ‫ت ؤ�كد عليه ال�شواهد الن�صية املتناثرة يف‬ ‫كتب التاريخ وال�سجالت والوثائق اخلا�صة‬ ‫أ‬ ‫بالوقاف واملخلفات أالثرية التي تو�ضحها‬ ‫من��اذج أالبنية التي �ش ّيدت لتكون حمو ًرا‬ ‫ألع�م��ال ال��وق��ف‪ ،‬مثل امل��دار���س وامل�ساجد‬ ‫ومكاتب أاليتام أ‬ ‫وال�سبلة وا آلبار والعيون‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬وب َّينت ال��ر� �س��ال��ة �ن ال��وق��ف ك��ان‬ ‫الداعم أال�سا�سي إلن�شاء املدار�س واملعاهد‬ ‫وامل�لاج��ئ وامل�ست�شفيات وال�ق�لاع وت أ�مني‬ ‫نفقات العلماء واملتعلمني‪ ،‬ب��ل ك��ان وراء‬ ‫�إبداع الفنان امل�سلم يف أ�رقى فنون العمارة‬ ‫وال��زخ��رف��ة‪ ،‬وك �ت��اب��ة امل���ص��اح��ف و�صنع‬ ‫ال�سجاجيد والرثيات لتكرمي امل�ساجد يف‬ ‫جميع أ�ن�ح��اء أالق�ط��ار ا إل�سالمية‪ .‬ويربز‬ ‫الوقف ب�صيغته ا إل�سالمية أال�صيلة ليكون‬ ‫يف مقدمة امل ؤ��س�سات امل ؤ�هلة لال�ضطالع‬ ‫ب��دور رئي�س يف حتقيق التنمية والنهو�ض‬ ‫والتقدم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬ومن هنا ت�تي �همية هذه الر�سالة‪،‬‬ ‫ل�ي����س م��ن ك��ون�ه��ا ت�ع��ال��ج فح�سب ق�ضية‬ ‫ميا وحدي ًثا‬ ‫فقهية رتب لها الفقهاء ‪ -‬قد ً‬ ‫حكاما‪ ،‬و�إمن��ا ألن فقه الوقف‬ ‫ أ�ب��وا ًب��ا و أ� ً‬‫يرتبط باملجتمع امل�سلم‪ ،‬فهو ي�سهم يف‬ ‫تنميته‪ ،‬وي�ساعد يف حل م�شكالت أ�ف��راده‬ ‫وجماعاته‪ ،‬ثم هو �ضمان لتجاوز خمتلف‬ ‫أالزم ��ات التي قد تع�صف باملجتمع‪ ،‬من‬

‫فقر وجهل ومر�ض وجفاف‪ ،‬ومو�ضوع بهذا‬ ‫احلجم واالم�ت��داد كفيل ب � أ�ن يجذب �إليه‬ ‫اهتمام الباحثني‪ ،‬ويغريهم ب أ�ن ين�صرفوا‬ ‫�إليه‪ ،‬وي�صرفوا جز ًءا من جهودهم العلمية‬ ‫يف تناول ق�ضاياه و�إ�شكاالته‪.‬‬ ‫‪ ‬تنمية المجتمع المدني‬ ‫�إن ما ي�ضيف �إىل هذه الر�سالة أ�همية‬ ‫ملحوظة هو أ�نها تخترب مفهوم (املجتمع‬ ‫امل��دين) وت�سلط ال�ضوء على االختالفات‬ ‫ال��واردة حول دالالت��ه‪ ،‬وتربز أ��سباب ذلك‬ ‫االختالف وخلفياته‪ ،‬مما قد ال ينتبه �إليه‬ ‫يف زحمة ا إلنتاج الفكري الهادف �إىل �إبراز‬ ‫طبيعة مفهوم (املجتمع املدين) وعالقته‬ ‫مبفاهيم �سيا�سية وفكرية أ�خرى‪.‬‬ ‫‪� ‬إن ر�صد التجربة املعا�صرة للوقف ي أ�تي‬ ‫ـ يف �سياق هذه الر�سالة ‪ -‬ليتجاوز م�ستوى‬ ‫الت�سجيل �إىل م�ستوى ال�سجال الدائر حول‬ ‫حدود تطبيق أ�حكام ال�شريعة ا إل�سالمية‪،‬‬ ‫�إذ تقدم الدليل العملي امللمو�س على أ�ن‬ ‫أ�حكام ال�شريعة ا إل�سالمية قابلة للتطبيق‪،‬‬ ‫�إن هي أ� لها أ��صحابها ا إلط��ار املو�ضوعي‬ ‫ال�سليم‪ .‬ومن أال�سباب التي دفعت الباحث‬ ‫�إىل تناول هذا املو�ضوع الرغبة يف جتاوز‬ ‫ال�صورة ال�ضعيفة التي �آل �إليها الوقف يف‬ ‫الع�صر احلا�ضر‪� ،‬إذ انح�سر دوره‪ ,‬ومل‬ ‫يعد يتجاوز دور العبادة وال�صرف على‬ ‫املحتاجني ب�صورة مرجتلة‪ ،‬على الرغم‬ ‫من أ�ن الوقف مل يقف ـ تاريخ ًيا ـ عند حدود‬ ‫معينة‪ ،‬بل و�سع خمتلف املجاالت‪.‬‬

‫أ�مرنا اهلل �سبحانه وتعاىل يف حمكم التنزيل بالتدبر‬ ‫يف خلق ا إلب��ل‪ ،‬ورفع ال�سماء‪ ،‬ون�صب اجلبال‪ ،‬وت�سطيح‬ ‫أالر�ض‪..‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقد بد�‪ -‬جل جالله‪ -‬بخلق ا إلبل لعظم �ش�ن خلقها‬ ‫وما فيه من �إعجاز وتفرد داخل اململكة احليوانية‪..‬‬ ‫قال تعاىل } أ�ف�لا ينظرون �إىل ا إلب��ل كيف خلقت‪.‬‬ ‫و�إىل ال�سماء كيف رفعت‪ .‬و�إىل اجلبال كيف ن�صبت‪ .‬و�إىل‬ ‫أالر�ض كيف �سطحت{ �سورة الغا�شية ‪20-17‬‬ ‫و�إذا دخلنا �إىل معدة اجلمل وقمنا بجولة علمية‪،‬‬ ‫ف�سرنى العجب العجاب!! حيث تتكون معدة ا إلبل‪ -‬خال ًفا‬ ‫لباقي أالنعام املجرتة‪ -‬من ثالث حجرات مغلظة اجلدر‬ ‫ه��ي‪ :‬الكر�ش وال�شبكة أ‬ ‫والن�ف�ح��ة‪ ،‬والكر�ش هو خمزن‬

‫للمواد الغذائية‪ ,‬حيث يقوم اجلمل بتخزين النباتات‬ ‫والع�شاب أ‬ ‫ال�صحراوية أ‬ ‫وال�شواك التي يتغذى عليها فيه‪،‬‬ ‫يتغذى متهيدً ا الجرتارها واال�ستفادة منها فيما بعد‪،‬‬ ‫وت�ست أ�جر هذا املخزن‪ -‬ال��ذي يبلغ م�ساحته نحو ‪%80‬‬ ‫من م�ساحة املعدة كلها‪ -‬ماليني الطواحني احلية مثل‬ ‫البكترييا والفطريات وغريها من الكائنات الدقيقة‪،‬‬ ‫وعندما ي�شعر اجلمل باجلوع يقوم باجرتار الطعام من‬ ‫الكر�ش ليفتته ب أ��سنانه وينزل عليه من لعابه يف روية‬ ‫وه��دوء لينقله �إىل الغرفة الثالثة وهي أالنفحة وتعترب‬ ‫املعدة احلقيقية للجمل حيث يتم فيها �إف��راز الع�صري‬ ‫املعدي الذي ي�ساعد عل ه�ضم ما مل يتم ه�ضمه من غذاء‬ ‫يف الكر�ش وال�شبكة‪.‬‬

‫واحة الوقف‬

‫‪ 3‬غرف وماليني السكان‬

‫العمارة اإلسالمية‬ ‫تعترب العمارة ا إل�سالمية أالكرث ت أ�ث ًرا باجلانب الروحي‪ ،‬وابتد أ�ت بامل�ساجد‬ ‫وتلتها املدار�س والتكايا‪ ،‬وكانت امل�ساجد النواة أالوىل للجامعات‪..‬‬ ‫وا�شتهرت جوامع كثرية حتى أ�ن بع�ضها ُعد حتفة معمارية كم�سجد قرطبة‬ ‫يف أالندل�س‪ ،‬وجامع القريوان والزيتونة يف تون�س‪.‬‬ ‫و�صحت جمموعة أ�حاديث عن الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم‪� ،‬إذا توفرت‬ ‫يف باين امل�سجد ف�إنه يبنى له بيت مثله يف اجلنة‪.‬‬ ‫ويف احلديث ال�صحيح (�إن مما يلحق امل ؤ�من من عمله وح�سناته بعد موته‪:‬‬ ‫عل ًما علمه أ�و ن�شره‪ ،‬وولدً ا �صا ً‬ ‫حلا تركه‪ ،‬وم�صح ًفا ورثه‪ ،‬أ�و م�سجدً ا بناه)‪.‬‬

‫دراهمك ومصادرها‬ ‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫ق��ال عبداهلل بن م�سعود ر�ضي اهلل عنه‪:‬‬ ‫(التعادوا أ�نعم اهلل‪ ،‬قيل له‪ :‬ومن يعادي نعم‬ ‫اهلل؟ قال‪ :‬الذين يح�سدون النا�س على ما �آتاهم‬ ‫اهلل من ف�ضله!)‬

‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫دره��م اكت�سب بطاعة اهلل و أ�خ��رج يف حق‬ ‫اهلل‪ ،‬ف��ذاك خ�ير ال��دراه��م‪ ،‬ودره ��م اكت�سب‬ ‫مبع�صية اهلل و أ�خرج يف مع�صية اهلل‪ ،‬فذاك �شر‬ ‫الدراهم‪ ،‬ودرهم اكت�سب‪ ،‬ب أ�ذى م�سلم‪ ،‬و أ�خرج‬ ‫يف أ�ذى م�سلم‪ ،‬فهو كذلك‪ ،‬ودرهم اكت�سب مبباح‬ ‫و أ�نفق يف �شهوة مباحة‪ ،‬فذاك ال له وال عليه‪.‬‬

‫احلاسدون‬

‫‪31‬‬

‫األخيرة‬

‫اإلنسان‬ ‫الذي‬ ‫الميوت‪!..‬‬ ‫عدد ‪� -1‬صفر ‪ 1430‬هـ ‪ -‬فرباير ‪ 2009‬م‬

‫جملة أ�وقاف جامعة امللك �سعود‬

‫‪32‬‬

‫د‪ .‬صنهات بن بدر العتيبي‬

‫جاء يف أالخبار أ�ن رئي�س دائرة الطب الع�سكري يف وزارة الدفاع‬ ‫الرو�سية اجلرنال فالدميري �شابو‪ ،‬أ�كد على وجود ما أ��سماه «احلبوب‬ ‫امل�ضادة للموت»!! بطريقة غري مبا�شرة و أ�ن �إيجاد «عالج» للموت‬ ‫أ��صبح أ�قرب من ذي قبل (يا بعدك يا �شابو!!)‪ ،‬وال غرابة يف حماولة‬ ‫التطاول على املعجزات ا إللهية فقد تطاول فرعون قبل ذلك على‬ ‫ا إللوهية وقال « أ�نا ربكم أالعلى»!! وهناك نفر من أالغبـياء العرب‬ ‫أ�علنوا �صراحة عن متنياتهم ب�إيجاد «حبوب �ضد املوت» ولكن هيهات‬ ‫أ�نه مدركهم ولو كانوا يف بروج م�شيدة!! هذه أالخبار حتمل ت أ�مالت‬ ‫و�آم��ال ب أ�ن ا إلن�سان ال ميوت أ�و لن ميوت ألن املوت كان وم��ازال هو‬ ‫للن�سان ال�ضعيف مهما عال � أش�نه وعظمت ثرواته!‬ ‫التحدي أالكرب إ‬ ‫أ��صدقائي أالحياء ال مفر من املوت ف�إنه حقيقة م ؤ�ملة ولكن ثابتة‬ ‫يف هذه احلياة الفانية فال يحتاج أالمر �إىل نظرية ولن يكون هناك‬ ‫دواء!! ومهما كرثت جعجعة ال�شركات وال�صحف واملجالت واملواقع‬ ‫ا إللكرتونية ف�إن ا إلن�سان ميت ال حمالة م�صدا ًقا لقوله تعاىل } ِ� إ َّن َك‬ ‫َم ِّي ٌت َو ِ� إ َّن ُه ْم َم ِّيتُونَ {‪ ،‬ولكن هناك ثالث حاالت فقط ال ميوت فيها‬ ‫ا إلن�سان والنـف�س التي تـذوق املوت مرة لي�س بال�ضرورة أ�ن تـنقطع‬ ‫باملرة عن احلياة!! فقد جاء يف احلديث ا إلعجازي عن النبي �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم قال (�إذا مات ابن �آدم انقطع عمله �إال من ثالث‪:‬‬ ‫�صدقة جارية‪ ،‬أ�و علم ينـتفع به‪ ،‬أ�و ولد �صالح يدعو له) رواه م�سلم‪.‬‬ ‫هناك قدر �ضخم من ا إلعجاز اللغوي والعقلي يف هذا احلديث‬ ‫خا�صة يف كلمة (�صدقة جارية) ثم الحظ‪ ،‬رحمك اهلل‪ ،‬كيف و�ضع‬ ‫الفعل امل�ضارع بعد (علم) و(ولد �صالح) ليثبت ا�ستمرارية العطاء‬ ‫واحلياة ملن انـقطت أ�نـفا�سه وغادر احلياة الفانية على �آلة حدباء‬ ‫حممول!! كلمة (جارية) تـنايف كلمة (انـقطع) التي جاءت قبلها‬ ‫وتـ�شري �إىل (ال نهائية) يف العطاء أ‬ ‫للحياء فليتـخيل �إن�سان أ�نه ال‬ ‫ميوت ولكن ي�ستمر يف احلياة والعطاء ب�شكل �سرمدي ال نهائي �إىل أ�ن‬ ‫يرث اهلل أالر�ض ومن عليها‪ ،‬يا له من خيال!‬ ‫لنـتخيل �إن�سا ًنا ملقى يف حفرة مظلمة موح�شة‪ ،‬ا�ستبدُل ون�سيه‬ ‫أالهل أ‬ ‫وال�صدقاء وتباعدت عنه زينة احلياة الدنيا (املال والبنون)‪،‬‬ ‫ولكنه ما يزال ح ًيا يجول يف أ�ر�ض اهلل الوا�سعة يحن على هذا ويلطف‬ ‫بذاك وي�صرف على العلم والعلماء وي�شارك يف تـنمية النا�س أالحياء‬ ‫وي�ساهم يف �إعالء كلمة اهلل يف أالر�ض عن طريق �إحياء �سبل التـنمية‬ ‫يف املجتمعات ا إل�سالمية احلية التي ن أ�مل أ�ن ت�ستمر حية عزيزة �إىل‬ ‫أ�ن ي�شاء اهلل‪� ..‬إنها حياة بعد املوت ال ت أ�تي �إال بالوقف وخري ذلك‬ ‫الوقف العلمي ال��ذي ينه�ض ب� أ‬ ‫�المم ويحيي م��وات ال�شعوب ويـبقي‬ ‫�شعلة اهلل م�شتعلة‪ ،‬وقد ًميا قال ال�شاعر‪:‬‬ ‫ال دا َر للمر ِء بعد املوت ي�س ُكنهـا‬ ‫املوت بانيها‬ ‫�إال التي كانَ قبل ِ‬